عدنان علامه ||
كما تعلمون فلكل رسالة عنوان؛ ولكل كتاب مقدمة، ولكل عدوان إيجاد الذرائع وتحضيرات؛ ومن أهمها تهيئة الرأي العام المحلي والدولي. وعندما يتعلق الأمر بأمريكا وحلفائها فإن تهم الزور والفبركات معلبة وجاهزة غب الطلب ووسائل الإعلام المدفوعة الأجر سلفاً، والأبواق المأجورة مستعدة للتحرك مباشرة بإشارة من أمريكا.
فقد أفشل محور المقاومة العدوان الكوني على سوريا وقضى على الحلم الأمريكي بإحتلال سوريا وتقسيمها إلى مَحافظات طائفية. وكانت الأمم المتحدة طرفاً متآمراً مع قادة العدوان؛ وتدخلت لصالح الإرهابيين أكثر من مرة، ووصل الأمر بمندوب الأمم المتحدة أن يطلب وبكل وقاحة منح الحكم الذاتي للمسلحين في المناطق التي يسيطرون عليها من المرحوم وليد المعلم. ولا بد من ذكر ذلك لنعرف كيف تستخدم أمريكا كل الوسائل الدنيئة لتمرير مؤامراتها؛ ومنها تسخير جمعية الأمم المتحدة لتحقيق أهدافها مستغلة الواجهة الإنسانية لها؛ والتي من المفترض ان تكون جمعية حيادية تسعى لتحقيق السلم الأهلي والأمن الغذائي. وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر كيفية طلب المندوب الأممي وبكل وقاحة ان يتخلى المرحوم وليد المعلم عن السيادة السورية لصالح الإرهابيين:-
فقد غادر مبعوث الأمم المتحدة الخاصة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا دمشق يوم الإثنين بتاريخ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر ، 2016 بعد رفض الحكومة السورية مقترحا لمنح شرق حلب وضع الحكم الذاتي.
وفي أجتماع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل يوم واحد من مغادرته، اقترح دي ميستورا أن تعترف دمشق بحكومة محلية في شرق حلب الخاضع لسيطرة "المعارضة" حينها بعد مغادرة المتشددين المدينة.
ورفض المعلم هذا الاقتراح وقال إنه “انتهاك للسيادة” لكن دي ميستورا قال إنه في حين يقر بضرورة حفاظ الحكومة السورية على السيادة لكنه يعتقد أن مثل هذه الإجراءات من الممكن أن تكون مؤقتة وأن حلب ينبغي أن تُعامل كحالة خاصة.
ونتيجة للهزيمة النكراء لمرتزقة أمريكا وفشل المشروع الامريكي في سوريا؛ قررت أمريكا الإنتقام من سوريا وحلفائها منتقلة إلي الخطة "ب" بإعادة تنفيذ سيناريو وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق بناءً على تقارير مفبركة. وبعد إحتلال العراق وتدميره لم يجدوا أي اثر لتلك الأسلحة المزعومة.
والآن لنتعرف على مراحل إعداد أمريكا العدة لعدوان على سوريا:-
1-إتهام سوريا بإستعمال الأسلحة الكيميائية
إتهمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتاريخ12/04/2021 النظام السوري باستخدام سلاح كيميائي خلال هجوم شنه على مدينة سراقب الواقعة على بعد 50 كم جنوب حلب في 4 شباط/فبراير من عام 2018.
2- تحصيل موافقة الكونغرس لشن العدوان
في الخامس عشر من شهر نيسان 2021 جرت شهادة تحت عنوان "10 سنوات من الحرب: فحص الصراع المستمر في سوريا"، وذلك ضمن جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية واللجنة الفرعية لمجلس النواب الأمريكي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكافحة الإرهاب العالمي. وقد أدلت جينيفر كافاريلا بإفادتها وهي واحدة من مسؤولي الأمن القومي الاميركي الصاعدين تحت رعاية معهد دراسات الحرب (ISW)، والمعني بتحليل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، وكيفية التكيف مع التهديدات الحالية والمستقبلية.
وخلصت الشهادة بتحديد الدور المتوجب على أمريكا في الحرب على سوريا بالقول "لقد جرّبت الولايات المتحدة عقداً من التجنب، والعواقب غير مقبولة، حان الوقت للالتزام بعقد من التدخل.
3- التعامل مع سوريا كمدانة بإستعمال الاسلحة الكيميائية خارج أصول المحاكمات العادلة
وافقت الدول الأعضاء في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاربعاء الماضي على تجريد سوريا من حقها في التصويت داخل الهيئة في إجراء لم يسبق له مثيل بعدما أكد تقرير مسؤولية دمشق في هجمات كيميائية.
وصوتت الدول الأعضاء في المنظمة بغالبية الثلثين المطلوبة لصالح مذكرة دعمتها عدة دول منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، تنص على تعليق "حقوق وامتيازات" دمشق داخل المنظمة، ومن ضمنها حقها في التصويت.
أمام خطورة هذه التحضيرات المتسارعة لشن عدوان على سوريا خارج إطار الشرعية الدولية؛ أتخذ القرار في ٦سوريا بالتعاون والتعاضد َمع إيران بإرسال رسالة تحذيرية. فأطلق صاروخ باليستي واحد سقط بالقرب من مفاعل ديمونا وقد جمّد هذا الصاروخ النوايا العدوانية الذي سبّب وصوله إلى داخل فلسطين المحتلة تهديداً وجودياً للكيان الغاصب لسببين:-
1- وصول الصاروخ إلى مسافة قريبة من مفاعل ديمونا
2- تعطل عمل القبة الحديدية على طول مسار الصاروخ أي بحدود 200 كلم.
لقد تحملت سوريا والحلفاء بصبر وحكمة إعتداءات العدو الصهيوني طيلة سني العدوان الكوني عليها في ظل صمت دولي واممي على الغارات والإعتدادات؛ ولكن حين وصلت الأمور إلى الخط الأحمر والذي لا يمكن تجاوزه تم إطلاق الصاروخ الذي دفع بأمريكا وحلفائها إلى إعادة الحسابات بعد أن عجزت عن فك لغز تعطل او تعطيل عمل القبة الحديدية على طول200 كلم.
وإن غداً لناظره قريب
25/04/2021
https://telegram.me/buratha