سوريا - لبنان - فلسطين

أصحاب الوكالات الحصرية في لبنان


 

أ.د علي حكمت شعيب *||

 

إن من أولى الأولويات في الشأن الاقتصادي لأي حكومة لبنانية مقبلة من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية الموجهة أمريكياً والتي تعصف بالبلد هي:

محاربة المحتكرين المتجذرين في النظام اللبناني والمتقاسمين طائفياً وسياسياً لعمليات استيراد السلع الاستراتيجية من دواء ومحروقات وغذاء... التي يحتاجها اللبنانيون عبر وكالات حصرية منحت لهم.

لقد أراد النظام الطائفي في لبنان أن يجعل مفاتح الأمن الغذائي والصحي للناس بيد ثلة من التجار مرتكباً بذلك خطأ أساسياً بنيوياً.

فتوفير الأمن الغذائي والصحي للمواطنين هو أحد مبررات قيام الدولة.

لقد برز دورهم الشاذ في الأزمة الاقتصادية كمساهم في تعميقها على الناس ومستجيب للإملاءات الأمريكية ومنفذ لإجراءاتها الظالمة على اللبنانيين دونما رحمة ورأفة بالمرضى والفقراء وعموم المواطنين وذلك عبر شرائهم للسلع من الخارج بالسعر المدعوم من الدولة وتخزينها لتجفيفها من الأسواق مما يزيد في الطلب عليها فترتفع أسعارها بشكل دراماتيكي وتتضاعف أيضاً تلك الأسعار بعد تخفيض نسبة الدعم انسجاماً مع خطة رفع الدعم التدريجي التي اعتمدتها الدولة.

 وكأنهم من طينة خبيثة جبلت على عبادة صنم المال والعبودية لسيدهم الأمريكي الفظ والمستكبر.

لذلك كلّه يجب سحب الوكالات الحصرية منهم.

فإن لم تفعل الحكومة ذلك وتعد الإمساك بها فهي شريكة معهم في إذلال الناس وإفقارهم وغير جديرة بحكمهم.

إن أي سلوك سياسي يهدف الى الإبقاء على الوكالات الحصرية معهم، هو أمر معيب ومدان وعلى صاحبه أن يخجل من نفسه من العار الذي سيلحق به جراء حماية مصالح أولئك الذين فقدوا قيمة الإنسانية ليستحيلوا كائنات لا يدانيها بشراستها أقسى الوحوش.

 

* أستاذ جامعي / الجامعة اللبنانية ـ بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك