يعقد اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل، اجتماعا يضم 9 من أكثر الدول تورطاً في إرسال مقاتلين إلى سوريا، وذلك بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا وتونس والمغرب، لدراسة مواجهة هؤلاء في حال عودتهم إلى أوروبا.
وقام مركز الإدارة الاستخباراتية الداخلية المركزية في ليفالوا بيريه قرب باريس بالتعاون مع رهائن سابقين في سوريا بإجراء اختبار صوتي بغرض التعرف على أصوات جهاديين فرنسيين.
حيث أجرى خبراء مكافحة الإرهاب هذا الاختبار على أمل التعرف على صوت بعض من محتجزيهم وهي المرة الأولى في تاريخ عمليات الخطف التي يظهر فيها جهاديين فرنسيين بجانب إرهابيين آخرين يقومون باختطاف و حجز مواطنين فرنسيين.
وتشير بعض التقارير بصورة مقلقة إلى وجود 1500 أجنبي، من بينهم 300 مقاتل فرنسي متمركزين في الجبهة الشمالية السورية و 200 بلجيكي و 300 إلى 400 مقاتل بريطاني و 50 إلى 100 مقاتل أمريكي بالإضافة إلى مئات الهولنديين و عشرات الألمان، قدموا من 70دولة مختلفة للقتال إلى جانب المجموعات الإسلامية الأكثر تطرفا من ضمنها جبهة النصرة و الدولة الإسلامية في العراق و الشام.
و أكدت التقارير أيضاً أن الأزمة السورية طرحت مشكلة جديدة حيث أوجدت ركيزة للقاعدة على أبواب أوروبا.
في هذا الصدد، لفتت وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكت أن عودة الكتائب الجهادية الأوروبية سيتم طرحها على طاولة الإجتماع في بروكسل ، حيث تشكل هذه المسألة إحدى الإرباكات الرئيسية خاصة بعد عودة 130 فرنسي و حوالي خمسين بلجيكي مؤخّرا، و أن أكثر الأوروبيين تدرباً منهم انتقلوا لممارسة نشاطهم في فرنسا ،وبلجيكا وإسبانيا.
وأكدت ميلكت أن هذا الخطر سيؤخذ على محمل الجد لكن مراقبتهم تتطلّب وسائل بشرية و مادية تتجاوز قدرات المراكز البوليسية للبلدان المعنية.
ولفتت الوزيرة البلجيكية إلى "إن الجميع يدرك ان الجماعات الجهادية ستستفيد من الغوغائية للتخفّي في منطقة غير مستقرّة تمتد من الشمال الشرقي لسورية إلى غرب العراق، أي على بعد (قيد أنملة) من أوروبا."
لذلك في إطار مواجهة هذا التهديد يسعى الأوروبيين لتقوية تعاونهم مع تركية البلد الرئيسي لعبور الجهاديين ولهذا السبب سيتواجد ممثل تركي في بروكسل.
وفي السياق، أشار ممثل الأمم المتحدة المستقيل مختار لاماني أن هؤلاء الإرهابيين لم يهبطوا من المظلة إلى سورية، فقد كان باستطاعة تركية حليفة الناتو كبح هؤلاء القادمين من أوروبا.
من جانبه قال خبير فرنسي: " الأتراك يقولون لنا: اعملوا ما باستطاعتكم لمنع قدومهم من أراضينا، ونحن نقول لهم: اعملوا ما بوسعكم لمنع عبورهم الحدود مع سورية.
فالأوربيون سيطالبون انقرة بمزيد من الجهود، ليس فقط على مستوى توقيف الارهابيين ، بل بمراقبة نقاط عبروهم أيضا، في الوقت التي تتذرع فيه تركيا بعدم قدرتها على مراقبة كل نقاط العبور غير الشرعية بين أراضيها والأراضي السورية.
وعلى الرغم من الجمود الذي يسود العلاقات السياسية بين أوروبا وسوريا، إلا أن السلطات الأوروبية أرسلت عدة بعثات على مراحل للقاء نظيراتها السورية،لأنها أدركت أنه ليس بإمكانها تجاوز الحكومة السورية بحسمها معركتها ضد الإرهاب
20/5/140508