سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان: خطة أمنية في البقاع لدعم استقرار البلاد

1956 07:42:23 2015-02-16

ايلين زغيب

بالتزامن مع عاصفة ثلجية تضرب لبنان غطّت جباله وبقاعه بالوشاح الابيض، انطلقت فجر الخميس خطة أمنية في منطقة البقاع الشمالي والهرمل في شرق البلاد بهدف انهاء حالة الخروج عن القانون في هذه المنطقة، حيث تسرح وتمرح عصابات سرقة السيارات والمخدرات، وحيث ازدهرت أخيراً تجارة الخطف في مقابل فدية.

في السنوات الماضية، تحوّلت قرى وبلدات في البقاع الشمالي والهرمل إلى مناطق خارجة عن القانون ترتع فيها عصابات السرقة والمخدرات. وكانت يد الدولة قصيرة في هذه المناطق التي تخضع لنفوذ "حزب الله" وتعتبر معقلاً مهماً له. ومن هنا، فإن العصابات هذه كانت تشعر بأنها في مأمن، ويقال إنها كانت تتمتع بغطاء غير مباشر من القوى السياسية المهيمنة.

وفي السنتين الأخيرتين، بلغ التفلّت الأمني مستويات مرتفعة، خصوصا حين بدأت ظاهرة الخطف في مقابل فدية، حيث كان أفراد هذه العصابات يعمدون إلى خطف شخص أو طفل من عائلة مقتدرة مالياً، ليطالبوا بفدية مالية. وقد جمعوا جرّاء ذلكمبالغ مالية كبيرة.

والمثير في الأمر أن الرؤوس الكبيرة في هذه العصابات معروفة بالأسماء من قبل جميع الأطراف ومن قبل القوى الأمنية، حتى أن مفاوضات كانت تجري معهم أحيانا لإطلاق سراح هذا المخطوف أو ذاك. وقد أصبح اسم بلدة بريتال البقاعية مرادفاً لعمليات سرقة السيارات، حتى أُطلقت النكات الكثيرة في هذا الاطار، وكان يقال لكل من فقد سيارته مثلاً إن عليه البحث عنها في بريتال ودفع مبلغ للسارقين من أجل استعادتها.

في هذا الوقت، كانت البؤر الأمنية منتشرة في أماكن عدة في لبنان من طرابلس عاصمة محافظة شمال لبنان، إلى مخيم عين الحلوة الفلسطيني في صيدا عاصمة الجنوب، وصولا إلى السجن المركزي في بلدة رومية في جبل لبنان، الذي تحوّل أحد المباني فيه إلى مكان عصي ّعلى الدولة يسيطر عليه الموقوفون الاسلاميون ومتّهمون بعمليات إرهابية، حتى أنه تبيّن أن عمليات تفجير انتحارية ضربت لبنان أخيرا أديرت من داخل السجن.

أمام هذا الواقع، اتُخذ القرار بضرورة وضع حدّ لكل ما يهدد استقرار لبنان، خصوصا أن ضغوطاً غربية مورست لابقاء التوتر تحت السقف خوفاً من انفجار فتنة مذهبية.

وانطلاقًا من ذلك، نُفذت العام الماضي خطة أمنية في مدينة طرابلس أدت الى اعادة الهدوء الى المدينة. كما نُفذت خطة مماثلة داخل سجن رومية، وصفت بأنها إنجاز للقوى الأمنية ولوزير الداخلية نهاد المشنوق المنتمي الى "تيار المستقبل" برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

واستكمالاً لهذا المسار، تقرر تنفيذ خطة أمنية لمنطقة البقاع. وقد اتفق عليها في الحوار الدائر منذ فترة بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" بهدف تخفيف الاحتقان المذهبي.

الخطة انطلقت وتُستكمل في الأيام المقبلة، وتنفّذها وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي وحوالى 500 عنصر من الأمن العام وباقي الأجهزة الأمنية. وعُلم بأن المرحلة الأولى منها تشمل إثنين من المربّعات الأمنية، هما بلدتا بريتال وحورتعلا اللتان شهدتا عمليات دهم وتفتيش بحثا عن مطلوبين.

وأشارت قيادة الجيش في بيان أصدرته الى أنّ العملية ستستمرّ أياماً عدة، وقد شملتتنفيذَ عمليات دهم وإقامة حواجز وتسيير دوريات، وأسفرَت عن توقيف 10 أشخاص مطلوبين وضبط 18 سيارة مسروقة، في ما يمكن وصفه بالتوقيفات المتواضعة جداً.

ولكن، وعلى غرار ما جرى في مدينة طرابلس حيث تمكن المطلوبون الرئيسيون من الفرار قبل بدء الخطة، بغض طرف من القوى السياسية، قال مصدر أمني لموقع "العراق الحر" إن فقدان عامل المباغتة في ظل اعلان الخطة قبل الشروع في تنفيذها ساهم في فرار عدد كبير من المطلوبين بجرائم مختلفة الى بعض قرى منطقة القصير السورية على الأرجح.

وحسب معلومات حصل عليها موقعنا، فإنه تمّ ايضاً اخفاء العديد من السيارات المسروقة وكميات كبيرة من الممنوعات عن أنظار القوى الأمنية.

من هنا فإن خطة البقاع على المحك. الجيش انتشر، والمطلوبون اختفوا،ولكن هل سيُضبط الفلتان فعلا وهل سيُرفع الغطاء السياسي عن المطلوبين؟

يشار إلى أن الجيش يخوض منذ مدة مواجهات في محيط بلدة عرسال البقاعية على الحدود الشرقية مع سوريا مع الارهابيين من مسلحي تنظيم داعش وجبهة النصرة الذين يحتجزون منذ اشهر عددا من الجنود وقد قتلوا أربعة منهم.​

16/5/150216

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك