عدنان علامه ||
نتنياهو كان يخطط في كيفية الإحتفاظ بكرسي رئاسة الوزراء بعد ان سدّت بوجهه كافة السبل والحظوظ لتأليف الحكومة. وبما ان نجاحه غير مضمون إذا ما أجريت الإنتخابات الخامسة؛ فالسبيل الوحيد لتحقيق حلمه إنحصر في توتير الأوضاع في المسجد الأقصى إلى أقصاه مع إمكانية التدرج إلى حرب محدودة. وقد مهد نتنياهو لإستيعاب ردود الغعل بالإعلان عن أكبر مناورة بتاريخ الكيان الغاصب وتستمر لمدة شهر.
وقد أمر نتنياهو بإستعمال القمع الوحشي بحق الداعمين لعوائل حي الشيخ جراح المهددين بمصادرة منازلهم، والمصلين المتواجدين في المسجد الأقصى لإحياء ليالي القدر وأصر على إخراج كافة المصلين والمرابطين بكافة الوسائل. وكانت الخطيئة الأولى بتدنيس مسجد قبة الصخرة وإطلاق القنابل الصوتية وقنابل الغاز الخانقة بكثافة بداخله. واما الخطيئة الثانية فكانت بالإعتداء العنصري الوحشي على كل من هو فلسطيني بين مُصَّلٍ، مرابطٍ، مسعف وصحافي. وتمثلت الخطيئة الكبرى لنتنياهو بتحدي الفلسطينيين واستفزازهم بإحضار الآلاف من قطعان المستوطنين وتدنيس باحات المسجد الأقصى للإحتفال بذكرى إحتلال القدس.
وكان القرار الفلسطيني الموحد بتوجيه ضربة تأديبية لقادة الكيان الغاصب لعدم تكرار التصرفات العنصرية ضد المسجد الأقصى وعوائل حي الشيخ جراح والمقدسيين وكل فلسطيني متواجد في باحات المسجد الأقصى.
وأثبتت المواجهات بأن المقاومة كانت تخطط بدقة متناهية. وأن الخطوات العملية التصاعدية مدروسة بوعي وبصيرة؛ ولكن تحركات العدو اثبتت بأنه يتصرف بعنصرية لا مثيل لها ولا يوجد لديهم معلومات عن قدرات المقاومة الصاروخية؛ ولم يقدِّر نتنياهو النتائج المترتبة على الداخل الفلسطيني الذي انتفض رافضاً الإعتداء على قدسية المسجد الأقصى والمصلين العزّل بداخله.
فأمر نتنياهو في اليوم الثاني للعدوان بتدمير البنى التحتية بوحشية في غزة؛ فكان تدمير برج هنادي تدميراً كاملاً. ولم يأخذ بالحسبان أن القبة الحديدية حول غلاف غزة َوحول كافة المنشآت الحيوية في فلسطين المحتلة لم تستطيع التصدي لصواريخ المقاومة.
وأثبتت الأحداث بأن قادة الكيان الغاصب العسكريين لا يستطيعون معارضة نتنياهو. فهم لم يأخذوا العبرة من تعطل القبة الحديدية للتصدي للصاروخ الذي قطع مسافة 200 كلم ولم تنطلق أية بطارية صواريخ حتى وصل إلى القرب من ديمونا؛ ومع هذا فقد اَإنصاعوا لنتنياهو الذي لم يأبه لتقارير تقدير الموقف.
وأثبتت الأحداث أن المخابرات العسكرية للكيان الغاصب لا تملك أدنى المعلومات عن قدرة المقاومة الصاروخية وخير دليل على ذلك ما أعلنه نتنياهو ووزير دفاع العدو أمس الأربعاء 12.05.2021حيث قرّرت الحكومة الإسرائيلية، تمديد حالة الطوارئ لمدة أسبوعين في كافة المدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، إثر استمرار عمليات القصف الصاروخية.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس،أمس الأربعاء، عن تمديد حالة الطوارئ لمدة أسبوعين إضافيين في البلدات الاسرائيلية التي تبعد 80 كلم عن قطاع غزة، وفقا لما نقله موقع "أي 24 نيوز" الإسرائيلية.
إن تحديد الخطر المباشر بمسافة 80 كلم ينم عن سوء تقدير وتخبط وضياع وفقدان المعلومات الإستخبارية عن قدرات المقاومة. وجاء الرد صاعقاً من أبو عبيدة الناطق العسكري لكتائب القسام حيث أكد إطلاق صاروخ عياش 250 بإتجاه مطار رامون ومداه أكثر من 250 كلم؛ أي يتجاوز بثلاثة أضعاف من المسافة التي حددها قادة جيش العدو المتخبطين والتائهين.
فقال أبو عبيدة، إنه "وبأمر من قائد هيئة أركان القسام أبو خالد محمد الضيف، ينطلق الآن تجاه مطار رامون جنوب فلسطين وعلى بعد نحو 220 كم من غزة، صاروخ عياش 250 بمدى أكبر من 250كم وبقوة تدميرية هي الأكبر، نصرة للأقصى وجزءًا من ردنا على إغتيال قادتنا ومهندسينا الأبطال بجزء من إنجازاتهم وتطويرهم".
وفي محاولة هزيلة لتبرير فشل القبة الحديدية وللتخفيف من رعب المستوطنين وذعرهم قال نتنياهو : "من المستحيل إعتراض الصواريخ من غزة 100 في المئة".
وقد زاد كثافة الرد من ضياع وتخبط نتنياهو وقادة العدو العسكريين فقد أعلن جيش العدو مع كتابة هذه السطور بأن أكثر من 100 صاروخ سقطوا على المستوطنات في أقل من دقيقتين.
وعلى عكس ضياع وتخبط قيادة العدو العسكرية قام كبار الضباط الأمريكيين بسحب طائرات الشبح F35 نتيجة لتقديرهم لسوء الموقف وخطورته، بحيث باتت صواريخ المقاومة تغطي كامل تراب فلسطين المحتلة.
وقد أفرجت المقاومة الفلسطينية اليوم عن مفاجأة صاروخ عياش والطائرات المسيرة ؛ فإنها يقيناً ستعلن عن المزيد من المفاجآت إذا أصر نتنياهو على العدوان البري على غزة.
وإن غداً لناظره قريب
https://telegram.me/buratha