د. علي حكمت شعيب* ||
لم أستطع اليوم قراءة لفظ التحكم المروري لأستطلع حركة السير، إلا بالتهكم المروري، وذلك لغلبة المعنى المستفاد من الملاحظة المتكررة لحالة الابتزاز الوقح الذي تمارسه قوات الضغط الحزبية الممولة سعودياً على الناس، بقطع الطرقات ومنع وصول الدواء والغذاء وسدّ سبل الارتزاق، في ظل أزمة صحية واقتصادية ومعيشية خانقة للوصول بالناس الى حد الانفجار، خدمة لأهداف إقليمية للمموّل الخليحي الذي يريد تعزيز نقاط قوته التفاوضية في المنطقة، لا سيّما في اليمن بعد أن بدأ العد العكسي لخسارته عاصفة الحرب والعلوّ فيها.
كل ذلك يجري تحت نظر القوى الامنية من جيش وقوى أمن داخلي، عديدهم في كل مواضع قطع الطرقات، يزيد بأضعاف مضاعفة عن مثيري الشغب، الذين قد يكونون في الأغلب مراهقين، تستهويهم الإثارة للهروب من أعباء الدراسة أو لإشباع رغبة الظهور وتأكيد الفاعلية أو للاحتجاج على وضع معيشي مسدود أفقه أنتجته الحريرية السياسية المدعومة سعودياً وأمريكياً، بعد أن نهبت مقدراتنا بسياساتها ومصارفها وسوليديراتها.
إنه لأمر عجيب أن يترك للسفهاء والعملاء مجالاً لممارسة حماقاتهم وتنفيذ مؤامراتهم مستغلين آلام الناس جهلاً وزوراً لمصالحهم.
والأعجب من ذلك هو موقف القوى الأمنية اللامبالي تجاههم، وهي من جملة المؤسسات التي تضررت موازناتها بسبب هذا الشغب المدفوع أجره.
هذا المشهد المهزلة يستدعي من الناس رفع الصوت إزاءه وعدم التسامح معه وكأنه لا يكفينا إقفالات كورونا لتأتي إقفالات "سَعْوِدونا".
اللبنانيون الأحرار لن يتسعودوا ولن يسمحوا لهذا التهكم والاستغلال الرخيص واللعب السخيف على أوتار أزماتهم أن يستمر، لإيمانهم أن ذلك ليس السبيل الأنسب لحل المشاكل.
تعالوا ندعو الى إعادة النظر بإتفاق الطائف لتعديله من خلال طاولة مستديرة تجمع الحكماء والخبراء، بعد أن أثبتت التجارب عقمه الناشئ من تمحوره على الطائفية السياسية التي ساهمت في توليد أزمتنا الاقتصادية الراهنة.
* أستاذ جامعي/ الجامعة اللبنانية ـ بيروت
https://telegram.me/buratha