سوريا - لبنان - فلسطين

بعد رفع سقف الخطاب بين السيد نصرالله والملك سلمان هل نحنُ ذاهبون إلى مواجهة بالوكالة؟


 

د. إسماعيل النجار ||

 

كُل المؤشرات تَدُل على أن صفيح التوتر بين الرجلين إلى مزيدٍ من إرتفاع درجات الحرارة فيه،

وأن الأمر لَن يقتصر على حدود النعت والإتهامات المتبادلة، إنما سيأخذُ منحاً أكثر شِدَّة وأكثر خطورة وسيكون عنوان المرحلة المقبلة لدى حزب الله، العين بالعين والسِن بالسِن والبادي أظلََم،

وستُترجَم الخطابات بين الطرفين عملياً على الأرض ولكن حزبُ الله لَن يكون البادئ أبداً لأنه حريص جداً على ترك باب التفاهم والإتصالات مفتوحاً أمام الوسطاء لأنه بِغنَىَ عن فتح جبهة جديدة هيَ بالأصل مفتوحة سعودياً ضد المقاومة من طرفٍ واحد وبالوكالة.

أما أن يتحول الأمر مؤخراً إلى مواجهة مباشرة بين الأمين العام السيد حسن نصرالله، وبين العاهل السعودي شخصياً فهذا أمر دلالاته خطيرة ونتائجه وخيمة، والسعودية ستكون الخاسر الأول فيه بكل تأكيد.

 

ما هي سيناريوهات شكل المواجهة بين الطرفين إذا ما تطورت الأمور نحو الأسوَء؟

أولاً : ستقوم السعودية كعادتها بدعم غلمانها في لبنان بالمال والسلاح وتحريضهم على قتال حزب الله،وهذا الأمر نتيجته محسومة سلفاً لصالح المقاومة؟

ثانياً : ممكن أن تسعى المخابرات السعودية والأميركية والصهيونية بمساعدة الداخل اللبناني بالقيام بعمليات إغتيال على غرار ما حصل عام ٢٠٠٥ وإلصاق التُهمَة بالحزب لتشويه صورته وتقليب الشارع اللبناني عليه، والإتجاه لإتخاذ قرارات دولية ضده تحت الفصل السابع.

الأمر الثالث : أن تقدم السعودية بحماقتها المعهودة إلى إتخاذ قرار بقصف مواقع للمقاومة داخل لبنان بمقاتلات اليوروفايتر والرافال الموجودتين في اليونان وقبرص وهذا أمر دونَه تبعات خطيرة، قد تدفع مقابله الرياض أثماناً باهظه لا قِبَلَ لها فيها.

 

حزب الله بدوره الذي كانَ ينئىَ بنفسه عن مشاكل المملكة مع الشيعه في القطيف والإحساء وغيرها من المناطق الشرقية في السعودية، اليوم وبسبب التدخل السعودي السافر في الشأن اللبناني ودفع الأموال ليقتل الناس بعضهم بعض،

لا أحد يضمن دعمه لحزب الله السعودي في المنطقة الشرقية  أو أي فصيل آخر معارض من الضغط على الثُلَّة الحاكمة في الرياض للعودة إلى رشدهم.

إذاً كل الأبواب مفتوحة على كل الإحتمالات لطالما أن رُبان سفينة المملكة خَرِف ومساعده أخرَق مريض بجنون العظمَة.

ألجمهورية الإسلامية الإيرانية حسمَت أمرها بعدم القبول بلعب دور الوسيط بين الرياض وحارة حريك، لطالما أن الملف الإيراني السعودي لم يُنجَز بعد،

وما ينطبق على بيروت ينطبق على صنعاء، الأمر الذي زادَ ملك السعودية غضباً بعدما بَنَىَ آمالاً كبيرة على أن يزرع في إيران ويحصد في صنعاء وبيروت،

إسرائيل العاجزة عن القيام بآي دور ضد حزب الله سوى الثرثرة والتهديد من خلف الشاشات، تقف موقف المتفرج على ما يجري بين الحزب والمملكة،

وواشنطن أيضاً مهتمة بملفها النووي مع طهران وغير آبهة لكل ما يجري في المنطقة من صراعات، حيث وضعت مصلحة بلادها العليا في سلم الأولويات،

الأمر الذي وَلَّدَ شعوراً  بالرهبَة من الغرق في الوحل اللبناني وتقف واشنطن متفرجة من دون حراك، فيكون الثمن باهظاً والخسارة لا تُعَوَّض.

إذاً الأمور تتجه إلى زيادة في التعقيد بين  قصر اليمامة ومربع الأمانة العامة، وقرار حزب الله واضح بالتصدي للتدخلات السعودية والرد عليها بقوة، وتبقى الأمور رهن التطورات، وقادم الأيام ستكشف لنا خبايا ما تخبئه لنا.

 

بيروت في..

      16/1/2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك