سوريا - لبنان - فلسطين

لبنا / تكليف ميقاتي بين مخالفة القناعات ووجود تناقضات


 

✍️ * د. إسماعيل النجار ||

 

🔰 لقد أثبَت رئيس مجلس النواب نبيه بِرِّي جدارتهُ في تطويع العنيد وإخضاع المستعصي وإجبار العُتاة على ركوب قطار الميقاتي الحكومي شاءَ مَن شاء وأبَىَ مَن أبَىَ

رَضِيَ عَون، (أو) رفضَ جَعجَع؟

ليسَ مهَماََ عند الأستاذ إن تَمَّت تسمية صاحب ألقامة الطويلة من قِبَل المسيحيين أم لَم يُسَمُّوه!

فهم اعتادوا ادارة حكومات لا ميثاقية لها وبتراء كما حصلَ في ال ٢٠٠٥ عند خروج كامل اعضائها الشيعه منها.

وليسَ مُهِماََ أن تعترض المهم أن تُنَفِذ؟

نَجَحَ مهندس تدوير الزوايا في لَم شَمل المتناقضين من بَوطَقَة الحكم العتيقة حول ميقاتي خلافاََ لقناعاتهم ورغم تضارب وتناقض مصالحهم وخطوط سَيرَهُم، ولأنهُم ضعفاء (ومكبلين) بالخوف من فوضىَ الداخل وإنهيار مؤسسَة النهب الممنهج وشق العدالة طريقها إليهم إضطروا مجبَرين وليسَ بطراََ من ركوب الحافلة مع النبيه المخضرم الذي يستبسل في قطع الطريق على أي أحد يحاول تغيير خط سير القطار السياسي المتمكن من سِكَك الحُكم منذ ثلاثين عام.

** نجيب ميقاتي صاحب الإسم اللامع في عالم المضاربات التجارية والإلتفافات على القانون والتَنَفُع بلا تَعَب، فُرِضَ في عالم التكليف للتأليف من جهات مخضرَمَة سياسياََ أرادته بالإسم شخصياََ لكي تمتص غضب السعودية على الحريري والقوطَبَة على موقفها الرافض لهُ من خلال طرح إسم نقيض بفائض فعل لَكِن عالساكت؟،

 فكان عَرَّاب التأييد للميقاتي السيد فؤاد السنيورة ملك هندسات الخطوط المالية المعروفة والتي شَقَّت طريقها من جيوب الفقراء  لجيوب الزعامات والذي بَرَز خلف المايكرفون كعنترَة  يحيط بهِ أعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين مُزَكياََ محمد نجيب مقدماََ له وسام التأييد السني الواسع.

[الأمر اللافت بالموقف كان تمترس الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري خلفه تماماََ لتبني تكليف ميقاتي للتشكيل في سابقة غير مألوفة تشير إلى أن أيام الرجل لم تَعُد عِدلَة كما كانت في السابق لذلك تقدَمَ أمامه تلميذ والده.

[ أما التناقضات فيما يجري أصبحت ظاهرة للعيان وبارزة بروز الشمس في صدر السماء بين أفرقاء الحلف الواحد،

 فتسمية الميقاتي من كتلة حزب الله جائت لتقول نحن مع حكومة ترعَى مصالح الناس ولتثبت أن الحزب ضد التعطيل؟

رغم قناعته أن ميقاتي جزء لا يتجَزَّء من منظومة الفساد الحالية وعليه قضايا جزائية مطلوب للعدالة بموجبها للتحقيق معه! ولن يحقق أي خرق في جدار الأزمة السياسية والإقتصادية،

لكن في الاولويات كانت حسابات الحزب وطنيه لناحية تشكيل حكومة ترعى مصالح الناس رغم عدم تضرره شخصياََ من عدم وجودها،

كما جَنَّبَ حزب الله بحنكته السياسية  نفسه وطائفته خلافاََ مع دار الفتوَىَ وقطع الطريق على المتربصين اللذين يتهمونه بالتعطيل من الداخل والخارج تاركاََ ساحة المناكفات تشغلها غير جهات؟.

ورغم أنه مقتنع بأن أي حكومة سيتم تشكيلها لن تحقق شيئاََ إذا لَم تحصل على دعم دولي حقيقي يرفع اليد الأميركية الضاغطة على الوضع الإقتصادي في البلاد.

[ ايضاَ جميع مَن قاموا بتسمية نجيب ميقاتي يعلمون تمام العلم بأن تشكيل الحكومة دونه عقبات كبيرة وكثيرة وأن أميركا قد ترفضها وهيَ مرتبطة بقبول واشنطن مشاركة حزب الله فيها ولحظ بَند يُشَرِع الدفاع عن لبنان بكل الطُرُق المشروعه والمتاحة  في البيان الوزاري في إشارة الى المقاومة واسرائيل،

[أيضاَ حتى وإن قَبِلَت واشنطن بالحكومة الحالية فإن لا شيء سيتغيَّر في الجانب الإقتصادي ولن يتحسن لنا حال،

لأنها بدأت بمشروع وهي ترفض تخفيف الضغط عن الحكومة والشعب حتى تنهيه وهوَ تجريد حزب الله من سلاحه.

واشنطن تدرك تماماََ أن الحزب يشكل عقبة كبيرة في طريق مشاريعها في المنطقة وخطراََ كبيراََ على بقاء دولة إسرائيل وأنه الآن  في  اعلى درجات الجهوزية لأي طارئ وأنه لَن يسلم سلاحه ومستعد لخوض غمار حرب ضروس ولو استمرت لأعوام وأن أي خطأ عسكري أميركي أو إسرائيلي في لبنان ضد الحزب لن تكون نتائجه اقل ضرراََ من نتائج عام 2006 بأقل تقدير، وَسيضع لبنان من أربع زواياه في قبضته حيث لَن يعود بعدها الى الوراء،

من هنا تفضل واشنطن تشكيل حكومة برئاسة شخص اميركي كالميقاتي لإدارة الأزمة معها على أن يبقى الحال على ما هو عليه إلى حين إجراء انتخابات نيابية قادمة تراهن فيها على منظمات المجتمع المدني بتغيير الوضع القائم متخذَةََ نتائج انتخابات نقابة المهندسين نموذجاََ كما يُسَوِّق لها سمير جعجع،

بالإضافة الى تحضير مبلغ مليار دولار تم رصدها من خزينة المملكة السعودية ستكون معراب صندوقها الأسود وجعجع عَرَّابها تدفع لإدارة الإنتخابات التي تراهن واشنطن على حصول أكثر من نصف عدد اعضاء المجلس النيابي فيه.

في الخلاصة تبقى السياسة فَن التحايل والخداع عند اهل المكر والحيلة،

وسيبقى الميقاتي أسير التكليف لشهر قبل أن يعتذر ويطير الدولار الى طبقات عُليا أكثر بكثير مما تتوقعون.

 

✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت

    27/7/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك