فهد الجبوري ||
مرت علينا هذا الأسبوع الذكرى السنوية الخامسة عشرة للانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الإسلامية ( حزب الله ) على الكيان الصهيوني الغاصب .
هذه الذكرى تعيد الى الأذهان البطولات والتضحيات التي سطرها مقاتلوا حزب الله وهم يواجهون بكل شجاعة آلة الحرب الصهيونية ، ودباباته المتطورة ، وطائراته الحربية التي كانت تقصف المدن والقرى والمنازل والمستشفيات والمنشآت المدنية .
لقد حددالكيان الصهيوني مهلة اسبوع الى عشرة أيام
لتحقيق أهدافه من هذا العدوان وفي مقدمتها تدمير حزب الله ونزع سلاحه ، وتحرير جنوده الأسرى لدى حزب الله .
لكن بسالة ومقاومة ابطال الحزب المتوكلين على الله تعالى ، والواثقين بوعد الله في النصر ، ووجود القيادة الحكيمة الواعية والشجاعة ، أفشلت هذا العدوان ، وأحدثت الصدمة لدى قادة الكيان الصهيوني ، وتمكنت المقاومة ، بعد استيعاب العدوان ، من أخذ زمام المبادرة ملحقة خسائر بشرية ومادية بالعدو لم تلحق به منذ اغتصابه لفلسطين في العام ١٩٤٨ .
وبدلا من عشرة أيام كما كان العدو يحلم بذلك ، استمرت الحرب ٣٤ يوما ، تكبد العدو الصهيوني خلالها ١٦٤ قتيلا ( ١١٩ عسكري ، و٤٥ مدني ) ، وقد أطلقت المقاومة ما يقارب من ٤٠٠ صاروخ على الكيان الصهيوني .
من أهم نتائج تلك الحرب ، هي أن المقاومة فرضت معادلة جديدة جعلت العدو الصهيوني يفكر ألف مرة قبل القيام بعدوان جديد على لبنان .
وهذا ما حصل فعلا ، حيث أن العدو لم يجرأ منذ تلك الحرب على شن أي عدوان جديد ، وهو يعلم أن قدرات حزب الله قد تضاعفت بشكل كبير ، ويمتلك الآن ترسانة صواريخ متطورة تصل الى كل النقاط والمدن داخل فلسطين المحتلة .
واذا كان حزب الله قد أطلق في تلك الحرب ما يقارب من ٤٠٠ صاروخ ، فإنه وطبقا لمصادر العدو نفسه قادر أن يطلق بين ١٥٠٠ الى ٢٠٠٠ صاروخ باليوم الواحد .
وقد استذكرت صحافة العدو بمرارة نتائج تلك الحرب الكارثية على الكيان الغاصب ، وقد نشرت صحيفة هاآرتس هذا الأسبوع مقالة للزعيم السابق لحزب ميريتس زاهاف غالون قال فيها " لقد أصبحت الحرب اللبنانية الثانية رمزا للحماقة واللامسؤلية عند الحكومة والجيش اللذين جرا البلاد الى حرب غير ضرورية في الوقت الذي يخفيان الفشل وراء الأكاذيب ".
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha