د. علي حكمت شعيب * ||
طالعتنا اليوم جريدة الأخبار بمقال لأحد كتابها يمتدح فيه زراعة الحشيشة في البقاع، معدّداً بنود جدواها الاقتصادية على المزارع مقارنةً مع زراعة البطاطا في زمن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، مشجعاً مزراعي البقاع على تعزيز زراعتها.
ما يلفت الانتباه ويؤسف له حقاً، هو تجاوز الكاتب وإدارة التحرير من خلفه للقيم الأخلاقية والمجتمعية التي تمنع زراعة المخدّرات المضرّة بالملايين من الناس، والهادمة للنسيج العائلي والاجتماعي، والفاتكة بعصب الوطن أي شبابه وشاباته.
ولا يبرّر فعلهم هذا التذرّع بتشريع المجلس النيابي لها.
ومعلوم لكل صاحب عقل وحكمة أنه قد أخطأ في تشريع زراعتها، حتى وإن خصصها لأغراض صحية وطبية، لأن مثله كمن يأتي بالأفعى الى منزله ليستخلص سمّها فيبيعه لأغراض طبية، دونما القدرة على ضبطها في قفص زجاجي حصين، فما تلبث أن تخرج لتقتله وعائلته.
وهكذا ستكون عليه الحال في لبنان الذي يفتقر الى أجهزة رقابية وقضائية فاعلة تمنع من تسريبها الى الناس.
فما بالنا اليوم بمزارعين يقومون بزراعتها ليبيعوها لأغراض عصاباتية.
جدير بأصحاب الرأي والقلم أن يوجهوا الناس الى زراعات أخرى عديدة ذات جدوى تنسجم مع منظومة القيم الأخلاقية والمجتمعية وتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي للناس وتبعد عنهم شبح الجوع والتوسل الى الآخر.
كفوا أقلامكم عن أهل البقاع، فإنهم أحرار شرفاء يبتعدون عن الحرام الذي يتناوله ثلة ضئيلة منهم.
ولا تكونوا كمن يشنون عليهم حرباً ناعمة بوسمهم تارة بزراعة المخدرات، وطوراً بقطع الطرقات وخطف الناس وابتزازهم، وقتل الأبرياء ثأراً، لأن تلك الأعمال المنكرة يقدم عليها القليل الفاجر منهم الذين التحفوا غطاء سياسياً وأمنياً مشبوهاً يتعمد إيذاء البقاع وإشاعة الفوضى فيه، لإخراجه من دائرة التأثير في القرارات الوطنية
* أستاذ جامعي/ الجامعة اللبنانية ـ بيروت
https://telegram.me/buratha