د. إسماعيل النجار ||
مَن ذا الذي يعتقد أننا صابونةٌ على مِغسَلَتِهِ ليغسِل بِنا قذاراتِ يَدَيه؟
أو مِنشَفَةً يمسحُ بها ماءَ وجههِ النجِس؟
مَن هوَ هذا الذي صَنَّفَ نفسهُ نبياً مُصطفىً من عندالله، أرسله إلى وطن الأرز ونَصَّبهُ ولياً وحاكماً عليه، وأعطاهُ مَجد لبنان، لكي يُصَنِّفَ الناس ويرفع نفسه إلى مستوى الروح القُدُس،وإلى أعلى درجات العِلِّيين، وتجرّأ على أن يشتمنا ليشُدَّ عَصَب جمهوره، على حساب طائفتنا الكريمة المُضحِيَة الشجاعة، والبيئةِ الحاضنةِ لأشرف مقاومةٍ على وجه الأرض، وعلى مدَى التاريخ، المقاومةالتي وضعَ أُسُسَ بُنيانها الإمامُ الصدر المغيّب، وجُبِلَ طينُها بدماء السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حَرب والحاج عماد مغنيةوالآلاف الآلاف من الشهداء،
وأهلها أكثر من ٩٥٪ من أفراد الطائفة العملاقة، عدا محبيها الشرفاء الكُثُر، من جميع فئات وطوائف ومذاهب لبنان الكريمة، شُباناً وشيباً وعلماء ومثقفين، مسلمين ومسيحيين وعلمانيين.
هَل فقدتم عقولكم أم وطنيتكم أيها المغرورون، أو قُل المُغرّرون؟
وهل تظنون أنكم بوسائلكم الدنيئة التي تمارسون فيها أبشع أنواع الشتم والقدح والذَم، وتوجيه الاتِّهامات للمقاومة وبيئتها، أنّكم تشدون عصب جمهوركم وترفعون من مستوَى تمثيلكم البرلماني؟!
هل تعلمون مَن تشتمون؟
وهل تظنون أن مَن تهاجمونهم اليوم، لتكسبوا شعبيتكم، أنهم مكسر عصا لكم ولغيركم، حتى تتباروا على إبراز حقدكم عليهم، ونفث سمومكم وإظهار ما في باطنكم بوجههم، بعد سقوط أقنعتكم البشعة!
اخجَلوا من أفعالكم هذه، إن كنتم تعرفون الخجل،وأتقوا الله في لبنان، إن كنتم تعرفون الله.
نحنُ بيئَةَ المقاومة، شيعةٌ وأهلُ سُنَّةٍ ومسيحيون ودروز، لسنا مادةً لتستخدموها في مهرجاناتكم الِانتخابية، ولا نحنُ مِنصّتكم لكي تعتلونها بالشتم، ليرضَىَ عنكم جمهوركم الأعمى الغبيّ.
فالجمهورالذي ينتخبُكُم إذاشتمتمونا، هوَ جمهورٌشبيهٌ بالنازيين،لافرق بينهم.
لقد سكتنا طويلاً عن تطاولكم وطول ألسنتكم، ولكن لن نسكت بعد اليوم.
نحنُ مُحبي لبنان وفلسطين، أبناءُ هذا الوطن وأركانه الأربع، نحنُ حرصنا عليه يوم رهنتموهُ للسعودية، وسفارة عوكر وإسرائيل.
نحنُ كنا المدافعين عنه حين مهّدتم الأرض لجيش الِاحتلال، وجئتم بهِ ليُدَنِّس عاصمتنا بيروت.
نحنُ تصدينا له حين استقبلتم قادتهُ في قصوركم، وظننتم أن العصر الإسرائيليَّ انبلَجَ نوره، وهو لا نور منه.
نحنُ مَن حَرَّرَ الأرض التي ساهمتم بإخضاعها لبَني صهيون، وتصدّينا لاحتلالهم، وقارعناهم وصارعناهم، وقتلناهم وحَرَّرنا الأرض من دَنسهم.
ونحنُ مَن تصدّى لإرهاب داعش وجبهة النُصرة، الذي غذيتموه وأدفأتموه، وأرسلتم له المعونات المادية واللوجستيةإلى جرود عرسال، بحُجَجٍ واهية.
نحنُ مَن اعتبر نفسه مقاوماً ليس بديلاً عن الدولة، وعفا عنكم يوم كنتم عملاء وتخلى عنكم أسيادكم في الجنوب، وقبِلتا بتسليمكم لأجهزة الدولة،وليسَ إلى حبال المشانق، أو لأهالي الشهداء،
الذين قتلتموهم.
أتتذكرون عندما كانَ رجال المقاومة من حزب الله وحركة أمل يمسكون جراحهم، التي لَم تُشفَ بعد، وكانوا يتألّمون ولم يعدموكم ميدانياً رمياً بالرصاص، ظنّاً منهم أن العدالة ستنصفهم؟ ولكن يا للعار!
نحن مَن كسرَ جبروت مَن حاصركم ليذلكم، وهو صديقكم ومولاكم وولي نعمتكم.
ألا تخجلون من تباريكم في شتم المقاومة، لشد عصب جمهوركم الذي أنشأتموه على الحقد؟!!
نحن لسنا مواطنين من الدرجة الثانية، ولسنا ضعفاء، ولا محرجين من مواجهتكم، كيفما تشاؤون،لكننا لا زلنا نقول حتى اليوم: إننا أبناءُ جِلْدَةٍ وتُرابٍ ووطن واحد.
فإن تباريتم على شتمنا لتفوزوا في الِانتخابات، فإنّ الجمهور الذي سينتخبكم لأجل هذا هوَ جمهور مُرتَهَن ومُبتَذَل، لا يُشرفنا أن يكونوا شركائنا في الوطن.
لن نخجل منكم بعداليوم. ولن نصمت، سنرد لكم الصاع صاعين، والكلمة بعشرة من أمثالها.
فإما أن تكونوا شركاء وأصدقاء فعليين وأبناء وطن نعتز بهم ونتشرّف، وإلَّا فلا شرف ولا اعتزاز بكم، وانتم عالة علينا ليسَ لنا إليكم حاجة.
اليوم نتحدث معكم بالعموم وغداً بالإسم فرداً فرداً، وسنبادلكم التحيةَ بأحسن منها، والسموم بالسموم.
إعقلوا وتوكلوا، قبل أن تتوهوا في مجاهل البحار في وضح النهار.
نحن أشراف لبنان وحماته: جمهور مقاومة السيد موسى الصدر والسيد عباس والشيخ راغب وهادي نصرالله والحاج عماد وذوالفقار، يُشرِّفكُم تعاونكم معنا، ويُخزيكم التحريض أو التعآلي علينا.
ونحن نحنُ أبناء الست، ولسنا أبناء الجارية.
عاش لبنان،وعاشت مقاومته وأنصارها بقيادة سيدينا الأمين والنبيه.
بيروت في...
24/12/202
.........
https://telegram.me/buratha