بدأ وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري جولة محادثات في جنيف، من شأنها أن تؤدي إلى اتفاق ينهي القتال بسوريا قبل عيد الأضحى. وتجري المحادثات في فندق " President Wilson " الفاخر بجنيف، حيث يقيم كلا الوزيرين.
وكان كيري قد وصل فجر يوم الجمعة 9 سبتمبر/أيلول، إلى جنيف، واضعا حدا للشكوك حول واقعية عقد اللقاء الذي يجب أن يكلل مشاورات مفصلة بين خبراء روس وأمريكيين مستمرة في جنيف منذ يوم الجمعة الماضي.
أما لافروف فوصل إلى جنيف مساء الخميس، حيث اجتمع مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي قرر إلغاء زيارته للقاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب، بغية الانضمام للمشاورات الجارية في جنيف والرامية إلى التوصل لاتفاق جديد خاص بوقف القتال في سوريا.
وكان جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قد قال في بلاغ صحفي الخميس إن الوزيرين سيركزان خلال لقائهما في جنيف على خفض العنف وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري والمضي قدما في سبيل التسوية السياسية الضرورية لإنهاء الحرب الأهلية.
لكن تصريحات لاحقة لوزارة الخارجية الأمريكية جاءت على لسان المتحدث باسمها مارك تونر، أثارت الشكوك حول واقعية عقد اللقاء الثنائي، إذ ألمح الدبلوماسي الأمريكي إلى أنه من المبكر إجراء محادثات على مستوى الوزيرين، نظرا لبقاء اختلافات بين مواقف الطرفين على "المستوى التقني".
وفي وقت متأخر من يوم الخميس، لم يتمكن تونر من تأكيد إجراء المحادثات في جنيف، قائلا إن العمل مستمر على تسوية المسائل العالقة المتبقية وأضاف: "إننا سنعلن عن اللقاء لحظة توصلنا إلى اعتبار مثل هذه المحادثات مفيدة".
وردا على المواربات الأمريكية، أكدت ماريا زاخاروفا أن الوفد الروسي يبقى مستعدا للمحادثات في أي لحظة. وذكرت أن لافروف وكيري أجريا مساء الخميس مكالمة هاتفية، هي الـ 45 لهما منذ بداية العام الحالي، وأكدا عقد اللقاء الشخصي بينهما في جنيف.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أوضحت في معرض تعليقها على المكالمة الهاتفية، أن المشاورات الروسية-الأمريكية تهدف إلى بحث آفاق التعاون الروسي الأمريكي بغية إلحاق الهزيمة بالتنظيمات الإرهابية في سوريا، والمساهمة في حل القضايا الإنسانية، ودفع التسوية السياسية قدما إلى الأمام. وشددت موسكو على أن المحادثات تجري على أساس التفاهمات المبدئية التي توصل إليها الرئيسان الروسي والأمريكي خلال لقائهما على هامش قمة العشرين في الصين يوم الاثنين الماضي.
ولم تكشف موسكو وواشنطن عن تفاصيل خطتهما المشتركة حول سوريا، لكنهما تتحدثان عن صياغة "آلية مشتركة" ترمي، بالدرجة الأولى، إلى تسوية الوضع في حلب شمال سوريا، حيث تستمر المعارك الشرسة، رغم المساعي لتطبيق اتفاق الهدنة منذ أواخر فبراير/شباط الماضي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أن بلاده تشارك أيضا في المشاورات بهذا الشأن، وعبر عن أمله في التوصل إلى اتفاق روسي-أمريكي ينهي القتال في حلب قبل عيد الأضحى المبارك، موضحا أن هذا الاتفاق يجب أن يسمح بتحسين الوضع الإنساني في المدينة.
ومن اللافت أن الرئيسين الروسي والتركي أجريا مكالمة هاتفية مساء الخميس ركزت على تسوية الأزمة السورية.
https://telegram.me/buratha