د. علي حكمت شعيب * ||
في قراءة موجزة لخطاب سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله
حول الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان، يرى المراقب أن عدة أمور قد تحققت في عملية مواجهة الأزمة التي صنعتها أمريكا وأتباعها في هذا البلد:
١-الصدمة التي يعوّل عليها صانعو الأزمة لكسر إرادة الخصم، قد تمّ استيعابها، وهي التي تمثلت بقطع الطرقات وسبل الاستشفاء والارتزاق، والتهديد بالحرب الأهلية، والارتفاع السياسي الوقح للدولار الأمريكي، وما تبع ذلك من غلاء فاحش، وضخ إعلامي ناعم خبيث، أشاع جواً من التشويش والإرباك وانسداد الأفق وانعدام الرؤية مستتبعاً بحالٍ من القلق واليأس والإحباط، متوعّداً الناس بالويل والثبور وعظائم الأمور من هزات أمنية كبرى ستحصل.
فلا العزيمة ضعفت، ولا الهزات الأمنية حصلت، والناس قد صبرت واحتسبت ووثقت بقائدها وهاديها الى سبيل النجاة.
٢-الشلل الحكومي والضياع في عمليات اتخاذ القرار حسمه سماحة السيد داعياً لإيجاد بدائل للحل في مدى زمني قصير جداً.
٣-خيارات التوجه شرقاً وضعت على منصة الإطلاق، في حال فشلت الدولة بالخروج من القيود الأمريكية المانعة لها من أداء دورها في تأمين السلع الاستراتيجية المرتبطة بحاجات الناس الأساسية من دواء وغذاء ومحروقات و...
٤-التلاعب بالدولار لن يبقى دون رادع، وإلا فليذهب الى منزله من لا يرد القيام بدوره في ذلك وأولهم حاكم مصرف لبنان.
٥-القوى السياسية الفاعلة مدعوة لممارسة دورها الإنقاذي ومن تتخلف تكن مكلّفة القيام بدور تآمري يستكمل دورها الإفسادي السابق الممهد للأزمة الحالية وستلفظها الناس فوراً في قواعدها الشعبية.
٦-الأمل بتجاوز الأزمة أصبح بيّناً لوضوح خطة المعالجة المسبوقة بالعزم والإرادة الصلبة لدى المقاومة وسيدها على تنفيذها ومن خلفها كل حرّ في لبنان.
٧-التوجه الى الاقتصاد المنتج قد نجحت المقاومة في تثبيت فكرته عند الناس لتتمظهر قريباً في سلوكات لهم تفعّل وتعزز سياسة الاكتفاء الذاتي التي دعا اليها سابقاً سماحة السيد.
بناء على تلك المؤشرات نستطيع القول متفائلين أن لبنان ومقاومته وشعبه قد تخطوا ذروة الأزمة التي تسير الآن نزولاً في المنحنى الأخير لها متوجهة عاصفتها الى الانحسار مولّدة أفقاً جديدة مشرقة يجب الاستفادة منها لتطوير واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
* أستاذ جامعي ـ الجامعة اللبنانية ـ بيروت
https://telegram.me/buratha