بدأت الحكومة الفرنسية اليوم بالعمل الفعلي والتحرك تجاه الإرهاب الذي ترسله إلى سورية والذي بات يهددها بشكل مباشر فبعد أن كانت تتجلى مخاوفها من عودة الإرهابيين من سورية إلى فرنسا وتنفيذ عمليات إرهابية فيها وبعد أن راقبت الفرنسيين الذين ينوون السفر إلى سورية والانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة المتطرفة وضعت الرئاسة الفرنسية اليوم خطة عمل فعلية لمحاربة الشبكات الجهادية.
وبهذا الصدد نقلت صحيفة اللوموند الفرنسية عن بيان صدر عن قصر الاليزيه جاء فيه "أن فرانسوا هولاند تبنى اليوم خلال اجتماع دفاعي مختصر خطة لمحاربة الشبكات الجهادية التي ترسل الشبان إلى سورية وشارك في هذا الاجتماع كل من رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية والعدل".
وكان الصحفي الفرنسي جان بيير بيران أكد في مقال نشره في صحيفة الليبراسيون مؤخرا "أن الفرنسيين والأوروبيين يختارون الانضمام إلى المجموعات الأكثر تطرفا في سورية والمعروفة بارتكاب الأعمال الإرهابية مثل جبهة النصرة وما يسمى الدولة الاسلامية فى العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي".
إلى ذلك بين الاليزيه في بيانه أنه تم خلال الاجتماع اعتماد "استراتيجية وخطة عمل" وقال.. "إن محتوى الخطة سيقدم في وقت لاحق" مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الخطة تهدف ايضا إلى محاربة "التطرف العنيف" وهو ما يدل على أن باريس استشعرت خطر الإرهاب المحدق والذي بات قاب قوسين من التهديد الفعلي لها.
وخلال الأشهر الأخيرة القى القبض في فرنسا على عدة شبكات جهادية بتهمة التعامل مع مجرمين للاعداد لأعمال إرهابية والبعض منهم كان قد ارتكب سطوا مسلحا فى محاولة لتمويل رحلتهم إلى سورية.
وفي أواخر شهر كانون الثاني كان وزير الداخلية ايمانويل فالس تعهد باتخاذ تدابير مثل انشاء خدمة التنبيه للأسر من أجل مواجهة ظاهرة ذهاب الشبان الفرنسيين إلى سورية مشيرا إلى أن 250 فرنسيا أو من المقيمين في فرنسا يوجدون في سورية حيث قتل منهم 21 هناك.
وكانت السلطات الفرنسية اعتقلت قبل أيام ثمانية أشخاص هم سبعة رجال وامرأة كانوا يخططون للانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وقتل أكثر من عشرين فرنسيا خلال قتالهم في صفوف المجموعات الإرهابية في سورية وفي شهر تشرين الثاني الماضي وحده فتحت فرنسا تحقيقا مع أكثر من 600 فرنسي اما كانوا على استعداد للانضمام إلى المجموعات الإرهابية في سورية أو أنهم كانوا هناك بالفعل.
وكان الرئيس السابق للإدارة المركزية للاستخبارات الفرنسية الداخلية برنار سكاوارسيني فضح السياسات التي اتبعتها فرنسا إزاء ما يجري في سورية منذ بداية الأزمة فيها في كتاب نشره مؤخرا بعنوان "الاستخبارات الفرنسية.. الرهانات الجديدة" وعرى الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية مؤكدا فضل الحكومة السورية في احباط الكثير من الهجمات التي كانت تستهدف فرنسا على أراضيها.