ناجي امهز ||
ما فائدة لبنان، لقد دفعنا أكثر من ثمانون مليار دولار ومع ذلك لم نكسب شيئا، لا سياسيا ولا شعبيا ولا حتى اعلاميا، فالأموال التي أرسلت الى لبنان ذهبت الى جيوب المنتفعين السياسيين، الذين باعونا الكلام ولم يفعلوا شيئا لنا، ولم يقدموا شيئا لاتباعهم.
وأيضا لم يعد الإمكان الاستفادة من لبنان خدماتيا ولا حتى سياحيا، فالأموال التي كانت توضع بالبنوك اللبنانية، تحسبا لأي متغير سياسي عالمي، لم يعد بالإمكان وضعها بسبب الانهيار التام في لبنان، وان كانت أموال اللبنانيين أنفسهم نهبت فكيف نأمن على اموالنا.
وبالنسبة الى استيراد المنتوجات الزراعية التي كنا نستوردها من لبنان، يمكن الاستيراد من إسرائيل كافة المنتوجات الزراعية، كما تفعل الامارات اليوم، وهكذا نعمق الثقة بيننا وبين الإسرائيليين، ونساهم في التطبيع شعبيا، ونحن بسبب الانسحاب الأمريكي من المنطقة بحاجة الى التحالف المعلن مع إسرائيل، فلا خيارات امامنا، فنحن لا نستطيع التحالف مع ايران لأننا بذلك نعلن هزيمتنا، ولا يمكن القبول باي شكل من الاشكال بالتحالف مع تركيا، فنحن على عداء تاريخي معها، وإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي يمكن التحالف معها، فنحن نعادي ايران والحزب وإسرائيل تعادي ايران والحزب، ونحن نعادي تركيا الاخوانية، وإسرائيل تعادي حماس يعني بمكان تعادي تركيا.
وبالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، نحن قدمنا مشروع صفقة القرن، والفلسطينيين احرار بالقبول او الرفض، ولا حل اخر امامنا.
ونحن اخذنا خيار بمقاطعة لبنان، لا علاقة للتصاريح بالمقاطعة انما هي ذريعة، أصلا نحن قررنا الانسحاب وعدم التدخل لا في لبنان ولا في سوريا ولا حتى مع الفلسطينيين،
ماذا استفدنا من تدخلنا في لبنان وسوريا واليمن الا خسارة مئات مليارات الدولارات، لقد اعتقدنا ان لدينا حلفاء في لبنان قادرين على المساعدة بإسقاط الأسد، وبعد ثلاثة سنوات وعندما لم يسقط الأسد اردنا خلق معادلة، انه كما ايران وحلفائها يرفضون سقوط الأسد، نحن أيضا نرفض سقوط الرئيس اليمني هادي في اليمن، وتورطنا بحرب اليمن بقي الأسد ونحن خلال ثمانية سنوات لم ننجح بشيء، بل هادي يريد ان يستقيل ونحن نمنعه، لقد خسرنا عالميا، وخسرنا ماديا، وعرضنا امن المملكة للخطر، حيث ولأول مرة تساقطت الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على المنشأة النفطية والمطارات، إضافة الى خسائر عسكرية بالأرواح والعتاد.
بالحقيقة نحن نعلن خروجنا من لبنان، لا نريد ان نتدخل بالشأن اللبناني ولا نريد اللبنانيين ان يتدخلوا في شؤننا،
وأيضا لا نريد ان نكون حلفاء أحد بلبنان ولا ان يكون اللبنانيين حلفائنا.
صراحة لقد باعونا حلفائنا في لبنان الكلام فقط، ونحن أرهقنا من هذا الصراع،
حتى الرئيس بايدن لم يقبل بالتعامل او التواصل مباشرة مع القيادة السعودية، والكلام نقلا عن قناة الحرة الامريكية.
مبروك لإيران ولسوريا، ونحن نريد الخروج من كل هذا الصراعات وان نتجه الى بناء المملكة 2030 ، حتى اننا نريد الخروج من الأجواء الإسلامية التقليدية التي بنيت عليها المملكة، فنحن نطمح ان تكون المملكة مليئة بحفلات الغناء، وان تبنى فيها المعابد اليهودية والكنائس، ونحن سنكمل ما بدأت فيه الامارات والبحرين والسودان من اعلان للتطبيع، والتوقيع على اتفاقية ابراهيم.