عدنان علامه* ||
كنت اتابع خبر فقدان الأتصال بلقمان سليم ومن ثم العثور عليه مقتولاً في الجنوب اللبناني. ولفتني سرعة إتهام حزب الله غمزاً أو مباشرة حتى قبل الكشف على الجثة والتحقيق في ظروف مقتله. وقد تطابقت اللغة مع لغة إيدي كوهين في إتهام حزب الله في مقتل سليم. فليس هناك أية علاقة لموقفه المعارض لحزب الله أو معتقده السياسي وحتى دعوته للتطبيع مع العدو الصهيوني بمقتله؛ لأنه يعيش في بلدته ومسقط رأسه في بلدة حارة حريك والتي كانت تسمى معقل حزب الله. فبالرغم من مواقفه الحادة والمتطرفة ضد حزب الله إلا أنه لم يجد فيه تهديداً على حياته بدليل تواجده الدائم في مكتبه وسكنه في منزل الأهل في حارة حريك. لذا فمن المستبعد أن يكون حزب الله متهماً من قريب او بعيد في مقتله.
ومن خلال تحليل معلومات تقرير الطبيب الشرعي، مراسل "الجديد" وتحليل صورة وضعية الجثة في السيارة وصلت إلى نتيجة مفادها بأن مقتل لقمان سليم جريمة قتل جنائية سيكشف التحقيق عن تفاصيلها قريباً لوجود ثغرات كثيرة جداً. وقد أستبعدت فرضية الإغتيال لعدم وجود أية حرفية في القتل. وكان المغدور يعرف قاتليه جيداً بدليل عدم وجود أي ضربات. وقد نقل مراسل قناة الجديد بأن المرآة الخلفية كانت على المقعد الخلفي الأمر الذي يثبت بأنه حصل تلاسن حاد وتدافع بين سليم وقاتله أو قاتليه. والتقرير الطبي الشرعي يؤكد بأن لقمان أصيب بخمس رصاصات؛ أربعة في الرأس وواحدة في الظهر. وهذا يؤكد بأن إطلاق النار كان للتشفي أو للثأر من المغدور. وبناءاً عليه أستبعد عملية الإغتيال لعدم وجود حرفية في القتل. لأن المحترف يكتفي برصاصة واحدة أو أكثر في مكان قاتل بينما يكون السائق في مقعده.
وفي تحليل لصورة السيارة المستأجرة ووضعية الجثة؛ خلصت إلى نتيجة بأن المغدور أجبر على إتخاذ هذه الوضعية بالرغم من جسمه الممتلئ ومن ثم تم إطلاق النار عليه ببرودة أعصاب. وبحسب تحليل الصورة فأثار الدماء متجمعة على الكرسي بجانب السائق فقط وتبدو أثار رصاصة واحدة فقط من الجهة الخلفية.
وفي تحليل لفيديو صورة العامة للسيارة من الخارج، فإن السيارة مستأجرة؛ أي أن عمرها لا يتخطى الخمس سنوات وبالتالي فالأبواب تقفل آلياً عند مسير السيرة . كما أني لم ألاحظ أي ضرر على أبواب السيارة، والزجاج سليم كلياً. الأمر الذي ينفي وجود أي مطاردة أو أقفال الطريق عليه أو محاولة قتله في السيارة خلال قيادته لها. ويؤكد في نفس الوقت بأن المغدور كان يعرف قاتله أو قاتليه جيداً وقد عرفوا بتنقلاته واستدرجوه إلى طريق فرعية لحل الخلافات الشخصية معه والتي انتهت بتصفيته بطريقة بشعة جداً؛ والتي سيكشف التحقيق تفاصيلها في سرعة قياسية لوجود ثغرات عديدة في عملية القتل المتعمد.
وللأسف فأن الخط المعادي لحزب الله وقنوات الفتنة بدأوا بقراءة بيانات السفارة الأمريكية المعدةَ سلفاً لإدانة حزب الله. فكثفوا الإستصراحات للجهة المعادية قبل البدء بالتحقيقات. الأمر الذي يمس بالمصداقية الإعلامية. ولا بد من الإشارة بأن هذه الأصوات كانت في سبات الدب القطبي حين أخترقت مجموعة من جيش العدو الصهيوني أواخر الشهر الماضي الحدود اللبنانية وخطفت راعياً لبنانياً؛ ثم عاودت خرق السيادة اللبنانية وسرق سبع بقرات. كما أنهم أصيبوا بالصم والبكم إزاء خروقات طائرات العدو الحربية والإستطلاعية اليومية لسيادة الأجواء اللبنانية.
فأتقوا الله يا دعاة الفتنة ويا قنوات الفتنة؛ وخذوا العبرة من إتهامكم لحزب الله في كل صغيرة وكبيرة ومنها إتهامكم لحزب الله بتفجير المرفأ. إن إنتهازيتكم وسعيكم الدؤوب لإستغلال الأحداث لجر لبنان إلى الفوضى والحرب الداخلية سيعود عليكم بالخيبة والفشل الذريع. فاتعظوا.
وإن غداً اناظره قريب
*كاتب وباحث سياسي لبناني
https://telegram.me/buratha