عدنان علامه ||
فشل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في تخطي الإمتحان الأمريكي لمواصلة تأليف الحكومة؛ فسفيرة الوصاية الأمريكية فرضت موقفًا ملزمًا مسبقًا من ميقاتي حول رفض إستقبال سفينة المازوت الإيرانية ب "لا" صريحة لا لبس فيها لتذليل العقبات ليتسلم زمام رئاسة الحكومة.
فسفيرة الوصاية شيا تعلم علم اليقين بأن قبول السيد ميقاتي الآن برفض إستقبال سفينة المازوت الإيرانية سيمكنها من إبتزازه في المستقبل حين تأخذ تشكيلة الحكومة الثقة في مجلس النواب. لأنه من يقول الألف عليه أن يتابع إلى الياء. فكان جوابه رماديًا؛ فقال لإرضاء سفيرة الوصاية الأمريكية: "لن نسمح لملف السفينة الإيرانية بأن يعرض لبنان للخطر وللعقوبات". وأضاف: "أي موضوع يضر بمصلحة لبنان نحن ضده، ولن نسمح لأحد بأن يؤدي بنا لأي عقوبات جديدة".
وفي نفس الوقت أرسل لسفيرة الوصاية الأمريكية رسالة غير مباشرة عندما برر إستقبال الباخرة في حال نيله الثقة بقوله: "لكن أقول للمنتقدين ولجامعة الدولة العربية أعطونا شمعة فنحن لا نقدر ان نقول لا للباخرة من دون أن نملك بديلاً".
وبالتالي فإنه وضع سفيرة الوصاية شيا بين خيارين أحلاهما بطعم الحنظل:-
1- العودة إلى نقطة الصفر في تأليف الحكومة والضغط على ميقاتي لتقديم إعتذاره مع علمها بأن البديل غير متوفر؛ وهناك شبه إستحالة لتأمين إجماع الكتل النيابية مجددًا على مرشح جديد.
2- رضوخ سفيرة الوصاية الأمريكية لمبادرة سماحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد التي كسرت الحصار المفروض الشعب اللبناني بكافة طوائفه في المحروقات والدواء.
فبالرغم من إعطاء الأوامر لحاكم مصرف لبنان بتوقيع الإعتمادات لتسديد مستحقات عدة سفن تحمل محروقات على سعر صرف 8000 ل. ل وتفريغ البواخر لعشرات ملايين الليترات من البنزين والمازوت ومصادرة القوى الأمنية لمثلها من مختلف المناطق اللبنانية؛ إلا أن طوابير الذل زادت أضعافًا مضاعفة على المحطات الأمر الذي يدل على سوء إدارة الأزمة وإستمرار التخزين وازدهار تجارة السوق السوداء.
أمام هذا الواقع المرير أعلن سماحة السيد نصر الله مجددًا عن تحرك سفينة محروقات ثالثة من إيران إلى لبنان. فسفيرة الوصاية الأمريكية شيا في وضع لا تحسد عليه؛ فماذا سيكون موقفها في القادم من الساعات؟
وإن غداً لناظره قريب
28/08/2021
https://telegram.me/buratha