توقف تنفيذ "اتفاق حمص" مساء الخميس بعد لجوء المسلحين الى عرقلة وصول المساعدات المقررة الى بلدتي نبل والزهراء بحلب، ما اضطر السلطات السورية للتعامل بالمثل، فأوقفت من جهتها خروج آخر دفعة من المسلحين من حمص القديمة والذين تقلهم 13 حافلة.
وعلى الفور جرت اتصالات مكثفة برعاية مندوبي الامم المتحدة لانقاذ الاتفاق واستكمال تنفيذه، عبر تسهيل وصول المساعدات الانسانية إلى بلدتي ’’نبل والزهراء’’ وإخراج من تبقى من مسلحي حمص القديمة، فجرى التوصل الى شبه اتفاق سمحت بموجبه السلطات السورية مساء اليوم لـ 6 حافلات للمسلحين بالخروج من حمص القديمة كبادرة حسن نية، على أن يتم إخراج 7 حافلات إضافية غداً بعدما يتم إدخال المساعدات إلى بلدتي "نبل" و"الزهراء".
وكان تنفيذ المرحلة الثانية من "اتفاق حمص" الذي تمّ التوصل إليه بين السلطات السورية والمجموعات المسلحة في سوريا برعاية الأمم المتحدة، قد انطلق صباح اليوم.
وقد نفّذ اليوم الجزء الاكبر من العملية التي توقفت قبل خواتيمها، بإخراج دفعة جديدة من المسلحين ظهر اليوم، بعد الدفعات التي اخرجت بالامس، تألفت من 5 حافلات خضراء بزجاج داكن توجهت نحو مدينة "الدار الكبيرة" في الريف الشمالي للمدينة.
وعلى الاثر، دخلت وحدات الهندسة في الجيش السوري وبدأت العمل على تنظيف المدينة عبر تفكيك العبوات الناسفة والالغام، فيما رُصد دخول جرافات كبيرة إلى الاحياء القديمة لازالة الركام. وإنتشرت صور تظهر جنوداً من الجيش السوري يرفعون العلم السوري في أحد الأحياء القديمة.
وفيما ذكر التلفزيون السوري مساء الخميس، أن حمص القديمة أصبحت خالية من المجموعات المسلحة، أفاد "المرصد السوري" المعارض أن حافلات تقل المجموعات المسلحة من حمص القديمة وصلت الى بلدة الدار الكبيرة، ومن المنتظر أن تصل إليها، الدفعة الأخيرة من مقاتلي أحياء حمص المحاصرة.
وإتماماً للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في حمص، كان يرتقب وصول قافلة المساعدات الى نبل والزهراء لولا عرقلة وصولها من قبل المسلحين. على الرغم من الاتفاق على خط مسيرها من قبل فريق اﻻمم المتحدة وغرفة التنسيق المشتركة نحو القريتن المحاصرتين بريف حلب الشمالي.
وكانت قافلة المساعدات واصلت سيرها بمواكبة فريق الامم المتحدة، فوصلت الى مشارف البلدتين في قرية "كفربسين" التي تبعد عن القريتين 13 كلم.
يشار الى ان القافلة مؤلفة من 10 آليات محملة بالمعونات الانسانية والطبية، 60 منها مخصصة لبلدتي نبل والزهراء معاً فيما ستتوزع الآليات المتبقية على القرى المجاورة.
تحرير المخطوفين
في هذا الوقت، وضعت اللمسات النهائية على موضوع إنهاء ملف مخطوفي ريف اللاذقية، حيث تسلّم الجيش السوري الدفعة الاخيرة والمؤلفة من 25 مخطوفاً في منطقة "كفريا"، من الذين تمّ إختطافهم خلال الهجوم قبل الاخير على ريف اللاذقية في آب الماضي.
من جهتها، ذكرت "وكالة الصحافة الفرنسية" أنه نتج عن إتفاق حمص الإفراج عن 40 مدنياً و30 عنصراً من الجيش السوري كانوا محتجزين لدى المجموعات المسلحة، حسب ما صرح به المتحدث بإسم "الجبهة الاسلامية" للوكالة.
واضاف الناطق أن "المدنيين الـ 40 كانوا بيد "الدولة الاسلامية في العراق والشام - داعش" وتركتهم بعد خروجها من المنطقة". وبحسب "المرصد السوري" المعارض، فإن من بين الأربعين 12 طفلاً وآخرين هم من النساء.
وبعد ظهر الخميس، افاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل عن "وصول الدفعة الثانية من المختطفين المحررين (الى اللاذقية)، ليصل عدد المحررين الى 40 بين الامس واليوم".
2/5/140509