غلب رصاص طرابلس المعالجات السياسية للمدينة، وفيما لم تنجح المساعي الهادفة الى وقف إطلاق النار وعودة الهدوء الى أحياء المدينة وفق ما كان مرجحاً، بقي السكان أسرى تعنت المسلحين الذين استمروا في حصد مزيد من الضحايا. ولم يختلف ليل طرابلس عن نهارها ولم تتبدل الأوضاع الامنية المتوترة التي يدفع المدنيون ثمنها من حياتهم واقتصادهم وأمنهم، من دون تحديد أفق لنهاية المأساة. وشهدت طرابلس تطوراً خطيراً تمثل باستهداف الجيش اللبناني الذي يعمل على اعادة الهدوء الى المدينة.
وإرتفعت حصيلة اشتباكات طرابلس الى 27 قتيلاً و200 جريح في حصيلة غير نهائية، وتوزع المصابون على مستشفيات طرابلس التي أعلنت حالة الطوارئ ودعت الى التبرع بالدم. والملفت في هذه الجولة استخدام قذائف الهاون من عيار 82ملم.
ولعلّ الأخطر في أحداث طرابلس هو إستهداف الجيش اللبناني بعبوات ناسفة محليّة الصنع، فبعد العبوة التي استهدفت آلية جند قرب الجامعة اللبنانية في القبة، والتي أدت الى جرح عسكريين، إستهدفت عبوة ثانية تزن 1700غرام دورية تابعة للجيش عند مدخل البحصاص في نقطة كان يقيم فيها الجيش حواجز ليلية.
مصدر أمني ذكر أن إستهداف الدوربة حدث بواسطة عبوة تم تفجيرها عن بعد، وهي بدائية الصنع، مؤكداً أن التحقيقات بوشرت لتحديد الاشخاص الذين رصدتهم كاميرات المراقبة المنتشرة في المكان. وقد أدى الإنفجار الى تضرر عدد من السيارات.
وفي اليوم التاسع من المواجهات العنيفة تعرضت مراكز الجيش في منطقة الغرباء الى إعتداءات بقذائف صاروخية أدت الى جرح 4 عسكريين.
وكانت رقعة المواجهات إتسعت بعد إعلان الحزب العربي الديمقراطي عن إصابة 4 أطفال من عائلة المحمد إثر تعرض منزل العائلة في جبل محسن لقذيفة هاون، وعلى الفور إندلعت مواجهات عنيفة إستخدمت فيها كافة أنواع الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وقد رد الجيش اللبناني على مصادر النيران بعد انكفائه على مدى 24 ساعة عن الرد.
وكانت وحدات من الجيش معززة بمصفحات داهمت عدداً من أماكن المسلحين في بعل البقار وحي الشعراني ومشروع الحريري في القبة، وداهمت أسطح المنازل في حي الاميركان وحارة السيدة ونزلة الكواع.
تطور الاحداث استدعى لقاء في منزل النائب محمد كبارة خرج بعده المجتمعون بدعوة الجميع الى وقف النار وسحب المسلحين في التبانة والقبة والمنكوبين والملولة.
من جهتهم، أعلن أولياء الدم في جبل محسن إلتزامهم بأي هدنة وأنهم ملتزمون بما يقرره الجيش اللبناني.
من جهة ثانية، رأت بعض الأوساط أن جولة العنف الـ 20 إندلعت على وقع العمليات العسكرية الجارية في القلمون السورية.
وقد أدى سقوط قلعة الحصن القريبة من الحدود الشمالية الى تفجير الوضع في طرابلس خصوصاً بعد ورود معلومات تؤكد مقتل جميع الطرابلسيين داخل القلعة.
وتتجه الانظار الى الاجتماع الذي يعقده مجلس الدفاع الاعلى يوم السبت وما سينبثق عنه من مقررات تحفظ أمن المدينة التي تحتاج الى قرابة 2000عنصر لتعزيز الأمن في محاورها الساخنة.
15/5/1403022