✍️ *د. إسماعيل النجار ||
🔰 *لَّا يَسْتَوِى ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ ۚ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
فمَن يَتَّعِظ هوَ الفائز ومَن يتكَبَّر ويَتَجَبَّر هو الخاسر،
فلا العناد سيُنَجِّيهُم ولا المُكابرة ستنفعهُم، فإنَّ قبولهم بالأمر الواقع وإقتناعهم بأن عمرهم السياسي هذا هوَ ليسَ أكثَر يُعتَبَر الإيمان الحقيقي الذي سيُخَفِف عنهم عذابهم يوم الحساب القادم والذي لا رَيبَ فيه.
**المهندسون بالأمس قالوا كلمتهم (لآآ) وكانت مَدوِيَّة لجميع الأحزاب والحركات والتيارات والجمعيات وسقط الجميع بالضربة القاضية، فكانت تحالفاتهم غير معلنة وخجولة ومختبئين خلف بعضهم البعض،
ولو كانَ هؤلاء متيقنين من أنَّ الناس بقيَ بداخلها القليل من الثقة بهم لكانَ تغيَّر واقع الحال لديهم،
لكنهم يعرفون جيداََ ويدركون تماماََ أنهم لَم يعودوا مقبولين أو مُرَحباََ بهم بين طبقة المثقفين وأن مذاهب الناس تغيرَت (وهوآهم) لَم يَعُد حزبي أو سياسي أو طائفي لأنهم إشتاقوا إلى وطنهم الذي غَيَّبَهُم عنه هؤلاء لثلاثين عام، فقرروا العودة إليه وخرجوا من المزرعة إلى الوطن عبر بوابة نقابتهم،
[ المهندسون العاطلون عن العمل توافدوا إلى صناديق الإقتراع في بيتهم الصغير وصوتوا جميعهم بلآ كبيرة للأحزاب التي نهبتنا وداست على كرامتنا،
وبنعم كبيرة لتنفيذ حكم الإعدام السياسي بحق جميع هذه الأحزاب في أهم نقابة من نقابات لبنان.
وإذا كانت الأحزاب اللبنانية تعتبر أن ما جَرَىَ لها بالأمس أمر عادي وليسَ مجزرة، فالمحاكمة الأخرَىَ تنتظرهم في صناديق إنتخابات نقابات المحامين والأطباء والنقابات الحُرَّة ليتأكدوا بأن ما حصل بالأمس في نقابة المهندسين هوَ القطرة الاولى من أول الغيث القادم من نقابات، وبلديات، وإنتخابات نيابية.
[ البعض إعتَبِرَ ولهم الحق بأن سقوط الأحزاب في نقابة المهندسين اللبنانيين هو إنتصار للمشروع الأميركي في لبنان،
ولكن تقديرنا يخالف تقديرهم مع شديد الإحترام لهم لأننا كلبنانيين وطنيين وشرفاء ومقاومين نعتبر ما حصل هزيمة للأحزاب التي شاركت في اذلالهم على مدى ثلاثون عام ونصراََ لشرفاء الوطن المستقلين اللذين لا تعني أميركا لهم شيئاََ ويرفضون إعتبار نصرهم إلَّا إنتصار لجميع اللبنانيين ولن يسمحوا لأميركا او غيرها أن تستثمر بإرادتهم مهما كلف الأمر لأن المهندسين جميعهم من أبناء الوطن وجُلُهم مقاومون.
**إن ضخ دم جديد في مفاصل الدولة اللبنانية والمؤسسات وإيصال الشباب إلى القيادة بدلاََ من كهول الحقبة السياسية الماضية وأصحاب الوجوه الصفراء هو السبيل الوحيد للتغير وإستعادة الثقة مع الشباب ومن دونهم لا تغيير،
**في كل الأحاديث التي تجري في الجلسات العائلية إن كان في القرى أم في المُدُن على امتداد جغرافيا لبنان فإن لسان حال الجميع يقول لَن نُصَوِّت لأي أحد يتحالف مع اللصوص؟
** إنَّ اللذين يريدون أن يقدموا أنفسهم للناس في إنتخابات (٢٠٢٢) نوَد أن نسألهم :
[ماذا ستقولون للناس ؟
[بماذا ستوعدونهم؟
[ماذا قدمتُم لهم من قبل لتُقدِموا لهم من بعد؟
[ما هو رصيدكم الذي جمعتوه طيلة فترة حكمكم لتصرفوه في طريق إعادة إختياركم؟
[هل ستقولون لهم رصيدنا هوَ أننا وظفنا زبانيتنا وتخلينا عن اولادكم؟
[هل ستقولون لهم رصيدنا هوَ أننا كنا نطلب منكم 5000$ مقابل تعيين أبنائكم برتبة جندي في الجيش؟ و10000$ للجمركجي و200000$ للضابط وإلَّا دبروا حالن؟
[هل ستقولون لهم أن رصيدنا هوَ أننا نهبنا المال العام ونهبنا أموالكم وجوَّعناكم! ؟
[هل ستقولون لهم رصيدنا معكم أننا رهنا ابنائكم للبنك الدولي لمئة عام قادمة؟
[أم ستقولون لهم انتخبونا فنحن من حرمكم من الكهرباء والماء وأجبرناكم على الوقوف في الطوابير الطويلة على محطات البنزين وحرمنا أطفالكم من الحليب واحتكرنا الزيت والقمح واوقفنا معمل السكر في البقاع لمصلحة المستوردين خاصاتنا،
[هل ستقولون لهم انكم مَن كان يوقع الصفقات والتلزيمات بالتراضي وبأنكم احتكرتم الدواء؟
[ماذا سيقولون لهم؟
[ما هو رصيدهم؟
** صاحب الرصيد الوحيد في لبنان يا أسيادي هو صاحب الصوت المقهور المظلوم المنهوب، والذي سيصرفه من خلف الستارة في صندوق موتكم السياسي،
لا كرامة في هذا الوطن إلَّا للمضحين والمقاومين الحقيقيين ومَن دافع عن الأرض والعرض وحَرَّرَ وأحتضن ناسه وأهله.
**أما إلى اللصوص السارقين والمجرمين يقول الناس دربكم إلى جهنم وبئس المصير مفتوحة،
[والأيامُ بيننا والحساب قادم يا مَن أذليتمونا بسطوتكم وعصاباتكم،
الناس ستحاسبكم وستعزلكم بورقة بيضاء صغيرة عليها القليل من الحبر.
✍️ *د. إسماعيل النجار / ابنان ـ بيروت
29/6/2021
https://telegram.me/buratha