كشف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، امس الجمعة، أن الحكومة اللبنانية ستتقدم بشكويين إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل وتنظيم “داعش” لارتكابهما جرائم حرب ضد الإنسانية في كل من قطاع غزة ومدينة الموصل غرب العراق.
وقال باسيل في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع في مبنى الوزارة، ببيروت، مع وفد ضم ممثلي الطوائف الأربعة المسيحية الأساسية التي تم تهجير رعاياها من الموصل، أن الحكومة اللبنانية “بادرت للمرة الأولى في تاريخ لبنان بالأمس إلى إجراء استثنائي” وهو مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحرك بخصوص الأوضاع في غزة والموصل، مشيرا إلى أن “الحكومة وافقت على الرسالة التي ستبعث بها وزارة الخارجية إلى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية”.
وأضاف “نحن أمام أمر غير عادي واستثنائي تخطينا فيه كل الاعتبارات”، مشددا على أن “موقفنا مبدئي وإنساني” وينطلق من التزام لبنان بشرعة حقوق الإنسان وتعدد الأديان واحترامها بغض النظر عن أي اعتبار سياسي أو ديني.
وضم الوفد المسيحي الذي اجتمع مع باسيل، بطريرك السريان الأرثوذكس أغناطيوس أفرام الثاني، يرافقه مطران بيروت للسريان الأرثوذكس دانيال كورية، مطران لبنان للسريان الكاثوليك جهاد بطاح، المعاون البطريركي للكلدان من بغداد شليمون وردوني، مطران لبنان للكلدان ميشال قصارجي، راعي كنيسة المشرق الآشورية المونسنيور يترون كوليانا، الأمين العام للقاء المسيحي المشرقي رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام، وانضم إليه سفراء بريطانيا طوم فليتشر، وفرنسا باتريس باولي، والصين جيانغ جيانغ.
وتشن إسرائيل منذ أكثر من 10 أيام عملية عسكرية على قطاع غزة ذهب ضحيتها أكثر من 800 قتيل وجرح الآلاف. من جهة أخرى، غادر آلاف المسيحيين مدينة الموصل شمالي العراق بعدما خيّرهم تنظيم “داعش” بين إشهار الإسلام أو دفع الجزية أو الرحيل، وقام التنظيم بحرق الكنائس وتدمير دور العباد والمقابر هناك.
وقارن باسيل بين اعتداءات إسرائيل في غزة ضد المدنيين الفلسطينيين وتلك التي تقوم بها “داعش” في الموصل ضد المسيحيين، معتبرا “أننا أمام قضيتين متشابهتين في الكثير من النواحي”.
وشرح أن “هناك إسرائيل التي لا تعترف بالقانون الدولي وكل جرائمها بحق الدول العربية وفلسطين التي ترتكبها حاليا بحق غزة تقع ضمن بند جرائم حرب”، مضيفا أنه في المقابل هناك “الجماعات التكفيرية (التي) لا تعترف لا بالقانون الدولي ولا بالقانون الوضعي ولها قوانينها الدينية التي تفسرها كذلك وفق ما ترتأيه. وهذه أوجه شبه كبيرة بين الحالتين”.
وشدد على أن المستفيد مما يحصل في غزة والموصل “واحد والهدف واحد وهو إلغاء الهوية الفلسطينية والهوية العربية والهوية المشرقية بما فيها من تعدد وتعايش واعتراف بالأخر وإحلال مكانها هوية واحدة هي هوية يهودية لكيان يهودي عرقي يستعمل العنف كوسيلة لإلغاء الأخرين، وبالمقابل هوية واحدة (لداعش) وصفها مفتي طرابلس (مالك) الشعار بأنها ليست بشرية”.
..................
5/5/140726
https://telegram.me/buratha