كشفت معلومات صحفية روسية عن تشغيل جسر جوي بين إيران وسورية باشر بنقل فرَق بريّة ومنظومات صواريخ متطوّرة إلى جبهات حلب، بمواكبة استحداث غرفة عمليات سورية – روسية – إيرانية باتت تُدير العمليات العسكرية على طول الجبهات الشمالية. معلومات تقاطعت مع تقرير لمجلة “ديفينس نيوز” الأميركية، التي أماطت اللثام أيضاً عما سُرِّب عن جهاز الاستخبارات الأميركي، ومفاده أن كل التقارير الاستخبارية التي ترد إلى الجهاز المذكور تؤكد صدور قرار روسي – ايراني حاسم بإقفال الحدود مع تركيا بالنار، تليه ترجمة خطة عسكرية أعقبت اتصالات أمنية مكثّفة بين طهران وموسكو، مع تأكيده أن مجموعات المعارضة المسلحة في غالبية الجبهات السورية سيتمّ القضاء عليها نهائياً في غضون أشهر معدودة.
وفي وقت يتوقف المحللون والخبراء العسكريون باهتمام أمام العمليات العسكرية “الصادمة” التي أطلقتها القيادة العسكرية السورية وحلفاؤها بشكل مباغت ومتزامن في الجبهات الشمالية وصولاً إلى الجنوب، دخلت “إسرائيل” على خط التنسيق التركي – السعودي بعدما حرر الجيش السوري منطقة الشيخ مسكين بريف درعا؛ مركز ثقل الجماعات المسلحة المرتبطة بأجهزة استخبارية “إسرائيلية”، فالعملية العسكرية التي أفضت الى تحرير المنطقة المذكورة لم تكن بالأمر العسكري السوري العابر الذي يُمكن “هضمه” في دوائر تل أبيب، سيما أنه أُلحق بضربة قاسية أخرى تمثّلت بانتزاع بلدة عتمان، والتي استتبعت بالتالي تضييقاً على مسلحي داعل؛ البلدة التي تشكّل حيثية “استراتيجية” بالنسبة إلى “إسرائيل”، حيث توجد “شبكة أورانج الإسرائيلية”، والتي خصّصتها للتنسيق مع الجماعات المسلحة في المنطقة الجنوبية وإدارة هجماتهم على مراكز الجيش السوري. وربطاً بالأمر، رصدت غرفة العمليات المستحدَثة اجتماعات أمنية متلاحقة جمعت ضباطاً من “الموساد الإسرائيلي” وقادة ميدانيين من “جبهة النصرة” و”الجيش الحر” في بلدة المفرق على الحدود السورية – الأردنية، تزامناً مع اجتماع عاجل ضمّ ضباطاً كباراً من الاستخبارات التركية والسعودية في الرياض، بحضور رئيسها خالد الحميدان، بهدف المباشرة بإرسال أسلحة نوعية عاجلة إلى الجماعات المسلحة في الشمال السوري، مُرفقة بـ”دعاة” سعوديين “جهاديين” وصلوا بالفعل إلى سورية لتوحيد الفصائل المنتشرة هناك تحت عنوان “الجهاد الأكبر” المُلزم بتوحيد البندقية ضد زحف الجيش السوري وحلفائه، وفق معلومات تلقّفتها وكالة “تاس” الروسية.
لكن حسب إشارة بيار كونيسا؛ المسؤول السابق في وزارة الدفاع الفرنسية، واستناداً إلى تقارير ميدانية وصفها بـ”الموثوقة”، فإن الضربات الاستخبارية السورية ضد قادة الجماعات المسلحة تسير جنباً إلى جنب مع العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري في كافة الجبهات المشتعلة، فـ”الضربة الذهبية” التي سدّدتها مقاتلة سورية ضد رجل السعودية الأبرز زهران علوش على أعتاب العام الجديد، وأدت إلى مقتله مع ثلاثة عشر من قادة فصائل مسلحة أخرى، والتي تلت رصداً استخبارياً سورياً دقيقاً لتحركاته السرية، ما تزال ماثلة في الأذهان، سيما أنها أُلحقت بضربة لا تقل أهمية عن سابقتها، عبر استهداف الجيش السوري لاجتماع مصالحة ضم قادة فصائل مسلّحة في مدينة سلقين بريف إدلب، بصاروخ “توشكا” أودى بحياة عشرات “الأمراء”، غالبيتهم من “جبهة النصرة” و”أحرار الشام”، عدا عشرات القادة الآخرين الذين تمّت تصفيتهم في معاقلهم مباشرة، أو بالوكالة.
وفي السياق، لفتت معلومات صحفية روسية إلى أن معظم رؤوس الجماعات المسلحة، مضافاً إليها “المُفتين الجهاديين” السعوديين، وُضعوا على لائحة التصفيات، وأُوكلت لهذه المهمة فرَق عسكرية خاصة أنتجها التنسيق الاستخباري بين دمشق وطهران وموسكو، إضافة الى حزب الله، فيما جُهّزت فرَق أخرى صنّفتها بـ”المُرعبة”، نظراً إلى تأهيلها العالي المستوى، تنتظر إشارة انطلاق “أم المعارك” في حلب، وتمّ تدريبها تحت إشراف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مباشرة، إلى جانب أبرز الضباط السوريين المشهود لكفاءتهم في الميدان. المعلومات ذاتها نُقلت عن مسؤول أمني روسي وُصف بـ”البارز”؛ تأكيده تشغيل جسر جوي بين إيران وسورية باشر بنقل وحدات قتالية ايرانية نخبوية ومنظومات صواريخ نوعية إلى الجبهات الشمالية، أُضيفت إلى صواريخ “استراتيجية” سورية بقيت بعيدة عن التداول الإعلامي حتى اللحظة، تم إخراج عدد منها من منصاتها للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب السورية، ربطاً بأي مغامرة عسكرية تركية أو سعودية قد تحملها التطورات العسكرية المقبلة، حسب إشارة المعلومات.
ورغم قرقعة السيوف السعودية مذيّلة بمناورات “رعد الشمال”، للإيحاء بأنها تحضّر لتدخُّل عسكري مزعوم في سورية، وفيما تتجه أنظار المراقبين الدوليين إلى ما قد يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سورية، بعدما باتت قوات الجيش السوري وحلفائه على بُعد كيلومترات معدودة من حدود بلاده، حريّ التوقف أمام إشارة لافتة أضاءت عليها صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية، استناداً إلى تقرير استخباري بريطاني، حيال جهوزية “عملية عسكرية سورية في حلب باتت وشيكة، ستتسم بالضخامة والمباغتة، بمؤازرة آلاف المقاتلين الإيرانيين، ومساندة جوية روسية غير مسبوقة”، من دون إغفال الإشارة إلى أسس “إمارة” بديلة باشر تنظيم “داعش” بغرسها في مدينة سرت الليبية، لنتوقع ما ستحمله الأشهر القريبة المقبلة من مفاجآت عسكرية على أبواب “الرقة”.
https://telegram.me/buratha