وحين بدأ الجيش السوري باقتحام تلة المرصد أو تلة الرادار، والتي تقع في جرود بلدة تلفيتا، وبالقرب من دير شيروبيم، فاجأ الجيش السوري المجموعات المسلحة حيث استطاع من خلال الكثافة النارية أن يجبرها على الفرار من التلّة. وبعد السيطرة عليها، كانت وحدات الاسناد الناري تثبت تمركزها أعلى تلة وجرود منطقة افرة، ما سمح للجيش السوري بالسيطرة النارية وبالرؤية على مزارع رنكوس وأحياء البلدة، ما حقق السيطرة الكاملة على قوس الحدود مع الطفيل وبريتال اللبنانيتين، بالاضافة الى قطع طرق الامداد القادمة من جرود الزبداني وتلفيتا.
لم تتوقف العملية عند هذا الحد، ففي الوقت الذي بدأت وحدات الاسناد الناري المتمركزة أعلى تلة المرصد وتلة أفرة، باستهداف دفاعات وتحصينات المجموعات المسلحة التي كانت منتشرة حول البلدة وفي المزارع، قام الجيش السوري بعملية استهداف ذكية قتل فيها المدعو عبد الستار بيطار، أحد أهم قادة المجموعات المسلحة، والمسؤول عن قصف منطقة القطيفة وبعض القرى بالصواريخ، فيما كانت وحدة أخرى من الجيش تلاحق اتصالات القائد الميداني لـ "جبهة النصرة" المدعو أبو طلحة البغدادي وهو عراقي الجنسية، لتستهدفه بشكل مباشر، ما أدى لمقتله على الفور. وما ان وصل خبر مقتل بيطار وابو طلحة البغدادي الى المجموعات المسلحة، بدأ الانهيار الكامل في صفوفها، وبدأت تفكر في طرق الانسحاب من البلدة.
في هذه الاثناء، وبمساندة من وحدات الاسناد الناري، كانت وحدات المشاة في الجيش السوري تقتحم الحي الشرقي للبلدة، كاسرةً خطّ الدفاع المتقدم للمسلحين، ليسيطر الجيش السوري على حي الإسكان وحي الجمعيات، ما دفع المسلّحين الى الهرب باتجاه مزارع رنكوس والمشفى ووسط المدينة، فيما كانت مجموعة أخرى تتقدم في الجهة الغربية، لتعم حالة من الفوضى في صفوف المجموعات المسلحة بعد وصول طلائع الجيش السوري الى جامع الهدى من المحور الغربي، ما أدى الى انهيار كامل في صفوف المجموعات المسلحة.
واستمرت وحدات الجيش السوري في التقدم حتى الحي الشمالي، لتصل الى المناطق المطلة على الحدود اللبنانية، وتشكل هلالاً نارياً مع امتداد الحدود اللبنانية، لتجعل بلدات عسال الورد وحوش عرب والصرخة وبخعة تحت حصار مطبق. وفي الموازاة، عملت وحدات الهندسة في الجيش السوري على تفكيك العديد من العبوات الناسفة التي كانت المجموعات المسلحة قد زرعتها لإعاقة تقدم الوحدات العسكرية في عمق البلدة.
وفي هذا الصدد، أكد مصدر عسكري لموقع "العهد" الاخباري أن الجيش السوري يرنو ببصره نحو بلدة عسال الورد، والقريبة من رنكوس، حيث تحدثت المعلومات عن بدء الجيش السوري بعمليات قصف تمهيدي، لمزارع تلك البلدة، تحضيراً لاقتحامها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha