قال الكاتب الأيرلندي باتريك كوكبيرن، إن على أمريكا وحلفائها إذا كانوا ينشدون القضاء على تنظيم "داعش"، أن يعملوا على التوصل لهدنة بين قوات نظام بشار الأسد وقوات المعارضة المعتدلة.
وأوضح كوكبيرن - في مقال نشرته صحيفة (الإندبندنت) - " أنه لا القوات النظامية ولا قوات المعارضة المعتدلة في سوريا تستطيع الحرب على جبهتين ولا لديها القوة الكافية لإنزال الهزيمة بالدواعش بينما تحارب على جبهة أخرى".. ورأى كوكبيرن أن إبرام هدنة بين القوتين المعاديتين بشكل أساسي لتنظيم داعش في سوريا كفيل بوقف زحف مسلحيه في البلاد .
ونوّه الكاتب إلى أن الهدنة لا يتعين بالضرورة أن تكون جزءا من حلّ سياسي أوسع للأزمة السورية العميقة بشكل يستبعد حدوث أيّ تسوية في الوقت الراهن.. ورأى أن الهدنة ممكنة الآن أكثر من أي وقت مضى، لأن قوتي النظام والمعارضة في سوريا وداعميهما في الخارج (أمريكا - السعودية - روسيا - إيران) الجميع مرعوب من سطوع نجم تنظيم "داعش"، على حد وصفه.
ورصد كوكبيرن موافقة مجلس النواب الأمريكي مؤخرا على مقترح أوباما بتدريب وتسليح معتدلي المعارضة في سوريا الذين من المفترض أن يقاتلوا قوات النظام على جبهة وقوات داعش على جبهة أخرى.. ورأى كوكبيرن أن ذلك كله لا يعدو كونه "حملة علاقات عامة".
وعلل الكاتب رؤيته تلك بالإشارة إلى تأهُّب الدواعش على بعد 30 ميلا من مدينة "حلب" لاجتياح آخر معاقل المعارضة.. بينما الجيش النظامي السوري من ناحية أخرى قريب من استعادة السيطرة على المدينة ذاتها .
ونوّه كوكبيرن إلى أن كلا من القوتين لديه الدوافع الكافية للتصدي لتنظيم داعش وقد كبدهما خسائر مؤلمة.. حتى الرئيس الأسد الذي تأكد من سوء تقديره لقوة الدواعش عندما افترض في ظهورهم ميزة له أمام المجتمع الدولي من حيث مقارنة جرائمه بفظائعهم.
وأكد صاحب المقال أن اتفاق الهدنة بين قوتَي النظام والمعارضة لا يمكن إبرامها إلا بضغط من الداعمين الخارجين ولا سيما أمريكا وروسيا والسعودية وإيران.
21/5/140922
https://telegram.me/buratha