ناجي امهز ||
بداية هناك شيء يجب أن تعرفوه وتصدقوه وتؤمنوا به، وهو أن الأمم المتحدة ليست متحدة، وما هي الا عمرو ابن العاص.
في الحرب العالمية الثانية لم تربح روسيا، بل الطبيعة هي التي هزمت هتلر، ولم تنتصر الصين على اليابان، بل امريكا هي التي ارتكبت أفظع جريمة عرفتها البشرية بناجازاكي وهيروشيما، والبريطانيين هم الذين حرروا أجزاء كبيرة من الصين، التي كانت محتلة من قبل اليابانيين في معركة سقط للصين أكثر من ثلاثين مليون صيني بين مدني وعسكري، والمقاومة الفرنسية لم تنتصر بقيادة ديغول، بل مع انهيار الحزب النازي في المانيا تحررت فرنسا، والأمريكيين هم الذين ضغطوا على البريطانيين لمنح فرنسا حق النقض الفيتو لخلق صوت مرجح بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي.
ولا تصدقوا ان امريكا كانت قبل ١٩٤٥ ضعيفة، وأنها انتظرت خروج بريطانيا من دول العالم العربي لتحتل مكانها، والدليل انها هزمت بريطانيا، عام ١٧٨٣، وايضا امريكا لم تكن وحيدة ضد بريطانيا بل كانت معها فرنسا والتاريخ يكتب عن لافاييت ابن محفل الشرق الفرنسي الاكبر الذي جمع الاموال والسلاح وابحر في عمق البحر ليدعم ثورة امريكا ضد بريطانيا،
العالم ليس كما ترونه، فلا يوجد من يكره بريطانيا اكثر من فرنسا، والذي يضاهي كره فرنسا لبريطانيا هي امريكا، ولا يوجد من يكره امريكا وفرنسا معا أكثر من بريطانيا.
ولكن جمعتهم المصالح، الا في عالمنا العربي لا احد يعرف مصلحته ولا مصلحة شعبه ووطنه.
وكان يجب على شعوب العالم العربي ان ترفض الحصار على لبنان، وأن ترسل المساعدات، وأن يطالب حكوماته بالوقوف مع الشعب اللبناني، انطلاقا من القيم واللغة والجيرة.
وعلى النخب العربية والإسلامية ان تعلم أنه من دون النخب اللبنانية لا مكان لهم ولدولهم بالعالم، لأننا الشعب الوحيد الذي هزم اسرائيل التي هزمت كل الجيوش العربية مجتمعة 1967، ويعرف شكل الافعى واسمها ورسمها وطقوسها وفلسفتها..
فالنظام العالمي لا يمكن أن يكتمل الا اذا احتل قبر حيرام في صور، حيث يذبح بقرته الحمراء ويحمل أشجار الأرز ليبني هيكله الكبير من جديد.
والأمم المتحدة حلمها قيام هذا النظام، والذي بدأت به، بتطبيق الديانة الابراهيمية، وهي تسعى لتحطيم كافة جيوش المنطقة، وبناء جيشها الواحد ليحمي "بنكها" المركزي المالي والغذائي الواحد.
وهي لا تعتبر وسيطا نزيها منذ نشأتها حتى هذه الساعة، فأي قرارات طبقتها اتجاه فلسطين، واي رفض قامت به بعد ان شطب اسم فلسطين من قبل جوجل وابل، وهي ليست الا وكرا للقمار والمراهنة على نهب الشعوب واحتلالهم.
كل ما تقوم به الامم المتحدة انها تنفذ دور عمر بن العاص، تخلع الحق من اصحابه لتعطيه لغير مستحقيه.
اكتب هذا لأقول لكم، بأن هذه الأمم المتحدة، ليست الا شاهد زور، ولو كانت حقا عادلة لما كانت تركت لبنان ثلاثة عقود تحت الاحتلال الإسرائيلي وهي صاحبة القرار ٤٢٥، ولو كانت هذه الأمم تعرف شيئا عن الحق والعدالة وحقوق الإنسان، لما سمحت لدول العالم بأن تفرض عقوبات على بلد صغير مثل لبنان، وكل قطرة دم سقطت بسبب شح المشتقات النفطية هو برقبة الأمم المتحدة ووصمة عار على جبينها، نحن لا نريد اغاثة من الأمم المتحدة، فنحن لسنا بلدا منكوبا بسبب زلزال، بل نحن بلد منهوب، بسبب أشخاص تحميهم امريكا وتسكت عنهم الأمم المتحدة.
هذه الأمم المتحدة هي عدو للشعوب فلا يغركم لون شعارها، ولا تهذيبها، فما هي الا مساحيق تجميل لإخفاء ندوب إجرام امريكا على وجه الشعوب.
الأمام المتحدة اليوم موجودة في مياهنا ليست صدفة، بل من أجل خلق أشكال مع ناقلة النفط الايرانية القادمة إلى لبنان.
ويجب أن تعرف الأمم المتحدة أن كل قراراتها طالما لم تلحظ رفع العقوبات عن لبنان، والسماح بوصول الأدوية ومشتقات النفط، ومساعدة لبنان للنهوض، من جديد، فإنها ستكون بنظر الشعب اللبناني شريكة بهذا الذل والقتل والفوضى التي تصيب لبنان وشعبه.
ونتمنى على الأمم المتحدة ان تعرف أنه كما نجحت النخب اللبنانية بكشف وجه امريكا القذر، لمعرفتنا بتاريخها وفهم دستورها، وآلية عمل نظامها العميق، فإننا مستعدين ان نفتح معركة وعي جديدة ستغير نظرة العالم للأمم المتحدة.
أما أن تصل ناقلة النفط الايرانية، وأما ان تقدموا النفط قبل وصول ناقلة النفط الايرانية.
فالشعب اللبناني لن ينتظر قلقكم وهو قلق على رغيف الخبز وحبة الدواء والحصول على الماء والكهرباء.
وطالما انكم دائما تحذرون مما يجري في لبنان، فإنكم اذا تعلمون ماذا يجري، ولا شيء يعفيكم من مسؤوليتكم..
ــــــ
https://telegram.me/buratha