عدنان علامه ||
لقد خططت المخابرات الأمريكية إستغلال دماء الشهداء في الرابع من آب بإستغلال التجمعات الجماهيرية الكثيفة المتوقعة في الذكرى السنوية الأولى لإنفجار أو تفجير مرفأ بيروت. وقد كلفت هذه المهمة إلى المجموعات غير الحكومية التي فرَّخت كنبات الفطر بالمئات في وقت قياسي بعد أن فشلت منذ تشرين 2019 في تأليب الرأي العام ضد حزب الله ومواجهته. ولكن سيتم استغلال دماء الشهداء بشكل واسع اليوم؛ وقد مهدوا له من خلال الدعوة حين كتبوا " لن نسكت عن جريمة العصر مجزرة نيترات "حزب الله" لشحن النفوس قبيل التوجه إلى مرفأ بيروت؛ حيث سيتم طرح ذلك من معظم المتحدثين.
لذا لا بد من توضيح حقيقة ثابتة وراسخة بأنه لا علاقة لحزب الله من قريب أو بعيد بنترات الموت بناءً على التحقيقات والمراسلات بين كافة إدارات وأجهزة الدولة اللبنانية.
وقبل بحث فرضية التفجير ليبدو حادثًا عرضيًا لا بد من الإشارة بأن من تابع خطوات تفريغ السفينة والتهرب من الكثير من الأمور الإدارية والتفلت من الرقابة هو جهة لديها خبرة متراكمة في معرفة الثغرات الإدارية التي لا تحصى ولا تعد في المرفأ. فإدارة المرفأ لا تزال لجنة مؤقتة منذ أكثر من عقد من الزمن تحظى بغطاء سياسي يحول دون الإصلاح لتصبح إدارة عامة تابعة للدولة بكل ما للكلمة من معنى. ووجود مكاتب لكافة الاجهزة الأمنية دون وجود مرجعية أمنية واحدة عن المرفأ. ولا ادري ماذا تسمون توزيع وكالة يورونيوز بتاريخ 30 تموز / يوليو 2021 الخبر التالي :-
"خلُص مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.آي) بعد انفجار ميناء بيروت في العام الماضي إلى أن كمية نترات الأمونيوم التي انفجرت في الرابع من آب /أغسطس لم تكن أكثر 20 بالمئة فقط من حجم الشحنة الأصلية التي تم تفريغها هناك في 2013، فيما يذكي الشكوك ويزيد الشبهات حول فقد كمية كبيرة منها قبل وقوع الانفجار."
ولا بد من الإشارة بأن كافة المستدات باللغة الأجنبية تشير بوضوح بأنه محتويات السفينة هي متفجرات، وعلى معاملة التخليص ذكر بأنها مواد خطرة وبالتالي لا بد من موافقة الجيش اللبناني على تفريغ الشحنة. وهناك بروتوكول خاص في كافة جيوش العالم بحفظ وتخزين المتفجرات في مبانٍ خاصة بعيدة جدًا جدًا عن التجمعات السكنية. وهنالك تعقيدات إدارية وروتين قاتل وشبهات لا حصر كحجز الباخرة وتعيين حارس قضائي ونقل حوالي 600 طن إلى طرابلس ولم يتم حل كمية متفجرات نترات الأمونيوم المتبقيةوفي المرفأ بالرغم من مئات المراسلات بين مختلف الاجهزة الأمنية والقضاء حتى انفجر أو تم تفجير العنبر رقم 12 بما فيه.
ففي التحقيق في أي جريمة يتم التركيز على الأسئلة التالية وفي حالتنا سنكون الأسئلة مباشرة :-
1- من هو المستفيد من تفجير مرفأ بيروت؟
2-هل تلقى لبنان أي تهديد مباشر أوغير مباشر؟
3- كيف تم تفجير العنبر رقم 12؟
1- المستفيد الوحيد من تفجير المرفأ هو مرفأ حيفا الذي تم تطويره لينافس مرفأ بيروت والذي سيتم تدشينه الشهر المقبل. وللتذكير فقد حضر وزير مواصلات العدو إلى مسقط بعد لقاء نتنياهو السلطان قابوس وشارك في أعمال مشروع السكك الحديدية بين دول الخليج قبيل توقيع الإمارات والبحرين تطبيع العلاقات. وطبعًا سيمتد المشروع إلى الأردن وفلسطين المحتلة. فترتبط شبكة سكك الحديد من ميناء حيفا إلى ميناء العقبة لتكمل عبر الأردن إلى كافة الدول الخليجية. ولهذا السبب وضعت أمريكا قانون قيصر لإفقار لبنان وسوريا بمنع التصدير والإستيراد من لبنان عبر الأراضي السورية وصولًا إلى دول الخليج.
2- تلقى لبنان تهديدات مباشرة وغير مباشرة عبر السفراء الأجانب عدة تهديدات على مدى الأعوام الماضية وتتضمن تحريضًا على حزب الله. وقد إخترت بعضًا منها:-
2-1 اسرائيل: حزب الله خطر استراتيجي لا وجودي
17 Jun 2016
طمأن وزير الاستخبارات والطاقة الذرية في اسرائيل، يسرائيل كاتس، الاسرائيليين إلى أن حزب الله بكل ما يملك من قدرات وإمكانات لا يمثّل تهديداً وجودياً لـ»الدولة العبرية»، بمعنى انه غير قادر على ازالتها من الوجود.
مع ذلك، اضاف كاتس ان الحزب قادر على الحاق ضرر كبير بالجبهة الداخلية لاسرائيل وببنيتها التحتية القومية والمطارات والمرافئ ومصادر الطاقة.
2-2 الأربعاء 13 كانون الأول ديسمبر 2017
وزير الاستخبارات الإسرائيلي: سنعيد لبنان إلى "العصر الحجري" إذا مثّل تهديدًا
3-2 الخميس 13/09/2018
كشف الصحافي الأميركي بوب وودورد في كتابه الجديد "الخوف:ترامب في البيت الأبيض" أن مسؤولين أمنيين كباراً أبلغوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أن إسرائيل لن تكون قادرة على الصمود في مواجهة الهجمات الصاروخية التي سيشنها "حزب الله" في أيّ حرب مقبلة بين الجانبين".
وبحسب صحيفة "معاريف"، فقد قدر العضو في طاقم الأمن القومي في البيت الأبيض ديرك هروي أمام ترامب بأن منظومات الدفاع الإسرائيلية، أي القبة الحديدية و"حيتس" و"مقلاع داود"، لن يكون بوسعها تأمين العمق الإسرائيلي، متوقعاً أن تحدث صواريخ "حزب الله" أضراراً هائلة.
4-2 الخميس 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2019(جريدة الاخبار)
فيلتمان للبنانيين: خياراتنا أو الفوضى!
في الثاني والعشرين من آذار الماضي، كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيروت، يهدّد اللبنانيين. وضعهم بين خيارين: إما مواجهة حزب الله، أو دفع الثمن. ما قاله بومبيو قبل 8 أشهر، كرره السفير الأميركي السابق (والأشهر) في لبنان، جيفري فيلتمان، أمام الكونغرس. قال ما معناه إن امام اللبنانيين خيارين: إما الالتزام بسياسات واشنطن، او الانهيار. وسياسات واشنطن تعني أيضاً الوقوف في وجه حزب الله (في شهادته، كرر فيلتمان كلمة حزب الله 49 مرة)، وإضعاف حلفائه في أي انتخابات مقبلة، وتأليف حكومة تكنوقراط. وقد هدد فيلتمان خلال شهادته لبنان واللبنانيين بوقاحة لا مثيل لها حين قال أمام لجنة الكونغرس أمام لبنان خيارين : "الإنهيار الشامل أو الإزدهار المحتمل".
5-2 الأربعاء 10 آذار/مارس 2021
«إسرائيل» تعترف: "صواريخ المقاومة تهديد وجوديّ" .
هذا غيض من فيض للتهديدات الصريحة التي لا لبس فيها. وكان أوقحها تحريض بومبيو ضد حزب الله من على الأراضي اللبنانية؛ وتحريض فيلتمان أيضًا. ويبدو أن بعض اللبنانيين قد تناسوا تحريض سفيرة الوصاية الأمريكية ضد حزب الله؛ وفي زمن ندر فيه الرجال تصدى القاضي الوطني محمد مازح لما اعتبره تهديدًا للسلم الأهلي، ولوأد الفتنة في مهدها. فثارت ثائرة القوم لإرضاء سفيرة الوصاية التي تحرض على الفتنة بدلًا من تكريم القاضي مازح.
3-إنفجار أو تفجير المرفأ
1-3 أمام هذه التهديدات الخطيرة والواضحة جدًا نستطيع أن نوجه أصابع الإتهام نحو أمريكا وإلعدو الصهيوني لوجود مصلحة مشتركة لهما. كونهما نفذا تهديدهما. فهم عاجزان عن المواجهة العسكرية المباشرة فاعتمدا على تكتيكات الحرب الرابعة والخامسة وبذلك يتحقق لهما أمرين إعادة لبنان إلى العصر الحجري وإفقاره كما وعدا؛ بدليل منع لبنان من إعادة إعمار المرفأ وفرض عقوبات إقتصادية شديدة من خلال التحكم بارتفاع اسعار الدولار وفرض الضغوطات على كارتيلات المشتقات النفطية والدواء وحليب الأطفال والمواد الغذائية لمنع تزويد لبنان بالحاجات الاساسية وإتهام حزب الله بأنه المسبب لهذه الازمة؛ الأمر الذي بنظرهم سيؤدي إلى فوضى عارمة من خلال التجييش والتحريض ضد حزب الله.
2-3 كافة المعطيات أعلاه ترجح إحتمالات التفجير وتطغى على كافة الإحتمالات الأخرى. أما قرار التفجير جاء بعد إنتفاء الحاجة إلى ما تبقى من نترات الموت بسبب القضاء على الإرهابيين في جرود عرسال والسلسلة الشرقية على المقلبين اللبناني والسوري. وهناك صعوبات إدارية في إعادة تصديرها أو التخلص منها بشكل آمن. وقد امتنعت كل من أمريكا وفرنسا بتزويد لبنان بصور جوية للمرفأ قبل وخلال التفجير لتأكيد أو نفي تدخل الطيران الخارجي وذلك لغاية في نفس يعقوب؛ فالمطلوب تركيز الإتهام ضد حزب الله وليس اي جهة أخرى.
3-3 إن تفجير المرفأ ليبدو كأنه حادث عرضي هو من إختصاص جهات مخابراتية خارجية عالية التدريب؛ وهناك جهات داخلية متعاونة تؤمن المواد اللوجستية لتنفيذ التفجير ليبدو بأنه حادث عرضي خارقين أهم بروتوكول في حفظ المواد المتفجرة لأن "الخطأ الأول هو الخطأ الأخير" في عالم المتفجرات. فيمنع منعًا باتًا وجود أي شعلة أو تمديدات كهربائية في أماكن تخزين المتفجرات وعدم وضع أي مواد قابلة للإشتعال في نفس مخزن المواد المتفجرة وذلك بسبب الغازات المبعثة من المواد المتفجرة نتيجة لتخزينها لمدة طويلة.
4-3 سيناريو تفجير المرفأ
لقد تم تخزين مفرقعات وزيوت في العنبر رقم 12 وهو مخالف لإجراءات السلامة وغير مناسب لحفظ المواد المتفجرة. وتم بقدرة قادر إحضار فرقة لتلحيم ثغرة موجودة منذ مدة طويلة في حائط العنبر وذلك في عملية للتمويه وخداع التحقيق بأن التلحيم هو سبب "الإنفجار". وللعلم فإن النترات بحاجة إلى صاعق أو بادئ تفجيري لتنفجر. فالإنفجار حصل بعد نصف ساعة من مغادرة فريق التلحيم. وحصل إنفجار العنبر بعد انفجار شحنة المفرقعات ووصول الأسهم النارية إلى النترات التي عملت عمل الصاعق وحصلت الفاجعة؛ فانفجر ما تبقى من النترات وقوة الإنفجار ناجمة عن تحول مفاجئ لحوالي 300 طن من الحالة الجامدة إلى الحالة الغازية.
إن إنفجار حمولة ضخمة من المفرقعات لا يحدث صدفة بل نتيجة لشعلة والأرجح بأنها وضعت خلسة وتم تشغيلها عن بعد وهي متوفرة في الأسواق؛ وهي كالشلالات التي تستعمل في الأعراس ويتم التحكم فيها عن بعد.
وبناءً عليه فقد تم تفجير المرفأ ليبدو كأنه حادث عرضي والإتهام جاهز وما أكثر من الجمعيات غير الحكومية التي تعمل بأمر وتمويل دوائر القرار في أمريكا وديفيد هيل على سبيل المثال لا الحصر جاهزة لتوزيع الإتهام على حزب الله.
ولا بد من الإشارة بأن التحقيقات يجب أن تشمل كافة المسؤولين منذ تفريغ الباخرة وحتى تاريخ 4 آب 2020. آخذين بعين الإعتبار بأنه لا يستطيع أي مسؤول في المرفأ ان يعارض رغبة السلطات العليا في سحب نيترات الموت ولا يستطيع ان يدلي بشهادته للحفاظ على مورد رزقه. وللأسف تم فقد توجيه مذكرات إتهام لفئة سياسية معينة بما فيهم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب علماً بأنه لم يكن موجوداً في مركز القرار بين الفترة الممتدة من 2013 إلى 2020.
وبناء عليه فإن أمريكا والعدو الصهيوني قد نفذا تهديداتهما وأعادا لبنان إلى ما قبل العصر الحجري؛ وإن اللبيب من الإشارة يفهم.
وإن غداً لناظره قريب
04/08/2021
https://telegram.me/buratha