عدنان علامه ||
سأحاول قدر الإمكان إختصار سبع سنوات من العدوان الكوني على اليمن بإشراف أمريكي واوروبي مباشر للمقارنة مع الوضع اللبناني.
فقد انتخب اليمنيون عبد ربه منصور هادي رئيسًا مؤقتًا لمدة عامين في 21 فبراير/شباط 2011 عقب ثورة شعبية أطاحت بسلفه علي عبد الله صالح. أي بموجب الدستور تنتهي صلاحياته كرئيس للبلاد صباح 21 فبراير/ شباط 2013 ولكنه خالف الدستور واغتصب السلطة بدعم أمريكي وسعودي مباشر،واستمر في الحكم.
وفي 21 سبتمبر/أيلول 2014 سيطر مسلحو حركة انصار الله على كامل العاصمة، واستولوا على مقر الحكومة ومقار الوزارات، بما فيها وزارة الدفاع وغيرها من المقرات الإستراتيجية كمقر البنك المركزي، بالإضافة إلى اقتحام منازل بعض الوزراء والمسؤولين.
وفي 20 فبراير/شباط 2015 استطاع هادي الهرب من قبضة انصار الله بنقاب إمرأة لعلمه بأن التعرض للمنقبات هو خط احمر لا يمكن تجاوزه في اليمن، والتوجه إلى مدينة عدن في الجنوب. وتراجع عن الاستقالة بأمر من امريكا والسعودية واستأنف ممارسة مهامه غير الدستورية من عدن. فجمع الحوثيون قواهم في اتجاه عدن للسيطرة عليها، وقصفوا القصر الرئاسي حيث يقيم هادي، ورفضوا المشاركة في الحوار خارج اليمن.
و بدأ العدوان على اليمن بتحالف دولي بقيادة السعودية وتحت إشراف وتوجيه أمريكي مباشر بتاريخ 26 مارس / آذار 2015 م. ولم يغب عن المشهد العسكري والقتالي في اليمن دور القاعدة وداعش في مختلف جبهات القتـال ضمن معسكرات وجيش مرتزقة العدوان بشكل علني وواضح، حيث شاركت مجاميع مسلحة من التنظيمات التكفيرية جنبًا إلى جنب مع مقاتلي ما يسمى بالجيش الوطني حيـث بدأت تقارير لبعض أجهزة المخابرات للدول الغربية في نشر معلومات تشير إلى مشاركة القاعدة وداعش في الحرب على اليمن إلى جانب دول العدوان. فتم تدمير البنى التحتية في اليمن وفرض حصار مطبق بريًا، بحريًا وجويًا على كافة المتفذ. ولما فشل تحالف العدوان في إحتلال الساحل الغربي ومدينة الحديدة ومينائها تدخل مجلس الأمن والأمم المتحدة على ان يؤمن ميناء الحديدة إحتياجات محافظة صنعاء ومحافظات الشمال اليمني المشتقات النفطية والادوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية تحت إشراف الأمم المتحدة بعد ان تحصل السفن على أذونات وتراخيص الامم المتحدة. ولكن في الواقع كانت الأمم المتحدة شاهد زور وشريك متآمر مع العدوان الذي يقف متفرجًا حول إحتجاز معظم سفن المشتقات النفطية وصل بعضها إلى أكثر من سنتين؛ واخضاع باقي السفن للتفتيش الكامل في موانئ جيبوتي وغيرها
وبات الوضع في اليمن مأساويًا فلا يوجد كهرباء ولا مياه صالحة للشرب ولا بني تحتية ولا يوجد رواتب للموظفين منذ بدء العدوان. وتشهد اليمن حاليًا بموجب تقارير الأمم أسوأ حالات المجاعة في العالم.
واما في لبنان وبعد الإنتصار الإلهي للمقاومة الإسلامية بعد عدوان ال33 يومًا من شهري تموز وآب 2006 بدأت. أمريكا بتطبيق حربًا من نوعٍ جديد بعد الهزيمة النكراء التي تكبدتها مع العدو الصهيون بعد العجز الكلي للوصول إلى ملعب بنت جبيل وما تكبدته ايضًا كتائب الدباباب من خسائر فادحة في وادي الحجير الذي عرف بمقبرة الدبابات. وقد خلصت لجنة فينوغراد بأن حزب الله قد انتصر.
بدات أمريكا بحرب الجيلين الرابع والخامس ضد حزب الله وهي حرب طويلة الأمد؛ وقد عرفنا ذلك من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين وسفيرة الوصاية الأمريكية،وهذه بعض التصريحات الأمريكية وبعض الأعمال التي قام بها مسؤولون لبنانيون بأوامر من السفارة الأمريكية :-
1- إعتراف جيفري فيلتمان السفير الأمريكي السابق في لبنان بدفع مبلغ 600 مليون دولار للإساءة إلى سمعة حزب الله.
2- تهديد وقح لبومبيو للسلطة اللبنانية وخرق للسيادة بقوله بكل غطرسة " لبنان أمام َالإنهيار الشامل في حال عدم تاليف حكومة تكنوقراط والحفاظ على المصالح الأمريكية.
3- تهديد أكثر وقاحة بعد حوالي 8 أشهر من تهديد بومبيو كان لفيلتمان :" على لبنان ان يختار بين الفقر الدائم او الإزدهار المحتمل" إذا لم يتم تأليف حكومة تكنوقراط.
4-صرح أكثر من مسؤول أمريكي بضرورة تجفيف مصادر تمويل حزب الله ومعاقبة حلفائه ومنعهم من الوصول إلى الندوة البرلمانية.
5- التدخل السافر والوقح لسفيرة الوصاية الأمريكية في الشؤون الداخلية اللبنانية والتحريض المباشر الدائم ضد حزب الله.
6- محاولات جر حزب الله إلى ردات فعل على قطاع الطرق خاصة على خلدة ومفرق برجا وسعدنايل وزحلة بالرغم مَن تكسير بعض السيارات والفانات التي يملكها الشيعة.
7- تكليف البروفسور فضلو خوري مدير الجامعة الأمريكية بحرف مسار التحرك العفوي للبنانيين في 17 تشرين وسرقته بإعلانه البيان رقم واحد لإسقاط النظام من السينما البيضاوية في ساحة الشهداء.
8- رفع سعر الدولار بشكل دائم بتكثيف الطلب الوهمي عليه في ظل شح الورقة الخضراء.
9- تصفية بنك الجمّال بحجج واهية مع تواطؤ حاكم مصرف لبنان كون صاحبه من الطائفة الشيعية.
10-إعطاء المصارف الأوامر بعدم دفع الأموال للمودعين وإقفال أبواب المصارف بوجه العملاء والضغط عليهم للتخلي عن ودائعهم مقابل أثمانٍ بخسةٍ عبر إصدار حاكم مصرف لبنان عدة تعاميم غير قانونية تخالف قوانين النقد والتسليف.
11- إعتراف ديفيد هيل بدفع مبلغ 10 مليارات دولار كمساعدات للجيش اللبناني لا تتعدى المليار دولار والباقي للجمعيات المدنية أَو الNGO'S لإسقاط النظام. وجر حزب الله إلى فتنة طائفية.
12- الإيعاز إلى حاكم مصرف لبنان بعدم تغطية سفن إلمحروقات ورفع الدعم فجأة والطلب من عملائها بإفراغ السوق من المشتقات النفطية الأمر الذي أدى إلى أزمة حادة وتحميل حزب الله مسؤولية ذلكَ.
وقد وضعت أمريكا نفسها في موضع الإتهام في تفجير المرفأ ليبدو كحادث عرضي. وقد أستخدمت عملية التلحيم في مكان ملاصق لتواجد ما تبقى من نترات الامونيوم كعملية إلهاء لمعرفة الأسباب الحقيقية لعلملية التفجير التي بدأت في مكان تخزين المفرقعات التي عملت كصاعق فجر العنبر 12 بمحتوياته لتنفيذ خطة إفقار لبنان.
وفي المحصلة فإن نتيجة تطبيق الحرب من الجيلين الرابع والخامس والحرب الإقتصادية قد وضعت الشعب اللبناني بكل فئاته في وضع شبيه بمعاناة الشعب اليمني الذي لا يملك قوت يومه؛ وبالرغم من ذلك لا يزال يناضل ويواجه العدوان الكوني بقيادة امريكا وحلفائها وبات النصر النهائي بات قاب قوسين او ادنى. وكذلك فشلت الحرب الأمريكية المعلنة في التأثير على جمهور المقاومة فشلًا ذريعًا؛ والدليل الملموس هو التواجد الشعبي الكثيف في ساحات إحياء ليالي عاشوراء. وسيكون الحضور الشعبي في العاشر من محرم في كل المناطق بمثابة صفعة قوية للمؤامرات والتهديدات الأمريكية الوقحة والجائرة؛ وتعتبر في نفس إستفتاءً لخط المقاومة ونهجها بالرغم من فقدان الرواتب لحوالي 90% من قيمتها وغلاء الأسعار وشح البنزين والمازوت والغاز إلى حد فقدانها. والذهاب إلى العتمة الشاملة وأغلاق المستشفيات تباعًا وعدم توافر العديد من الأدوية للأمراض المستعصية والدائمة.
في ليلة العاشر تعهد سماحة السيد نصر الله وكافة الحضور في المجالس العاشورائية بإستمرار رفع راية ابي الفضل العباس مهما كلفنا ذلك من تضحيات. وسيفجر سماحة الامين العام لحزب الله في خطاب العاشر من محرم قنبلة آلية إغراق الأسواق بالمحروقات والمواد الغذائية والأدوية. فترقبوا التفاصيل.
وإن غدًا لناظره قريب
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha