حسام الحاج حسين ||
قرر الرئيس حافط الأسد ان يفتح الحدود مع العراق عام ١٩٩٦ م . وهذا القرار سيادي .
اطل جاك شيراك الى دمشق بسياسه الفرنسية الخبيثة .
ليسمع من الأسد مبررات فتح الحدود مع الد اعداء سوريا في زمن الحصار الجائر الذي فرضة العمق العربي على شعب العراق ليقتل مليون طفل حسب احصائيات المنظمات الدولية بسبب نقص الغذاء والدوا .
قال الأسد لشيراك (ان الوضع في العراق لايطاق وهو على شفا الأنفجار وهذا يعتبر متنفس للشعب العراقي)
طلب شيراك من الأسد ان يستثمر هذا التعاطف باقناعه على اجراء مفاوضات مع إسرائيل برعاية فرنسية وبعيدا عن الأمريكيين
استقبل الأسد المقترح الفرنسي وتم ترتيب موعد لذهاب عبدالحليم خدام الى باريس في موعد يحدده شيراك نفسه ،،!
اتصل شيراك بالإسرائيليين واقنعهم على قبول التفاوض مع الأسد ..!
لكن الشيطان يكمن في التفاصيل.
كانت مغريات الفرنسيين للرئيس الأسد هو البقاء العسكري في لبنان والتحكم بالبلد عن طريق الجنرال رستم غزالة .
وان إسرائيل ستنسحب من لبنان بعد الأتفاق . وان الأستثمارات الأوروبية ستتوجه الى دمشق فورا ،،!
لكن الأسد رفض مبدئيا لأسباب مهمة اولها . ان الإسرائيليين لن يذكروا الجولان وهو الجزء السوري المحتل .
ثانيا نتنياهو الذي وصل الى سدة الحكم يبني المستوطنات في الضفة دون توقف ويتمدد في البلدات الفلسطينية على حساب العرب لصالح المستوطنين ،،!
اراد شيراك اقناع الإسرائيليين بفكرة مغادرة الجولان لكن الرد الإسرائيلي كان رافضا دون مقابل يستحق المجازفة وابلغ الضباط الإسرائيليين القيادة الفرنسية هو انهم سيكونون مكشوفين وتحت رحمة الأسد في حال استعادة الجولان مقابل التطبيع .
اراد شيراك ان يضيف شرطا يمكن ان يحلحل الوضع المتصلب بين الأسد والقيادة الإسرائيلية وهو الطلب من سوريا بنزع سلاح حزب الله .
مقابل التفاوض على الجولان .
كانت الفكرة الفرنسية شيطانية والهدف منها معرفة امكانيات الأسد في مدى قدرته على نزع سلاح حزب الله .
لكنها قوبلت بالرفض والسبب ان الدولة العبرية تريد سلاما بشروط قاسية تكشف سوريا وقدراتها العسكرية في سوريا ولبنان وقد يؤدي هذا الى قطع العلاقات الأستراتيجية مع طهران ،،!
كان الأسد ذكيا جدا واراد ان يلقي الكرة في ملعب شيراك الخبيث واخبره ان الإسرائيليين يخسرون يوميا في لبنان وانهم على ابواب الأنسحاب ودون مقابل . والمكاسب من اي مفاوضات يجب ان تبنى على شروط سوريا السيادية ولاتقبل دمشق المساس بعلاقاتها مع طهران وهو غير قابل للتفاوض .
على إسرائيل ان تنسحب من الجولان وان تخلي المستوطنات في الضفة الغربية وان توقع على حق العودة للمهجرين الفلسطينيين وان تكون القدس غير خاضعة للسيادة الإسرائيلية الكاملة ،،!
اختلطت الأمور على شيراك وقوبلت مبادرة بالرفض من الطرفين السوري والإسرائيلي .
لان الفرنسيين ارادو تنازلات من سوريا على حساب لبنان وفلسطين مقابل التطبيع لكن دون الجولان ،،!
كان رد حافظ الأسد صارما في وجه جاك شيراك ،،!
وكتبت لوفيغاروا ( لاسلام في سوريا مع وجود حافظ الأسد ).
استمرت بعض الوساطات لأجراء مفاوضات بين دمشق وتل ابيب اهمها الوساطة التركية عام ٢٠٠٨ . والتي اعلنت إسرائيل الأستعداد للتفاوض لكن دون شروط مسبقه من دمشق ،
الهدف من كل المفاوضات هو نزع سلاح حزب الله دون التطرق للجولان ،
لكن الرئيس حافظ الأسد وضع شرطا ابديا وهو السلام مقابل الجولان ،،!
كانت وساطة جاك شيراك عبارة عن سلام دون الجولان ،،!
كل مقترحات التطبيع الغربية هو السلام مقابل السلام وقد ولى زمن الأرض مقابل السلام مع سقوط رابين بعد وادي عربة ،،!
https://telegram.me/buratha