قالت مجلة “فانيتي فير”، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “فضح” أمام الروس، تفاصيل عملية سرية لجهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة الإسرائيلي “الموساد”، داخل الأراضي السورية.
وكشف التقرير أن ترامب “خان” استخباراته، بتسريب عملية أمنية إسرائيلية سرية وبالغة الحساسية، إلى مبعوثين روسيين رفيعيْ المستوى، هما وزير الخارجية سيرغي لافروف وسفير روسيا في واشنطن سيرغي كيسلياك، خلال اجتماع في العاشر من أيار، في المكتب البيضاوي.
ويشير التقرير إلى أن وحدات إسرائيلية من فرقة النخبة “ساييرت متكال”، التابعة لقوات النخبة في الجيش الإسرائيلي، برفقة عناصر من الوحدة التكنولوجية في الموساد، تسللت إلى داخل سورية، “لاستهداف خلية داعشية كانت تسعى للحصول على سلاح قاتل”.
تحويل أجهزة الكمبيوتر إلى قنابل..
وأطلع مصدران إسرائيليان المجلة على تفاصيل العملية الأمنية، التي كانت تستهدف الكشف عن احتمال عمل إرهابيي داعش على “تحويل أجهزة الكمبيوتر المحمول إلى قنابل”، لكي تكون قابلة للمرور عبر البوابات الأمنية في المطارات دون كشفها.
وأضاف التقرير أن مسؤولي الأمن الداخلي في الولايات المتحدة، ولاحقا السلطات البريطانية، عمدوا إلى منع المسافرين في عدد من البلدان، ذات الغالبية المسلمة، من حمل أجهزة إلكترونية أكبر من الهاتف المحمول على متن الطائرات.
وفي أيار الماضي، كشف ترامب عن تفاصيل المهمة السرية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وسفير روسيا السابق بالولايات المتحدة، سيرغي كيسلياك، الأمر الذي أثار عاصفة من ردود الفعل، وجعل إسرائيل، إلى جانب حلفاء آخرين للولايات المتحدة، يعيدون التفكير مرارا في رغبتهم تبادل المعلومات الإستخباراتية.
شراكة “ضد” الأشرار الشائعين..
كما أشار التقرير إلى العلاقة الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ جرت العادة أن يقوم رئيس محطة الموساد وعملاؤه بالذهاب إلى مقر قيادة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، بولاية فرجينيا، حال انعقاد اجتماع.
ويسهب التقرير في الحديث عن بدايات العمل التجسسي المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وكيف اتسع نطاق التعاون بينهما، على مدى عقود، ليصبح “شراكة عمل حقيقية”، وأنهما يعملان معا ضد “الأشرار الشائعين”، أمثال “القاعدة وحماس وحزب الله وداعش”.
ويؤكد التقرير أن العملية الاستخباراتية الإسرائيلية في سوريا لم تشارك فيها أي دولة، وأنه تم إدخال وإخراج العملاء من “أرض العدو بمنتهى السرية”، لأن ذلك سبقه استطلاع كاف، قام به جاسوس إسرائيلي في عمق أراضي داعش.
ترامب خاننا
وفي التفاصيل أيضا، ينقل التقارير عن مصادر إسرائيلية وأميركية، أنه تم التسلل ليلة العملية، وهبطت المروحيات التي تحمل على بعد عدة أميال من هدفها، قبل أن يتم تفريغ سيارتين جيب “تحملان علامات الجيش السوري”.
وفي السياق، كشف مصدر إسرائيلي للمجلة، أن عددا من مسؤولي الاستخبارات الإسرائيليين اجتمعوا في قاعد “لانغلي” للمؤتمرات بولاية فرجينيا، في كانون الثاني، العام الجاري، أي قبيل أسابيع من تنصيب ترامب رئيسا.
وفي نهاية ذلك الاجتماع، كشف مسؤول استخباراتي أميركي أن ثمة اعتقال في وكالة الاستخبارات بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم “يقدر على الضغط” على ترامب، مع خشية أن تشارك روسيا تلك المعلومات مع حليفها الإقليمي: إيران.
كما تبين أنه لم يشرك الروس في توصيف التهديد الجديد الذي يشكله تنظيم داعش والحواسيب النقالة فحسب، بل تحدث عن “معلومات تفصيلية لم يشرك فيها أي من حلفائه أو الكونغرس من قبل، بشأن المنطقة التي نفذت فيها العملية”.
وعن هذا، يقول مسؤول إسرائيلي للمجلة: “ترامب خاننا”.
https://telegram.me/buratha