ناجي امهز ||
يحكى في قديم الزمان عن مدينة اسمها كفروكان.
التي استيقظت ذات صباح لتجد تحت كل بناية وبجانب كل دكان، شيء اسمه بنك.
بل اصبحت البنوك أكثر من الدكاكين والسوبرماركت، حتى بسوق الجمعة والاحد بالإمكان ان تجد فروع للبنوك.
وكانت الإعلانات على الطرقات والفضائيات والاذاعات، حتى إذا دخلت المرحاض تأكد ستجد امامك إعلان لبنك ما،
وكانت البنوك تخبرك كم هي بقربك، وتهتم بمصلحتك، وترسم لك ولاولادك مستقبل واعد،
وأحيانا كان شعب كفروكان يبكي من دعاية أحد البنوك التي تتكلم عن ما تناقلته الاجيال...
حتى شعر شعب كفروكان، ان البنوك وجدت قبل الكلمة وقبل أن يخلق الله المكان.
وكان اذا احد شعب كفروكان، أخذ قرض وتأخر يوما عن التسديد، كانت بنوك كفروكان تتصل بصاحب القرض، ويقول له الموظف،
يا عيبشوم عليك، تأخرت بتسديد القسط، ما بتعرف أنه التأخير بحط عليك وعلى اولادك نقطة سوداء بالبنك المركزي،
فكان يستحي المقترض، ويبدأ يتسامح من البنك ويعتذر له،
وبقي شعب كفروكان على هذه الحال.
وذات يوم استيقظ شعب كفروكان على خبر ان ودائعهم تبخرت، فأصبح ينزل طوابير طوابير ليسترد ودائعه.
وكان الموظف المهذب يشتم أصحاب الودائع، والمودع يقول لهم اين اعلاناتكم وأنكم معنا وامناكم على أموالنا،
وكما فجاءة ظهرت البنوك فجاءة اختفت الودائع، وانهارت البلد التي بنيت على اعلانات البنوك،
لم تختفي الودائع فقط بل مئات المؤسسات أفلست واغلقت ابوابها، وطرد العمال، وتفككت الاسر، وشردت الناس، وهناك من مات بالذبحة القلبية، حتى المرضى من شعب كفروكان الذين وضعوا تعويضاتهم بالبنوك لغدر الزمن، كثير منهم مات وما معه ثمن شراء علبة اسبرين.
شعب كفروكان الذي غرته البنوك، فكان الأخ يحرم أخيه ليأخذ الفائدة على البنوك، خسر امواله وربح غضب الله الذي حرم الفوائد.
شعب كفروكان من الذين كانوا يعملون بالبنوك، كيف سيقابلون الله وهم مسؤولين عن خداع الناس وطمانتها.
شعب كفروكان اليوم جائع لا يجد قوت يومه، ولا الحليب لاطفاله، ولا حتى حبة الدواء التي تخفف المعاناة ، وكل هذا بسبب أنه احل ما حرم الله من ربى وفوائد.
شعب كفروكان الذي أصيب بانفجار أعظم من الانفجار الذي ضرب سدوم وعمورة(مدينة لوط) واجتاحه طوفان من الخراب أعظم من طوفان نوح.
لم يبق أمامه الا الاستغفار، وانا لا اعتقد بأن الله سيغفر لشعب كفروكان، بل سياخذه بعذاب عظيم، وكل موظف بنك ساعد بظلم أي مواطن سيجد الله امامه في نفسه وعائلته.
وهكذا اختفت مدينة كفروكان عن الخريطة وما زالت ناسا تبحث عنها،
https://telegram.me/buratha