أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول أن الجيش السوري أوقف كافة العمليات العسكرية في حلب الشرقية من أجل إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال لافروف، على هامش جلسة مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي: "أوقف الجيش السوري اليوم عملياته القتالية في حلب الشرقية وذلك من أجل تنفيذ أكبر عملية إجلاء للمدنيين الراغبين بمغادرة المنطقة.
وأشار الوزير كذلك إلى أن الدول الغربية لم تقدم أي نقاط محددة من أجل تخفيف حدة الوضع الإنساني في المدينة. والولايات المتحدة تحاول خلال المباحثات إخراج "جبهة النصرة" من تحت الضرب.
وقال لافروف: "أعتقد أنه بُح صوتي وأنا أدعو ستيفان دي ميستورا لوقف تعطيل المباحثات السياسية، الأمر منوط به، ليس لديه عمل آخر"... "أنا أقول هذا بشكل واضح لأن هذا ما أقوله في وجهه.. دي ميستورا يؤكد في كل مرة أنه سيعقد جولة جديدة من المباحثات".
وأكد الوزير الروسي أن الأمريكيين والأوروبيين، والذين لا يهتمون بشكل جدي بالتطرق إلى العملية السياسية، يقولون إن "مجموعة الرياض"، والتي يعتقدون أنها الممثل الوحيد للمعارضة السورية لا ترغب في الجلوس على طاولة المفاوضات بسبب أنها تطالب أولا برحيل بشار الأسد.
وقال لافروف: "في حال امتنعت هذه المجموعة المتقلبة الآراء، فهذا يعني وجوب عقد الجلسة.. فمن يرغب بالحضور والاتفاق فليحضر، ومن لا يرغب فليتحمل اللوم".
ونوه لافروف بأن الدبلوماسيين والعسكريين من روسيا والولايات المتحدة سيلتقون في الـ 10 من ديسمبر/كانون الأول الجاري في جنيف لمناقشة الوضع في حلب. ودعا لافروف إلى تحديد موعد استئناف المفاوضات بين الأطراف السورية.
وقال الوزير الروسي: "اتفقنا أنا وكيري على أن الخبراء من البلدين سيلتقون لوضع اللمسات الأخيرة على عمل الأيام الماضية حول الوضع في شرق حلب، وعلى أن يغادر المسلحون تلك المناطق وكذلك المدنيون الراغبون بذلك، وسوف يتم مناقشة تفاصيل أدق في جنيف".
وأكد الوزير الروسي عدم ثقته من تحقيق نتائج ملموسة خلال اللقاء المرتقب، وقال: "الأمريكيون قدموا لنا وثيقة وكنا على استعداد لقبولها فورا، إلا أنهم عادوا وسحبوا الوثيقة وقدموا أخرى جديدة، من جهتنا، تعاملنا مع جميع مقترحات الجانب الأمريكي بجدية، آمل أن ينعقد هذا اللقاء وأن لا يفشل كالسابق".
من جهة أخرى، ذكر لافروف أن الكثير من الذين التقى بهم، ومن بينهم الوزير الفرنسي وآخرين، وكذلك الوفود السياسية والدبلوماسية أعربوا عن قلقهم إزاء الوضع الإنساني في حلب وإدخال المساعدات إليها وقال: "عندما نتحدث مع الزملاء بشكل ملموس، نبدأ باطلاعهم على ما تفعله روسيا، وما يفعله عسكريونا في مركز المصالحة في حميميم، وهنا عندما توجه السؤال لهم عن ما يقومون به من فعل مماثل، فإنك لا تسمع شيئا محددا".
وأشار الوزير الروسي إلى أن الدول الغربية تحاول تسييس عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب السورية.
وتطرق لافروف كذلك إلى موضوع قصف المستشفى العسكري الروسي في حلب وأشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت بشكل غير واضح جدا عن أسفها لما حدث.
وقال لافروف: "روسيا ضد استخدام المعايير المزدوجة في تقييم الضربات العسكرية على الإرهابيين في سوريا والعراق"، منوها إلى أن "التحالف الأمريكي تشكل فقط بعد قيام التنظيم بقتل عدد من المواطنين الأمريكيين".
https://telegram.me/buratha