✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 رسائل بالجُملَة أرسلها التيار الوطني الحُر لحزب الله على لسان نواب كتلته زياد أسوَد وألآن عون وغيرهم غير معروفة الأهداف! هل هيَ لإرضاء الأميركيين أم هيَ للضغط على الحزب لكي يصطف الى جانبه بوجه حركة أمل، أم هيَ تَفَلُّت داخل التيار لأجنحة أميركية مناوئة لباسيل عَجِز عن ضبطها؟
والحمل الزائد كان من القيادي ناجي حايك (المجهول الصفة الحقيقية) داخل التيار، ناهيكَ عن الكثير من الرسائل المبطنَة التي بعثَ بها خلال لقائاته الصحفيه رئيسه جبران باسيل.
أضف إليهم رسالة النائب ياسين جابر إلى المقاومة مطلع الأسبوع الحالي والتي لا تقل أهميتها عن رسائل فارس سعَيد وأشرف ريفي ومروان حمادة؟
حزب الله الذي إعتاد النقاش داخل الغُرَف المغلقة لَم يَرُد على هذه الرسائل بالإعلام ومن المؤكد أنه أبلغَ حلفائهُ بوجوب التحدث معه خارج إطار الصحافة والإعلام،
بينما اعتبرَ كثيرون بأن كلام النائب جميل السيد جاءَ رداََ على ما تَلفَّظَ به النائب ياسين جابر بإيعاز من حزب الله،
أكَّدَ المراقبون بأن هذا ليسَ من ثقافة الحزب ولا هوَ دأبه إرسال هكذا نوع من الرسائل بالوكالة، والحزب ليسَ قاصراََ عندما يحتاج أي أمر الى رد فلديه الشجاعه والقدرة على وضع النقاط على الحروف بلا خجل أو وَجَل وخصوصاََ عندما يتعلق الأمر بسيد المقاومَة وسيادة وسلامة لبنان.
**الأخذ والرد الذي يحصل في الشارع اللبناني والتكهنات التي يطلقها بعض الناس من هنا وهناك ليست إلَّا توقعات وتحاليل سياسية لا تصب في مصلحة الأمن الإجتماعي اللبناني ولا توصِل إلى حلول.
بينما الوضع الإقتصادي (السياسي) يزداد تأزماََ وربطة الخبز قاربَت الخمسة آلآف ليرة لبنانية وسعر البنزين رغم التقنين في إرتفاع أسبوعي يخرج الينا وزير الطاقة ريمون غجر ليتحفنا بما قال بأن سعر صفيحة البنزين ستصل الى مائتي الف ليرة لبنانية أي ما يعادل ربع راتب موظف عادي.
كل ما يحصل يصب في خدمة الحصار على الشعب اللبناني وإزدياد حِدَّة الأزمة بدلاََ من إيجاد مخارج سريعه وتشكيل حكومة للتخفيف عن كاهل المواطنين،
[ سياسياََ يتوقع كثيرون أن يكون هجوم نواب كتلة التغيير والإصلاح والرسائل التي ارسلوها الى حزب الله هيَ مقدمَة لإعلان فَك التحالف مع حزب الله وتمزيق ورقة التفاهم قُبَيل الإنتخابات النيابية القادمة مما سيخلط اوراق التحالفات ويخلق تحالفات جديدة في لبنان.
المنطق يقول : لو فرضنا أن هذا الأمر حصل فإن جبران باسيل يكون قد إتخذَ القرار الخطاء في الزمان الغير مناسب ومن خلاله يكون قد قدَّم هدية ذهبية لخصمهِ اللدود نبيه بري رئيس حركة أمل الذي ينتظر هذه اللحظة منذ أكثر من خمسة عشرَة سنة، ويكون باسيل كمَن يلف الحبل حول عنقه في وقت يشتَد الخناق فيه على التيار من جبهتي القوات والكتائب من جهة، وتيار المستقبل والمَرَدة وحركة أمل من جهة أخرىَ، ناهيكَ عن تيار ريفي المشنوق، فيصبح ثوراََ أبيضَ سيؤكل بِلا أي ناصر ينصره لا محال.
*أما فيما يخص العلاقة بين حركة أمل وحزب الله
ورسالة ياسين جابر التي حَمَّلها البعض أكثَر مما تستحق! فإن السيد جابر ومعه سُيَّاد كثيرون هُم مكشوفون ومعروفون ولا يحتاجون إلى تصريح لكي ينكشف شكل وجههم الحقيقي؟ وهم لا يمثلون حركة أمل وليسوا ناطقون بإسمها، أيضاََ الرئيس نبيه بري لا تنقصه الشجاعه أن يقول لإخوته في قيادة حزب الله أو لسماحة السيد ما يريد وهو أكبر من أن ينزلق إلى مستوَى ارسال رسائل بالواسطة،
نبيه بري الذي حمل أمانة السيد موسى الصدر وتقاسم الأعباء مع سماحة السيد حسن نصرالله عندما يريد شيء يتحدث به مباشرة من دون وكيل او وسيط وعلى مَن يتكهنون ويكثرون من التحليل أن يوفروا السعرات الحرارية الزائدة ألتي يصرفونها لأمرٍ آخر ذات فائدة لهم.
[ أما من جهة حزب الله كما يعلم الجميع لا يتعاطى بِرَدَّات الفعل ولا بالنكايات السياسية ويعرف جيداََ كيف يضع أولوياته التي تقف في مقدمتها قضية فلسطين والتصدي للعدو الصهيوني،
وأيضاََ لو إفترضنا أن التيار الوطني الحر قرر فك التحالف مع الحزب فهذه الخطوة لَن تغير بموازين القوى شيء وأكبر دليل أنه في العام ٢٠٠٥ كانت حركة أمل وحزب الله وحيدين ولم يفلح معهم الجَمع الذي إجتَمَع ومن يراهن أو ينتظر أن يرى الصفوف مُفَتَّتَة بين حزب الله والحركة نحن نقول له إنتظر بعين الشمس حتى تَتَحَلٍَل لأنك ستنتظر طويلاََ،
الخلاف مع حركة أمل عافية ويجوز، لأننا بذلك نثبت بأننا لسنا شموليين وهو دليل عافية على قاعدة البُطين الأيمَن والبُطَين الأيسر.
سماحة السيد حسن نصرالله عندما وَقَّعَ ورقة التفاهم مع الجنرال ميشال عون عام ٢٠٠٦ كان الهدف منها تثبيت الثقة بيم فريقين ألتقيا لأول مرة في اول تجربة فريدة من نوعها بعد الحرب الأهلية المقيته بين فريق مسيحي خَرَج من الإنعزالية الى الوطن ليلتقي مع الجميع وبين حزب اسلامي عقائدي متهم بالأصولية أعطى الإعلام الغربي عنه صورة سيئة ليبعد اللبنانيين من حوله.
هذا هو سبب توقيع ورقة التفاهم ولو كانت غير ذلك لكان الحزب قَد وقَّعَ تفاهمات مماثلة مع الحزب الشيوعي والقومي والناصريين وغيرهم.
بكل الأحوال الأحد القادم سنستمع الى رئيس التيار الوطني الحُر ماذا سيقول في مؤتمره الصحفي ومن بعدها سنقطع الشَك باليقين.
هناك أمر آخر على مَن يعتبرون أنفسهم أنهم حلفاء للمقاومة ان يعرفوه جيداََ.
أنَّ التحالف مع حزب الله يجب أن يكون هدفه نصرة قضية فلسطين وقضايا الأمة والوقوف بوجه الأميركيين والإسرائيليين لمنعهم من تنفيذ مشاريعهم التدميرية في لبنان، وليسَ التحالف هدفهُ الوصول إلى قصر بعبدا لأن المقاومَة ليست حصان طروادَة،
وكفَىَ حزب الله شَر التحالفات المبنية على المصالح الشخصية الضيقة.
أنا أتحدث بإسمي الشخصي كمراقب وكاتب سياسي ليس أكثر.
✍️ * د. إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha