لم يعُدْ الامر المُعيب سّراً او حرجاً على الجمهورية التركية : وهو أنْ يقترن أسمها وحاضرها ،كدولة ، بجماعات مسلحّة ارهابية ترتكب الجرائم على اراضي دول اخرى . دول كُبرى ، اكثر من تركيا تتبجّح بديمقراطيتها وبحضاراتها ، ودول عربية و إسلامية ، جميعها دعمت و تدعم الجماعات المسلحة و الإرهابية المنتشرة في سوريا وفي المنطقة ، بأسم قيّم الديمقراطية و الحرية و حقوق الانسان . انتشرت في سوريا قوى معارضة وجماعات مسلحّة و جماعات ارهابية ،جميعها مدعومة خارجيا ، وفشلت في نشر الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ! و حلَّ محلها الآن أو زادَ عليها ، قانون قيصر و الحصار و احتلال امريكي و آخر تركي ،فهل ياترى تجويع و حصار الشعب السوري و سرقة قليل نفطه ، هو ايضاً من اجل نشر قيم الديمقراطية و احترام حقوق المواطن والشعب السوري ؟ الديمقراطية و حقوق الانسان ، و الجماعات الارهابية و المسلحة ،و الشرعية الدولية ، و أمن و استقرار المنطقة ، جميعها مفردات و ادوات توّظفْ من اجل الغزو و الحروب و الاحتلال و تغيير انظمة بعض الدول . و اليوم تُضيف تركيا الى هذه القائمة ' حركة اخوان المسلمين ' ، بعد أن طلبت من قيادات الحركة ايقاف نشاطاتهم . احتضنتهم تركيا بالامس و رعتهم بأسم نضالهم من اجل الشرعية و الديمقراطية ، واليوم ، تُوقِفْ نشاطهم، ليس لان اهدافهم قد تحققت ، وليس لأنَّ الشرعية قد عادت والديمقراطية انتشرت و ترسخت ، وانما لانتهاء تاريخ استخدامهم ( واقصد الاخوان ) ! لذلك ،وردَ سؤالنا عنواناً للمقال اعلاه . هل سيتخلى الرئيس اوردغان عن الجولاني وعن النصرة وعن احرار الشام مثلما تخلى عن الاخوان ؟ الجواب : لن يتخلى الرئيس اوردغان عن التزامه تجاه الجماعات الارهابية والمسلحة و توظيفه لهم! سننتظر طويلاً وستتكيف هذه الجماعات بتكوينات وهيئات قتالية ميدانية وحسب الاستخدامات الاستراتيجية لصانعيها ،اليوم في سوريا وغداً في اليمن ، والبعض منها في ليبيا ، و ربما منها بعض الخلايا النائمة في طرابلس في لبنان او في شمال العراق . تخلي الرئيس اوردغان عن اخوان المسلمين مؤشر على تخلي امريكا عنهم و مؤشر على نهاية دورهم . تخلي الرئيس اوردغان عن اخوان المسلمين دليل على أنَّ لا قيمة للمبادئ و للعقيدة السياسية عند الرئيس اوردغان . المصلحة السلطوية و السياسية اهم و اعلى من المبادئ و العقيدة . مَنْ يهون عليه احتلال بلدات و قرى من وطن آخر ، ويمارس بحق سكانها التطهير العرقي و تغيير اللغة والعملة ! لا يستصعب التضحية بالاخوان . الى ايّ آجلْ ستتستمر حاجة الرئيس اوردغان الى الجماعات المسلحة و الارهابية ؟ ستستمر تجارة الارهاب في المنطقة طالما المنطقة في مخاض وتنتظر تحّولات سياسية وجغرافية ، وتعيش محاولات لانجاز التحولات . وسيستمر الرئيس اوردغان بتوظيف هذه الجماعات لاهداف سياسية و جغرافية في العراق و في سوريا بذريعة حماية الامن القومي التركي ومحاربة حزب العمال الكردستاني وحماية الاقليات التركية ، التي سيتضاعف اعدادها في شمال سوريا بسبب سياسة التتريك . احتلال تركيا لاراضي في سوريا وفي العراق ، و دعم تركيا للجماعات الارهابية و المسلحة مؤشران على وجود مخطط امريكي اسرائيلي رجعي تجاه البلديّن و المنطقة ، و تترقب تركيا الامر و ساعة الصفر كي لا تضّيع اغتنام الفرصة و الانقضاض حينها على هذه او تلك المدينة !
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha