بقلم .. ربى يوسف شاهين
معارك ضخمة انتصر فيها الجيش العربي السوري خلال سنوات الحرب المفروضة على سورية ، فما يدور في أروقة العدو التركي من مخططات لاحتلال مناطق جديدة في الشمال السوري كما حصل في "عفرين" فهذا ضرب من الجنون ، وخاصة ان ما حدث من تقارب بين الحزبين الاساسيين الكرديين مؤخرا يبدو إيجابيا ، خاصة ان المراهنة على الدعم من جهاتهم السابقة "أمريكا" بات معدوما وإدراك هذين الحزبين " ان الهدف الأكبر لتركيا هو استهدافهم قيادة وشعبا " .
في الجهة المقابلة كان "أردوغان" قد صرح بأنه سيحرر المزيد من المناطق السورية بمساندة من ما تسمى "المعارضة السورية" ، والتي تأخذ من الشمال السوري ملاذا لها، و في وقت سابق قال أردوغان: بأن مدينة "حلب" في سوريا ومدينة "الموصل" في العراق يتبعان لتركيا باعتبارهما ولايتين عثمانيتين.
فتركيا والمعارضة السورية يؤسسان ما يسمى "الجيش الوطني" ، والذي سينشأ بعد حل الخلافات بين أفرادها ، وذلك لتحقيق الأهداف التركية في بسط السيطرة على شمال غرب سوريا، وهو إحدى اهم خطط المعارضة المدعومة من تركيا ، من أجل منع الجيش السوري من التقدم وإعادة المنطقة الباقية إلى حضن الوطن، وهذا ما أكد عليه الرئيس "بشار الأسد" باستعادة كل شبر من الأرض السورية.
إلا ان ما يحدث في شمال سورية من تجاوزات من قبل تركيا والمتمثلة ببناء المدارس والمستشفيات وفتح مكتب للبريد التركي ، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، بأن تركيا تسعى لتتريك الشمال السوري ، لكن حسابات أردوغان ستسقط لا محال على حدود السيادة السورية .
للتأكيد على المحاولات التركية ...
قال قائد ما يسمى الجيش الوطني "هيثم العفيسي" أن إنشاء هذه القوة لم يكن بالمهمة السهلة خلال السنة الأخيرة ، وكان قد أصدر تعليمات لقادة جيشه تتضمن "التعاون الكامل مع قيادة الشرطة العسكرية التركية ..فالشرطة العسكرية تمثل قوة القانون والعدالة وليست منافسا لأي فصيل " بحسب تصريحاته " ، وايضا تم إعطاء اوامر لهذه الشرطة العسكرية لتأخذ مسؤولياتها المباشرة "فقد منعت الفصائل من إدارة السجون والمحاكم ومن اعتقال أي مواطن إلا بموجب كتاب رسمي من القضاء وعن طريق الشرطة العسكرية حصرا" ، إن هذا "الجيش الوطني" التركي مؤلف من 35 الف مقاتل أغلبهم من افراد الفصائل التي هُزمت أمام الجيش السوري ، والتي دُربت على فكرة تقسيم سورية و كل ذلك لخدمة المشروع الصهيو أمريكي ، وعلى الأرض وخلال فترات سابقة كانت قد فشلت بعض المساعي لتوحيد هذه الفصائل والمعروفة ب"المعارضة" ، فما حدث في الشمال من توغل الغازية تركيا في "عفرين" جاء عبر حملتين :
الأولى اسماها "درع الفرات" عام 2016 والتي ادت إلى طرد تنظيم داعش من منطقة اعزاز و جرابلس .
الثانية "غصن الزيتون" والتي بها استطاعت احتلال منطقة عفرين من "قوات حماية الشعب الكردية السورية" والتي تعدهم تركيا خطرا امنيا فهم امتدادا لحزب العمال الكردستاني والذي تعاني منه تركيا لعقود .
في النتيجة ..
أخيرا ان الجيش العربي السوري الذي انتصر في كل حروبه وبمساندة حلفائه ، لن يسمح للتركي باحتلال أرضه خاصة بعد ان اصبحت العلاقات بين الحزبين الكرديين والحكومة السورية إيجابية جدا ، والقادم على الأرض في الشمال السوري سيثبت بأن سورية باقية سورية بكل مكوناتها و بكل شبر فيها ، فالتقسيم ليس في قواميس الدولة السورية .
ولن يكون...
https://telegram.me/buratha