أياماً قليلة تفصلنا عن بدء حزب الله لعملية عسكرية على الحدود الشرقية مع سوريا، حيث يضع الحزب نصب عينيه توجيه الضربة الاخيرة لمشروع القاعدة المتجه نحو لبنان وإسقاطه في مهده.
على الرغم من سيطرة الحزب على منطقتي “القصير” في الصيف الماضي والقلمون مطلع الربيع الحالي بالاضافة للسيطرة على منطقة تلكلخ، فإن المعركة لا يبدو وانها إنتهت هنا، فالمجاميع المسلحة الهاربة من تلك المعارك قد تجمعت في منطقة واحدة تنحصر فيها، تتحضر لعمل عسكري ما، تتجهّز، تتبادل دورة حياة، لا بل تقوم بغزوات، المجموعات التي إنسحبت من “القلمون” خصوصاً بعد سيطرة الجيش وحزب الله على “رنكوس” توزعت بعدة إتجاهات. منها من فضلّ الذهاب نحو بلدة “الطفيل” من جهة “عسال الورد” القلمونية، ومنها من إختار ان ينتشر في التضاريس الجبلية الوعرة إنطلاقاً من تلال الزبداني فسرغايا ومن جهة أخري إلى جرود عرسال والتلال المواجهة لها التي تصل الجرود في بلدة “فليطة”، حيث باتت السلسة الشرقية للبنان مسرحاً عسكرياً لهؤلاء
تُقدّر مصادر حزب الله انّ 5000 مسلح كحد أدنى، أو يفوق ذلك بقليل ينتشرون في هذه المنطقة ويهددون بالتالي الداخل اللبناني بشكل مباشر. تبني مصادر “الحزب” ذلك على عدّة محاولات إختراق حاول المسلحون القيام بها نحو الداخل اللبناني، خصوصاً من جهة “تلال سرغايا” نحو جرود “النبي شيت” مراراً، كان ذلك يفشل بفضل تشريك الحزب لتلك الهضاب بمجموعات عسكرية وعمليات رصد برية، مضافاً إليها عمليات رصد جوية من خلال طائرات إستطلاع. أحبط الحزب العديد من تلك المحاولات، مكتشفاً انّ ثغور تلك التضاريس والمغاور يختبأ بين صخورها أعداداً من المسلحين. نحو جرود “عرسال” الوضع ممثال تقريباً. يكاد لا يمرّ يوم دون أن يوجه حزب الله ضربات لمجموعات عسكرية تحاول التقدم من جرود عرسال نحو التلال المواجهة، وبالعكس نحو الاراضي اللبنانية، حيث باتت تلك المنطقة مركز النشاط العسكري الاساسي لهذه المجموعات، وعليه، باتت تلك المنطقة بتلالها تحت مجهر حزب الله.
تبدي مصادر مطلعة للـ “الحدث نيوز” خشيتها من ان يؤثر تمدّد “الدولة الاسلامية” في مناطق العراق على الوضع في هذه الثغور والتضاريس والتلال المواجهة للبنان. يمتلك الحزب، وفق هذه المصادر، معلومات حول توجه هذه المجاميع المسلحة لاعلان البيعة الكاملة لـ “الدولة الاسلامية” بشخص أميرها “أبا بكرٍ البغدادي”، وهذا ما سيترتب عليه تغييراً في النمط السائد لدى المسلحين الذين سيتحولون إلى “مبدأ الجهاد” نحو الاراضي اللبنانية متخذين من منطقة تواجدهم في “السلسلة الشرقية” منطلقاً، وعليه، فإن الحزب يسعى لوأد الفتنة في مهدها وإبادة المسلحين هناك.
“الحدث نيوز” علمت من مصادر على إطلاع على الشأن الميداني في حزب الله، انّ الحزب ينوي التحرك في الأيام القليلة القادمة بعملية عسكرية من نوع خاص، عملية جبالية تقوم بها مجموعات مختصّة ومتمرسة على أساليب القتال في التضاريس والثغور. وعليه بدأت عملية التعبئة العسكرية للمقاتلين بوتيرة عالية وبهدوء بعيداً عن أي ضجيج إعلامي. يُراد من هذه التعبئة “تسكير” المناطق التي سيخرج منها المقاتلون المتمرسون على هذا النوع من القتال في “القلمون” و “القصير” نجو وجهة القتال الجديدة وتحضير “البديل” العسكري لهم.
يضع الحزب نظرته العسكرية على الميدان، فهو يعتبر انّ مسرح هذه العملية المرتقبة ستبدأ على مرحلتين:
الأولى من القرى المواجهة لتلال “سرغايا – الزبداني” في منطقة جرود “النبي شيث” في أقصى البقاع الشرقي، صعوداً نحو الشمال إلى جرود بلدة “الطفيل” والتلال المواجهة لها إمتداداً على السلسلة الشرقية نحو الشمال.
والثانية من منطقة “جرود عرسال” المحاذية تماماً للحدود السورية بالاضافة إلى التلال الشرقية الواصلة لها مع بلدة “فليطا” (غرب القلمون) شمالاً نحو التلال والمرتفعات المواجهة لبلدة “القاع” حتى تخوم منطقة “القصير” آخر نقطة.
يرى الحزب انّ هذه المجاميع المسلحة منتشرة هنا، ويرى انّ النقطتين الاساسيتين لها تقع في “تلال جرود عرسال” و “تلال سرغايا – الزبداني”، الهدف السيطرة على السلسلة الشرقية عسكرياً وميدانياً بشكل كــامــل وإبادة المجاميع المسلحة هنا.
تتمتع هذه المعركة بميرة فريدة مغايرة لواقع المعارك الاخرى. هنا معركة جبلية محض، الاهم “لا منافذ هروب للمسلحين” هدف حزب الله إبادتهم وإنهاء وجودهم هنا.
في المقابل يتحضر حزب الله لإمكانية مواجهة متقدمة داخل الاراضي اللبنانية بعد ان يبدأ عملية هذه المتوقع ان يتم الهجوم فيها عبر محورين:
- محور ينطلق من داخل مناطق القلمون نحو المرتفعات.
– محور ينطلق من داخل الاراضي اللبنانية نحو مرتفعات السلسلة.
– تلال عرسال يتم الهجوم عليها من جهة يبرود.
يتوقع الحزب انّ تندفع المجاميع المسلحة نحو الاراضي اللبنانية بعد ان يتم الهجوم عليها من الجهة السورية، هنا ينتظر مقاتلو “المقاومة” هؤلاء من جهة الاراضي اللبنانية للقضاء عليهم.
بلدات البقاع الشرقي المواجهة تعيش حياة طبيعية، على وقع صفيخ ساخن لا يشعر به سوى المقاتلون المجهزون، الخاضرون لخوض غمار المعركة، فباتت تلك القرى حتى “حام” خزانات عسكرية – بشرية للدفاع عن لبنان في المعركة الاخيرة.
الحدث نيوز
23/5/140613
https://telegram.me/buratha