عبر المقاتلون الـ500 الاربعاء الحدود التركية السورية ودخلوا مدينة اعزاز، اهم معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "المقاتلين دخلوا من محافظة ادلب (غرب) عبر معبر اطمة الى الاراضي التركية ومنها عادوا ودخلوا الى ريف حلب الشمالي عبر معبر باب السلامة"، وبالتالي تفادوا المرور من مناطق واقعة تحت سيطرة الاكراد او قوات النظام للوصول الى مبتغاهم.
وينتظر ان يتوجه هؤلاء الى جبهات القتال في ريف حلب الشمالي وخصوصا مواجهة قوات سوريا الديموقراطية، تحالف عربي كردي، نجح خلال الفترة الماضية بالسيطرة على مناطق استراتيجية عدة من ايدي الفصائل الاسلامية والمقاتلة.
وبين هؤلاء مقاتلون اسلاميون، وغالبيتهم من فصيل "فيلق الشام" المدعوم من انقرة، بحسب المرصد، الذي اشار الى انهم دخلوا الى حلب محملين بالاسلحة.
وقال الخبير في الشؤون السورية توماس بييريه لوكالة فرانس برس ان "فيلق الشام يعد الجناح العسكري لجماعة الاخوان المسلمين، المقربة من تركيا".
واعتبر ان وصولهم الى ريف حلب الشمالي قد يساهم في تحصين اعزاز، لكنه قد يكون غير كاف لاستعادة ما خسرته الفصائل لصالح قوات سوريا الديموقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال بييريه ان "من شأن تلك التعزيزات ان تساهم في منع سقوط اعزاز، ولكن بالنظر الى استفادة وحدات حماية الشعب الكردية من الغارات الجوية الروسية، اشك ان يكون من الممكن اخراجها من المناطق التي سيطرت عليها خلال الايام الماضية".
وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على مطار منغ العسكري ومدينة تل رفعت، احد معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة، مستفيدة من هذه الغارات.
وتنفي قوات سوريا الديموقراطية اي تنسيق مع الروس الذين بدأوا في 30 ايلول/سبتمبر الماضي حملة جوية دعما لقوات النظام السوري.
وقد يتيح هذا التقدم الميداني للاكراد، الذين عانوا من عقود من التهميش في سوريا، انشاء منطقة حكم ذاتي طالما حلموا بها، الامر الذي تخشاه انقرة ما دفعها للتحرك عسكريا ضدهم عبر قصف مواقعهم في ريف حلب الشمالي.
وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سوريا، وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه "ارهابيا".
على جبهة اخرى، حققت قوات سوريا الديموقراطية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة واشنطن تقدما على حساب تنظيم الدولة الاسلامية في ريف الحسكة الجنوبي في شمال شرق البلاد.
وتسعى قوات سوريا الديموقراطية الى استعادة مدينة الشدادي، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة الواقعة تحت سيطرته منذ العام 2014.
وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية منذ بدء هجومها فجر الثلاثاء على 15 قرية ومزرعة، واصبحت على بعد 34 كلم من الشدادي من الجهة الشمالية الشرقية، وفق المرصد.
كذلك قطعت قوات سوريا الديموقراطية طريقين رئيسيين يستخدمهما الجهاديون لنقل التعزيزات، الاولى تصل بين الشدادي ومدينة الموصل في العراق، والثانية تربطها بالرقة، معقل التنظيم في سوريا. وبحسب عبد الرحمن، فان "معركة الشدادي ستكون اسهل معارك قوات سوريا الديموقراطية في محافظة الحسكة بسبب الضغط الجوي من الولايات المتحدة التي ساهمت في الاعداد للمعركة كما انها تشرف عليها".
وقال "من المنتظر ان تنتهي المعركة خلال ايام وليس اسابيع".
واسفرت غارات التحالف الدولي على ريف الحسكة الجنوبي منذ الثلاثاء عن مقتل 38 مدنيا و35 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية وفق المرصد.
وفي غرب البلاد، سيطر الجيش السوري على بلدة كنسبا، آخر معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة، في ريف اللاذقية الشمالي، بحسب الاعلام الرسمي.
وتتيح السيطرة على كنسبا لقوات النظام التقدم نحو منطقة جسر الشغور في محافظة ادلب المجاورة، التي تسيطر عليها الفصائل الاسلامية والمقاتلة بالكامل باستثناء بلدتين.
واوضح مصدر ميداني سوري ان "الجيش السوري سيطر على 750 كيلومترا مربعا من ريف اللاذقية الشمالي" منذ بدء عمليته العسكرية في المنطقة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ولم يعد بيد الفصائل الاسلامية والمقاتلة سوى "ما يقارب 135 كيلومترا مربعا".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha