أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية نفذت، الخميس 26 يناير/كانون الثاني، عملية مشتركة جديدة مع الطيران التركي ضد تنظيم "داعش" في محيط مدينة الباب شمال سوريا.
وأوضحت الوزارة في بيان صدر عنها بهذا الصدد أن "العملية الجوية هذه، التي تم تنسيقها مع الجانب السوري، شاركت فيها، من القوات الجوية الفضائية الروسية، قاذفات سو-24 إم ومقاتلات سو-35 إس، فيما شاركت فيها من القوات العسكرية الجوية التركية مقاتلات متعددة المهمات من طرازي F-16 وF-4".
وقال البيان إن "التخطيط للأعمال المشتركة شمل تبادلا للمعلومات الاستطلاعية بين مركز القيادة التابع للقوات الجوية الفضائية الروسية في مطار حميميم ومركز قيادة للقوات العسكرية الجوية التركية، وكذلك استكمال عملية رصد الأهداف بواسطة مجموعة من الطائرات من دون طيار ووسائل الاستطلاع من الفضاء".
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن العملية المشتركة هذه أسفرت عن تدمير 3 مراكز قيادة ومحطة اتصال وعدد من مواقع استراتيجية تابعة لمسلحي تنظيم "داعش" في محيط مدينة الباب الواقعة في شمال محافظة حلب، والتي تشهد، في الوقت الراهن، معارك عنيفة بين القوات التركية ووحدات المعارضة السورية المسلحة المدعومة منها، من جهة، ومسلحي تنظيم "داعش"، من جهة أخرى.
كما أضاف بيان الوزارة أن العمليتين المشتركتين، اللتين نفذتها القوات الروسية والتركية في 18 و21 يناير/كانون الثاني ضد "داعش" في المنطقة ذاتها، أدتا إلى تدمير 58 هدفا للتنظيم، بما في ذلك مستودعات الذخائر والوقود والأسلحة، وذلك فضلا عن مواقع تجمعات المسلحين.
يذكر أن القوات الروسية في سوريا تنفذ، منذ 30 سبتمبر/أيلول من العام 2015، عملية عسكرية في إطار دعمها جهود الحكومة السورية في مجال محاربة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش" و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا).
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في 4 يناير/كانون الثاني، أن القوات الجوية الفضائية الروسية حررت، بالتعاون مع الجيش السوري، 12360 كيلومترا مربعا من أراضي سوريا من قبضة المسلحين.
ومن أبرز الإنجازات التي تمكنت القوات السورية من تحقيقها، بفضل المساعدة الروسية، تحرير حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، كاملة، من سيطرة المسلحين، في تطور يعتبره المتابعون استراتيجيا ونقطة انطلاق نحو الحسم النهائي في ساحة القتال بالحرب الأهلية التي تمر بها سوريا.
بدورها، تنفذ تركيا في شمال سوريا، منذ 24 أكتوبر/تشرين الأول 2016، عملية "درع الفرات" العسكرية، التي تجري بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية، بغطاء من سلاح الجو التركي، وبالتعاون مع مسلحي تنظيم "الجيش السوري الحر"، من أجل تطهير كامل المنطقة الحدودية مع تركيا من "جميع الإرهابيين" وطردهم نحو عمق البلاد، حسب ما تقوله أنقرة.
وتمكنت القوات التركية، بالتعاون مع مجموعات "الجيش السوري الحر" المعارض لدمشق، من السيطرة على مدينة جرابلس وريفها، التي كانت تشكل آخر معقل كبيرا لـ"داعش" على الحدود مع تركيا، لتنتزع لاحقا المنطقة الواقعة بين مدينتي أعزاز والراعي.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أغلوا، أن "الجيش السوري الحر" حرر من قبضة "داعش" مدينة دابق، بدعم من القوات التركية، ليواصل تقدمه باتجاه الباب، وطرد مسلحي التنظيم منها نحو عمق سوريا.
وتكبدت القوات التركية خسائر كبيرة في هذه المواجهات، ولم تتمكن حتى هذه اللحظة من إحراز تقدم ملموس في هجومها على مواقع "داعش" بالمدينة وريفها، بينما يمتنع التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة تقديم دعم ملحوظ لأنقرة.
https://telegram.me/buratha