اقتاد المسلحون المئات من النساء والأطفال كرهائن بعدما ارتكبوا مجازر بشعة لا تزال محفورة في ذاكرة السوريين وكانت تسعة أشهر وأربعة أيام المدة الزمنية الفاصلة بين اجتياح جبهة النصرة لقرى ريف اللاذقية الشمالي من البلوطة إلى الحنبوشية وبومكة ومباتا واقتيادهم لمئات النساء والأطفال كرهائن بعد ما ارتكبوا مجازر بشعة لازالت محفورة في ذاكرة السوريين.. وبين الإعلان عن مصالحة أفرجت بموجبها جبهة النصرة خلال اليومين الماضيين عن 40 مخطوفاً مجملهم من النساء والأطفال.
ومن المطلق سراحهم العجوز سعدة منصور التي بلغت عقدها الثامن حيث اقتيدت أسيرة بعد عملية تصفية لعائلتها بالكامل.. وكذلك بشار الطفل ذو العامين من العمر الذي أطلق سراحه للمجهول بعد أن أبقت الجماعات المسلحة أمه وأختيه رهائن.. في حين خلفت زينة إخوانها زياد وأمجد.. آخر من تبقى من عائلة تعرضت للإبادة في ريف مباتا.
وتصف الطفلة زينة حالة عائلتها بالقول "كنا قاعدين بالبيت و(إثر هجوم المسلحين) طلعنا من البيت.. وشفنا بابا مستشهد الله يرحمه.. وأخذوا أخي و65 مسروق.. أخذوهم.. لانعرف إلى اين أخذونا أنا وأمي.. قتلوا أمي الله يرحمها.. وبقيت أنا وأخي لحالنا وظليت أراقبهم.. جابوهم لي.. أمسكت أخي زياد.. حضنته.. دمعت عيونه على مقتل أمي !"
ورغم تحرير هؤلاء المخطوفين من الجماعات المسلحة وإعادة الطمأنينة والاستقرار إلى حياتهم إلا أن علائم الحزن ترتسم على وجوههم فما زالت مشاهد أحبة فقدوا ماثلة في الذاكرة وقد حالت ظروف الاختطاف دون رثائهم.
ورافق عملية تحرير المخطوفين ارتياح إيجابي لكنه لم يفض إلى دمل الجراح مع وجود 54 من الأطفال والنساء لازالوا في عهدة الجماعات المسلحة.
................