حذّر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، من «تدمير المنطقة بأكملها» في حال فشل التحالف بين سوريا وروسيا وإيران والعراق ضد «المجموعات الإرهابية» في سوريا.
وقال الأسد، في مقابلة مع قناة «خبر» الإيرانية رداً على سؤال حول فرص نجاح التحالف بين الدول الأربع ضد الإرهاب، «يجب أن يُكتب له النجاح، وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها وليس دولة أو دولتين»، معرباً عن اعتقاده بأن «فرص نجاح هذا التحالف كبيرة وليست قليلة».
واعتبر أن حملة الضربات الجوية الغربية والعربية على أهداف تابعة لتنظيم «داعش» في العراق وسوريا «لم تحقق أهدافها»، موضحاً «بعد عام وبضعة أشهر لعمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب نرى نتائج معاكسة، فالإرهاب توسّع برقعته الجغرافية وبزيادة الملتحقين به».
وأضاف الأسد أن «دعم الدول الأخرى للمنظمات الإرهابية سيجعل ثمن الانتصار في المعارك التي تخوضها هذه الدول ضد الإرهاب غالياً بكل تأكيد». وتابع «إذا انضمت هذه الدول بشكل جدي وصادق إلى مكافحة الإرهاب، وعلى الأقل من خلال التوقف عن دعم الإرهابيين، فهذا سيؤدي إلى تسارع في تحقيق النتائج التي نتمنى أن نراها جميعاً».
لكن الأسد أكد انه «كدول لدينا رؤية وخبرة» متوقعاً أن يحقق هذا التحالف «نتائج فعلية، خاصة أن هناك دعماً دولياً بشكل عام من دول قد لا يكون لها دور مباشر في هذه الأزمات وفي هذه المنطقة».
وأضاف الأسد «أهم القيادات الإرهابية في سوريا والعراق هي من أوروبا. ربما العدد الأكبر من الإرهابيين هو من الدول الإسلامية وتحديداً من الدول العربية، ولكن معظم القيادات من الدول الأوروبية، وتحديداً من دول شمال أوروبا التي تبعد نسبياً عن منطقتنا ومجتمعها غني وراق ومع ذلك الإرهاب يأتي من تلك الدول إلى منطقتنا. هذا يعني أن الإرهاب لا يعرف حدوداً، ولا يمكن استخدام الإرهاب كورقة سياسية تستخدمها متى تريد. أنا دائما أشبه الإرهاب بالعقرب، لا يمكن أن تضعه في جيبك لأنه سيلدغك عند أول فرصة. هم بدؤوا يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم لا يجرؤون على الاعتراف بها، لأنهم إذا اعترفوا بها سيكونون مضطرين للاعتراف بأنهم كانوا على خطأ منذ البداية، وهذا صعب عليهم في بلدانهم، سيكون هذا انتحاراً سياسياً، لذلك نتمنى أن يصلوا إلى يوم يكونون فيه جريئين بما فيه الكفاية ليعترفوا بهذا الخطأ وليقولوا بأنهم ساروا بعكس مصالح شعوبهم من أجل مصالحهم الانتخابية». ورداً على مطالبة دول غربية وعربية بتنحيه، كرر الأسد «الحديث عن موضوع النظام السياسي أو المسؤولين في سوريا هو شأن سوري داخلي». وأكد أن «التحولات في مواقف المسؤولين الغربيين وتصريحاتهم الإعلامية، سواء الإيجابية أو السلبية، لا يمكن أخذها على محمل الجد لعدم الثقة بهم»، مؤكداً انه «لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي وهناك دول تدعم الإرهاب. هي سلة واحدة».
وهاجم الأسد السعودية، معتبراً أنها «النموذج الأسوأ والأكثر تخلفاً وتأخراً على مستوى العالم، أما (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان فهو الشخص الذي خلق فجوات داخل تركيا نفسها. كانت مستقرة لسنوات طويلة، وخلال أحاديثه التقسيمية عن الفتنة وعن التمييز بين المكونات. هذا الشخص ليس في موقع، لا هو ولا (رئيس الحكومة أحمد) داود أوغلو، أن يعطي نصائح لأي دولة أو لأي شعب في العالم».
https://telegram.me/buratha