بدأ اليوم رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب استشاراته البروتوكولية مع الكتل البرلمانية والنواب المستقلين من أجل تشكيل الحكومة الجديدة.
وسيستمع دياب إلى وجهات نظر الكتل والنواب واقتراحاتهم بشأن شكل الحكومة المقبلة. وستبدأ استشاراته مع رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، على أن يلتقي تباعا برؤساء الكتل ونوابها.
وكتب دياب في صفحته على موقع تويتر أن الوضع في البلاد لا يسمح بإضاعة الوقت، وقال إنه سيكثف الاستشارات للوصول إلى النتيجة التي يتمناها اللبنانيون، داعيا إلى البدء في ما دعاها مسيرة جديدة تستجيب لمطالب اللبنانيين التي قال عنها إنها "محقّة وتشكل قاعدة لبناء دولة جديدة".
وأعلنت كتلة اللقاء الديمقراطي في البرلمان اللبناني مقاطعتها الاستشارات وامتناعها عن المشاركة في الحكومة المقبلة. وقالت الكتلة في بيان إن المعنيين بالشأن الحكومي "يقاربون العملية بالطرق التقليدية التي لا ترقى إلى مستوى التحديات".
واعتبرت الكتلة (9 نواب من أصل 128) أن السياق الذي تجري فيه عملية التكليف والتأليف يوحي بسيناريو معد سلفا سينتج حكومة وصفتها بالعاجزة وغير القادرة على تلبية طموحات الشعب اللبناني.
من جهته قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إنه أيا كانت الملاحظات على الطريقة أو المسار الذي أدى إلى تكليف حسان دياب، فإن "الأهم هو الحفاظ على الطابع السلمي للاعتراض بعيدا عن العنف وإغلاق الطرق".
وأضاف جنبلاط في تغريدة على تويتر أن أمن البلد واستقراره أهم من كل شيء. ودعا لأن "تأخذ اللعبة الديمقراطية النيابية أبعادها مع التمسك والحفاظ على المؤسسات".
ومن جهة أخرى أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بعودة الهدوء إلى منطقة كورنيش المزرعة في بيروت بعد مواجهات بين القوى الأمنية والجيش من جهة، ومحتجين مناصرين لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من جهة أخرى.
وقد تسببت المواجهات في إصابات في صفوف الطرفيْن. وكان مناصرو الحريري احتجوا على تسمية دياب لتشكيل الحكومة الجديدة، معتبرين أنه لا يحظى بغطاء الطائفة السنية.
وكان الحريري دعا مناصريه إلى التزام التهدئة وعدم التظاهر.
وكلّف رئيس الجمهورية ميشال عون الخميس وزير التربية السابق والأستاذ الجامعي حسان دياب (60 عاما) بتشكيل حكومة جديدة إثر إنهاء استشارات نال فيها تأييد نواب حزب الله وحلفائهم، بينما حجب أبرز ممثلي الطائفة السنية التي ينتمي إليها أصواتهم عنه، في مقدمتهم كتلة الحريري، الذي استقال قبل ثمانية أسابيع على وقع غضب الشارع من الطبقة السياسية.
ولم يتضح حتى الآن شكل الحكومة المقبلة، وإن كان دياب أكد أن هدفه تشكيل حكومة اختصاصيين تتفرغ لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد. إلا أن حزب الله، الذي أيّد توليه رئاستها، أكد في وقت سابق رغبته في تشكيل حكومة لا تقصي أي فريق سياسي رئيسي.
كما لن تكون مهمة دياب سهلة على وقع تدهور اقتصادي متسارع. فهو يواجه حركة احتجاجات شعبية غير مسبوقة مستمرة منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتطالب بحكومة اختصاصيين غير مرتبطة بالطبقة السياسية، كما أن المجتمع الدولي يربط تقديمه دعما ماليا للبنان بتشكيل حكومة إصلاحية.
https://telegram.me/buratha