ناجي امهز ||
غالبا ما نسمع عن حكومات إنقاذيه، او انه هناك دول تريد انقاذ لبنان، وحتى انه صدرت قوانين للمساهمة بالإنقاذ.
وفي الحقيقة عندما نتابع او نشاهد ما يجري حولنا، لا نجد الا انه هناك مؤامرة على الشعب اللبناني، وهي من غالبية القوى السياسية إضافة الى الدول التي تدعي انقاذ لبنان.
مثلا عندما الحكومة ترفع الدعم عن الدواء، ويصادق المجلس النيابي على هذا القانون، فاين هو الإنقاذ، هل سمعتم مثلا ان فريق الإنقاذ قتل الذي يريد ان ينقذه، او مسعفا جاء على عجل لإسعاف مريض فدهسه فقتله..
الإنقاذ يكون عندما تقرر الحكومة استرداد أموالا منهوبة ويصدر قانون من المجلس النيابي يوظف هذه الأموال لدعم الدواء، فالدواء ليس سلعة يمكن الاستغناء عنها، فان ترفع الدعم عن الدواء انت تصدر قرار بإعدام غالبية الفئة المريضة العاجزة عن شراء الدواء بسبب انك رفعت ثمنه، وغالبية المرضى هم أهلنا واطفالنا، مما يعني ان المواطن الذي يموت مريضه امامه بسبب عجزه عن تامين الدواء، يتحول الى مجرم قاتل وحتما سيصاب بالاكتئاب وامراض نفسية خطيرة، لانه سيشعر بعجزه عن شفاء او مساعدة اغلى الناس، مما يعني ان رفع الدعم عن الدواء قد يقتل شعبا بأكمله.
وكذلك رفع الدعم عن الطحين، أنا اتفهم ان يرفع الدعم عن الكافيار، لكن لا احد بالعالم يتفهم كيف يرفع الدعم عن الطحين، وبحال رفع الدعم عن الطحين، ماذا ستأكل الناس، بحال أصبحت ربطة الخبز كما يشاع "بعشرين الف"، هل يعقل ان يكون الإنقاذ بان نمنع الناس من الطعام فتموت فننقذها من الم ومعاناة الحياة.
وهكذا كل ما تشاهدونه وتسمعونه هو فقط لإنقاذ شيء لا علاقة لنا به كشعب.
بل لإنقاذ فئة استلمت البلد وافلسته، وبعد ان افلسته، كي لا تعيد ما نهبته، هي تسعى لقتل الشعب كي لا يتحرك احد او ينتفض ضدها، ولا حتى ان يكون هناك شهود على جريمة وأزمة وصفتها الأمم المتحدة بانها من اكبر الازمات التي مرت بتاريخ البشرية.
اقصد لا تصدقوا أي شيء تسمعوه من غالبية الساسة والدول التي تتكلم عن الإنقاذ،
فالإنقاذ ليس برفع الدعم عن حليب الأطفال، او المواد الأساسية للقمة العيش،
الإنقاذ لا يكون بتدمير الالاف من الاسر المستورة التي تعيش صراع يومي، من اجل تامين قوت يومها وبالختام، تدمر العائلات وتتفكك الاسر وتتشرد بسبب عدم تامين اقل مستلزمات الحياة.
الإنقاذ ليس بقطع الكهرباء واغلاق المصانع والمعامل والمساهمة بنشر البطالة.
الإنقاذ ليس بتهجير أبناء الوطن للغربة، وافتعال معارك سياسية لإلهاء الشعب المعتر.
الإنقاذ يكون بإغلاق مزاريب الهدر، واستعادة الأموال المنهوبة، وتقليل المصاريف على المحاسيب والازلام، وترشيد الانفاق، ومحاولة خلق لبنان جديد، لان لبنان الحالي بتركيبته لا يمكن إنقاذه ولا حتى استمراره ولو لوقت وان كان قصيرا للغاية.
...........
https://telegram.me/buratha