ناجي امهز ||
اعرف ان هذا المقال قاسي للغاية، لكن ناقل الكفر ليس بكافر، فالجميع يعلم بان الحزب سقط بالفخ، وتم خداعه، كي لا يقال بانه كان يعلم وسكت، حينها الازمة كبيرة للغاية.
منذ اللحظة الاولى لانطلاق همروجة الخط البحري والنخبة السياسية الكبار، يعلمون ان الذي كبر الحجر ما ضرب فيه، وكل ما في الامر هو للمقايضة والمساومة من اجل توافه لا تقدم ولا تؤخر على المستوى الوطني بل من اجل تعويم شخص.
لكن المشكلة ليست بالمقايضة مع العلم بان العقوبات قادمة قادمة، ولن تبق احد واقف على قدميه.
المشكلة بانه الذي حصل هو خسارة كبيرة للشيعة وللحزب تحديدا، فالحدود البحرية او ما يعرف ببلوك رقم 9 التي تتم خسارتها الان، هي كنز الشيعة بحال حصل اي متغير فيدرالي او محاصصة.
واخشى ما اخشاه ان يكون "السيستم" هو الذي رسم هذه الحبكة السياسية، منذ اللحظة الاولى لاكتشاف البلوكات بلبنان، والايحاء بفرض العقوبات، ومن ثم فرضها، وبعدها قصة الترسيم البحري، والتي جعلت الحليف يذهب الى حليفه ويقنعه بانه سيستعيد للبنان 1300 كيلو من المياه الاقيليمة، مما دفع بالشيعة سياسيين واستراتيجيين الانطلاق بحملة اعلامية مرحبة مصفقة لهذا الانجاز الوطني، ومنهم من اخذ متر واصبح يقيس واخر يحسب كم سنجنيه من ارباح النفط والغاز، وعندما صدق الجميع هذا الطعم من دون صنارة، جاء احدهم وقال، "انا مستعد ان اوقف توقيع الترسيم مقابل وقف العقوبات"، فابتسم السيستم ووافق مبدئيا، لان الهدف من الاساس هو حرمان الشيعة من اي مقومات مالية، وايضا اظهارهم على انهم خارج الزمان والمكان سياسيا، ووضعهم بخانة "اليك" وكما حصل بقصة العميل فاخوري ايضا حصل بقصة الترسيم البحري.
للاسف الحزب يخسر كثيرا( وما يحصل اليوم كتبت عنه بمقال عام 2016 عنوانه حزب allah في خطر)، ليس فقط بالنقاط بل ايضا بالمسافات، قصة الترسيم البحري لا تنتهي عند خطوط الطول والعرض بل ايضا هناك البيان الوزاري الذي سيكون خاليا من اي اشارة لشرعية الmقاومة، اضافة الى المتغير الجغرافي بمزارع شبعا، مع غضب مسيحي على تصرفات الحزب بدات تظهر معالمه مع دعوة البطريرك الحزب للحياد ومن ثم ندائه لمداهمة « كل مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية» في لبنان، مرورا بالتظاهرة الاخيرة في بكركي والتي طالبت اللبنانيين بمواجهة الحزب وطرد ايران من لبنان، وما واكبها من مظهارة رمزية امام السفارة الايرانية، وقد يليها الكثير من التظاهرات او حتى رفض تواجد مراكز او انصار او قيادات الحزب في بعض المناطق ذات الغالبية المسيحية.
كما ان مسيحيين لبنان لم يعد لهم اي مصالح مع الشيعة، وكنت كتبت في عام 2019 مقالا اشرح فيه ماذا يحصل بالمناطق ذات الغالبية المسيحية، عنوانه (امريكا بسبب الحزب قررت تحويل لبنان الى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية)، وبعد عاميين تحقق مقالي حرفيا، فقد تحولت المناطق المسيحية الى كوريا الجنوبية، حيث تجد ان كل شيء متوفر، من غاز وخبز وبنزين، بينما تجد ببقية المناطق الناس تقف طوابير على شراء الخبز اضافة الى انقطاع مادة البنزين والمحروقات، كما ان الحزب بدأ باصدار بطاقات تموين لانه يدرك الصعوبات القادمة التي تحاكي مجاعة عام 1914.
المشكلة كبيرة وتكبر بسرعة، منذ اشهر هاتفني احد الكبار من الطائفة المسيحية وقال لي لماذا يحصل هذا الامر، لقد حول الحزب من تجربة فريدة عالميا، الى المصارع الاقوى بالمنطقة، لكنه لا يمتلك الحلبة، وباي لحظة تنطفئ الاضواء من حوله يختفي.
بالختام ناقل الكفر ليس كافر ويا ليت قومي يعلمون ما اعلم.
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ.
https://telegram.me/buratha