سوريا - لبنان - فلسطين

هل يتَلقَّف أغبياء لبنان رسالة دورثي شَيَّا من بعبدا؟


 

✍️ * د. إسماعيل النجار ||

 

🔰 هُوَ الغباء الممزوج بالحقد والعمالَة وحُب السُلطَة والمال الذي ضَرَب بقوَة على قلوب غلمان السعودية في وطن الأرز وتركهُم عُميٌ صُمٌ لا يفقهون، إلَّا مَن أنعَمَ ألله عليه بأنطينات عالية الدِقَّة تلتقط أبسط الإشارات من بعيد كوليد جنبلاط المُترَسِخ في السياسة العارف بتفاصيل الحياكة والمهندس برسم دروب الفرار حيث تستدعي الحاجة إلى مواقف جديده مع التطورات الحديثة،

**من هنا نستطيع أن نبرر إنتقال مكان إقامته الى منطقةٍ وسط، بعيدة جداً عن بيت الوسط، بمسافةٍ وسطية تفصلُ بين حارة حريك والمختارة، تحميه لهيبَ بركانٍ إذا إنفجر وتضمن له عودةً ميمونة إلى سابق عهده إذا إنحسَر؟

**الأميركيون يتسابقون مع الوقت في منطقة الشرق الأوسط، وفي لبنان تحديداً وفي إيران حيث إقتربَت ساعة الإعلان عن الإنتخابات الرئاسية ألتي أصبحت شبه محسومة لصالح المحافظين،

**أما على ساحة بيروت فإن الوقت قد ضاق مع تحذيرات السيد حسن نصرالله ومع تضييق الخناق الأقتصادي الأميركي على الشعب وإنقطعَ الرجاء في تشكيل حكومة سعد الحريري، وبات الوقت كالسيف يقفل نوافذ الأمل الأميركي من رضوخ حزب الله أو تراجعه أو قبوله بالحوار مع الأميركيين فيما يخص سلاحه وقوته الصاروخية، بينما لا زال بعض اللبنانيين يراهنون على زيادة الضغط الأميركي رغم معاناة جمهورهم وناسهم وأهاليهم من نتائجه كل ذلك ينطلق من خلفية حاقدة وليست سياسية وصلت مع بعض فرسان سيدة الجبل القول أن الأوكسجين الذي قدمته سورية الى لبنان لمساعدة المستشفيات فاسد! ويجب أن لا تقبل بهِ الحكومة اللبنانية،

**الطارئون على السياسة واللذين يرفعون الصوت ليسمع سيدهم المدير يجهلون كيف يعمل الأسياد الكبار ولا يعلمون بأن في السياسة العناد عن غير وجه حق قاتل ويُردي صاحبه، من هنا كانت زيارة سيدة عوكر للقصر الجمهوري التي إتسَمَت بكل معاني التقدير والشكر لسيد بعبدا لقبوله إستقبالها مُرسلَةً إشارات للذين ليس لديهم أنطينات ولا زالوا يساومون ولا يدركون بأنهم من غير المرغوب بهم سعودياً وأميركياً في إشارة لسعد الحريري لكي يعتذر عن التكليف. كما طالبت بالإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ بلا شروط أميركية،

**لبنان بموقعه الجغرافي وتأثيره السياسي على كل دول العالم بعدما كَرَّسَت المقاومة نفسها فيه كقوة إقليمية يُعتَد لها إتخذتها موسكو حليفاً إستراتيجياً بديلاً عن مصر وليبيا في المنطقة توازي قوتها قوة نصف الدول العربية مجتمعة وتتعاطى مع هذا الأسد اللبناني نِدَّاً بنَد، أصبحَ لبنان يشكلُ أولوية دولية لا يمكن للعالم تجاهله وخصوصاً أن قوته تكمن في مقاومته وليست في حكومته أو جيشه وهذا التعبير لا يشكل إنتقاصاً من المؤسسات الأمنية او العسكرية إنما واقع الأمور يفرض ذلك بلا جدال.

**شعرَ الأميركي أن لا مفر من تسوية مآ، فكانت زيارة دورثي شيَّا إلى بعبدا حيث ناقشت مع فخامة العماد حيثيات الوضع الحالي وموضوع تشكيل الحكومة القادمة، ولا بُد أن ألضوء الأخضر الأميركي لتشكيل حكومة ناتج عن عامل تسوية مآ تحصل في المنطقة لبنان أحد تفاصيلها، والأميركي يُدرِك أن لا حَل في اليَمَن إذا بقيَ حزب الله غاضباً وبقيَ هوَ وبيئته مستهدفين، وليسَ العكس أنه لا حل في لبنان الا إذا تمت التسوية في اليَمن، لأن الجبهات داخل محور المقاومَة مُوَحدة رغم إنفصال الجغرافيا وإختلاف ساحات الصراع، وانصار الله اليوم يفرضون أجندتهم الصاروخية التي من خلالها سيركع الأميركي والسعودي في كل المنطقة بالتحالف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله.

*من هنا بَدَت علامات التفاؤل المبدأي التي بآنت من زيارة شيا إلى قصر بعبدا والتي نتمنىَ أن تثمر حكومة على حجم آمال اللبنانيين  والتي يجب أن تظهر نتائجها في الساعات الإثنين وسبعين القادمة إذا حصلَ توافق على الأمر شرط أن تكون من دون أية شروط تلامس سلاح المقاومة ومشاركة الحزب فيها، أو إذا كانَ والله أعلم هناك خلف الأكِمَة الأميركية ما ورائها حينها سيتم التعامل مع الواقع حسب نوعه وهدفه وحجمه.

 

✍️* د. إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك