سوريا - لبنان - فلسطين

سوريا: تقدم ميداني في حلب وتصعيد في محور حي الزهراء

1867 09:19:43 2014-06-13

حسين مرتضى

بعد التقدم العسكري الذي حققه الجيش السوري في الريف الجنوبي في حلب، والسيطرة على مناطق استراتيجية، اتاحت له الاشراف على الطريق الدولي حلب ـ دمشق و الاطلالة على مدينة سراقب في ريف ادلب، حاولت المجموعات المسلحة رفع معنويات مقاتليها، لتصعد وتيرة الاشتباكات على طول المحاور الغربية والشمالية للمدينة.

فعقب إحباط الجيش السوري محاولة هجوم جبهة النصرة على مبنى المخابرات الجوية في حي الزهراء بحلب، في هجوم يُعتبر الأعنف في سلسلة الهجمات التي استهدفت المبنى، بدأ الهجوم بتفجير ضخم هزّ الأحياء الغربية، مستهدفاً مبنى المجمع الخيري "دار الايتام" في حي الزهراء، ومن ثم بدأت الاشتباكات من محاور صالات الليرمون ومن جهة كفر حمرة ومن جهة دوار الليرمون وعلى امتداد حي الزهراء، استخدم فيها المهاجمون الاسلحة المتوسطة والثقيلة بهدف الوصول الى مبنى المخابرات الجوية. مستفيدين من قرب منطقة حريتان من منطقة المصانع في الليرمون، حيث تتجمع المجموعات المسلحة القادمة من تركية ومن الريف الشمالي لحلب، في منطقة حريتان، ومن ثم نحو بلدة الليرمون ومصانع الليرمون، حيث حاولت استغلال التداخل الجغرافي في تلك المنطقة وكثافة الابنية.

استطاع الجيش السوري تلقي الصدمة الأمر الذي أسس لاستعادة زمام المبادرة والتحكم بسير المعارك، على أن التحول النوعي في سير المعارك بحلب، تمثل في سيطرة الجيش السوري على قرى عزان الصفارية وقيقان وتل شهيد وكتيبة الدفاع الجوي المشرفة على الأتوستراد الدولي الواصل بين حلب ودمشق. في ريف حلب الجنوبي، حيث تمكن الجيش من تعزيز خطوط الإمداد العسكري له.

وعبر هذه العملية استطاع الجيش السوري ايضا حماية وتأمين الطريق الدولي، كون المعركة في حلب تتركز في أولوياتها لدى المجموعات المسلحة على قطع طرق الإمداد عن الجيش.

وبعد استعادة هذه القرى ادركت تركيا الداعم الرئيسي للمسلحين في شمال حلب وقادة الجماعات المسلحة، أن طريق امدادهم عبر كفرحمرة والليرمون وبني زيد، الى الاحياء الداخلية اصبح مهدداً بشكل فعلي، ما دفعهم لنقل المعركة مجدداً باتجاه محور الزهراء ومبنى المخابرات الجوية، بهدف الهاء الجيش السوري عن تقدمه في الريف الجنوبي.

هزيمة مدوية

فشل الهجوم الكبير، عزز حقيقة ان المجموعات المسلحة غير قادرة على تحقيق اهدافها التكتيكية، ومن أهم اسباب هذا الفشل، عدم تجانس المسلحين الذين يقاتلون على الارض، بسبب ارتباط كل مجموعة بدولة داعمة لها، تختلف في اهدافها المرحلية عن الاخرى، وفقر المسلحين لقيادة حقيقية تعرف طبيعة الارض والجغرافيا، وعدم معرفة القادة الميدانيين من الشيشان وسواهم من الجنسيات الاخرى بطبيعة الارض والمعركة، كل هذا شكل خللاً بنيوياً في طبيعة الهجمات التي تشنها تلك المجموعات في منطقة الليرمون والزهراء، وما يعزز فشلها اعتماد الجيش السوري على تكتيك جديد في تلك المنطقة، يعتمد على التمترس والدفاع والقدرة العالية على امتصاص الهجمات، بعد معرفة تكتيكات المجموعات المسلحة التي تعتمد على التفجيرات ومن بعدها موجات بشرية في الهجوم، بالإضافة الى ذلك القدرة العالية على التنسيق بين قادة الاسلحة في الجيش السوري، واستخدام اسلوب اللامركزية في القرار بمعنى ان كل قائد عسكري لديه القدرة على اتخاذ القرار المناسب حسب متطلبات المعركة، بمساندة من باقي الاسلحة المشاركة في العملية، ما يعزز القدرة العالية على المناورة لوحدات المشاة وسرعة تعزيزها بوحدات من الاسناد الناري التي تخلق كثافة نارية كبيرة، كل ذلك مدعوماً بمعلومات استخباراتية دقيقة تمنح القادة قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.

إن الانجازات العسكرية التي يحققها الجيش السوري، بالذات في اكمال الطوق الامني حول مدينة حلب، ستجعل المجموعات المسلحة في داخل المدينة معزولة تماماً، عن محيطها الجغرافي الذي يشكل مناطق دعم و امداد، وسيمنح الجيش السوري السيطرة المطلقة على مفاصل المناطق التي تتواجد فيها المجموعات المسلحة وبالذات منطقة الليرمون التي تعتبر البوابة الشمالي لمدينة حلب.

العهد

24/5/140613

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك