ناجي امهز ||
لا يوجد في شخصية القائد اعظم من اللحظات الانسانية التي يكتبها بعظمة المكان والموقف، فيرسمها الزمن لوحة في سماء الكون، تمهر بتوقيع خالد، تحت كلمات من نور سرمدية حتى بعد فناء الدهر.
وكم يكون الانسان محظوظا عندما ينال هذا الشرف الرفيع، من شخصية عالمية اممية جهادية ثائرة مقاومة تحررية، جمعت بين المجدين الانساني والديني، وحازت النصرين معا، محبة الامم واحترامها، والانتصار على عدو الانسانية الاول وهو الكيان الاسرائيلي، وفازت في الدارين بالدنيا انها اقامت عدل الله، وبالأخرة انها لم تبخل حتى بنفسها على نصرة دين الله، والدفاع عن عياله.
رغم مرور إحدى وعشرين سنة على انتصار 25 ايار عام 2000، وعقدا من الزمن على ذكرى التكريم الذي اقمته بهذه المناسبة العظيمة المجيدة لانتصار 25 ايار، الا اني ما زلت حتى هذه اللحظة اعيش تلك اللحظات التي تعجز المفردات عن وصف سعادتي بها، وفرح قلبي بالحصول عليها، والشكر والحمد الكثير لله على توفيقه اني نلت هذا الوسام.
ما اكتبه الان ليس من باب الافتخار مع العلم ان شعوري بالعزة والكرامة يصل عنان السماء، ولا مديحا بالسيد نصرالله، وهو العابد الزاهد، الذي يعيش حياة الانبياء والقديسين، بعيدا عن بذح الدنيا وترفها، فلا قصور شيدها ليسكن بها، ولا املاك وشركات استثمرها ليجني الارباح منها، من منا يعلم كيف يقضي لياليه، مع ذكريات حبيب قلبه وفلذة كبده الذي استشهد في محراب الوطن عند تخوم فلسطين الحبيبة، وكم من صديق رحل الى برزخ البقاء، فهذا القائد المجاهد الذي لا يعلم اين يبيت بسبب تربص العدو به، يتحمل كل هذا العناء، لننعم نحن بالأمل والسلام، ربما يمر امام منزله ولا يستطيع ان يلقي التحية على عائلته فينظر من بعيد وفي قلبه الف غصة والف تحية سلام لعائلته الصابرة، فيمضي مع جناح الليل كأساطير الحكايات، هنا يزور مقاوما، وهناك يبلسم جراح جريحا، ومع صلاة الفجر، ربما اقامها في بيت والد الشهيد، بينما نحن نداعب اولادنا ونسامر الخلان...
لذلك انا اكتب لكم انتم، ربما احدكم سهر لياليه وهو يعد مقالا، او يكتب قصيدة، وربما يرسم لوحة، او ينتج "فيديو" عن سيد المقاومة، لأقول لكم استمروا فان عملكم لا يقل مقاومة عن جهاد المقاومين، فالمقاوم رصاصته تقتل عدو في ارض المعركة، لكن اقلامكم تقتل الالاف من النفوس المريضة، وعظيم كلماتكم تفتح الابصار وتزيل الغشاوة عن القلوب، وتحمي المقاومة وتحرر الارض وتسيج الاوطان، وبذلك تكونوا شركاء بالنصر مع الشرفاء.
اكتبوا عن السيد نصرالله بأقلام حبرها من المسك والعنبر، ارسموا وجهه على الصخر والحجر على الورق والشجر، ورددوا كلماته بكل اللغات، وعلى صفاحتكم، حتى لو اغلقها وحظرها اعداء الحق والانسانية، اجعلوا من اصراركم قوة وفي تفننكم متعة العقل، لكل محتل مقاوم، ولكل مقاومة رمز، ورمز المقاومة في زمننا هو السيد نصرالله.
لا تيأسوا ولا تملوا، وحاولوا، فان يكون العالم كله ضدكم لأنكم مع الحق، خير الف مرة من ان يكون العالم معكم ضد الحق، لأنكم غدا عندما تقابلون الديان الحق، لا ينفعكم كل باطل بالدنيا..
انها فرصتنا اليوم نحن النخب الثقافية والاعلامية، ان نكتب الغد بأيدينا وبأبجديتنا المقاومة، فلا عذر لنا لا امام الناس ولا امام الله، فلنأخذ من صناعة اعدائنا وسيلة لنا، نقلب بها السحر على الساحر بما يرضي الله ورسوله ويفرح المستضعفين بالعالم.
اكتبوا... لتكتب اساميكم بسجل الخلود والفخار، مع المقاومين والشهداء الاحياء والصالحين والابرار.
ويقال بان مرارة الموت لا تنسى حتى بعد النشور يوم القيامة،
وصدقا اقول لكم ان لحظة العزة والكرامة وتسجيل الموقف التاريخي، ايضا لا تنسى حتى يوم القيامة.
نعم فانا لم انسى تلك اللحظة التاريخية من عمري ولن انساها، عندما كرمني سماحة السيد نصرالله بانه قبل تكريمي له، حيث مثله سعادة النائب الدكتور ابراهيم الموسوي الذي كان حينها، مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله.
https://telegram.me/buratha