د. اسماعيل النجار ||
حلفاءُ سعد الحريري خَوَنَةٌ وجُبناء، شَهِدوا على إعدامِهِ واكتفوا بالبكاء.
هُم ذاتهم كعادتهم لم يتغيَّر فيهم أو منهم شيء.
كالزراقط يشتمّون رائحة الدولار عن بُعدِسنةٍضوئيَة،ويجتمعون على أسطُح الجِيَفِ، ليأكلوا منها،بعدما قضىَ عليها الحظُّ السيِّء.
ثاني المقتولين بسيف ابن عبدالوهاب السعودي،من عائلةالحريري السياسية كانَ سعد، ابن الرئيس رفيق الحريري السابق، وبذات السيف، وإنِ اختلفت الصيغة.
حلفاءُ سعد الحريري في لبنان لَم يكونوا بمستوىَ الآمال المعقودة عليهم،بَل كانوا بمستوى القيمة الشرائية السعودية لهم.
هُم أنفسهم أكلوا من صحن والده واستثمروا على دمهِ،وعندما فقدَ سعدُ القدرَة على توزيع الأموال، وقفَ وحيداً لاناصر ولامُعين،وتشتَّتَ الحال وتغيرَت الأحوال.
عندما احتجزهُ السيِّءُ الذِّكر مُحَمَّدُ بنُ سلمان، في الرياض أوائلَ عهد الرئيس ميشال عون، ابتلَعَ هؤلاء الزراقط ألسنتهم التي تلعق اليوم من على سطحِ جثتهِ السياسيّة، بعدَ موته سياسياً، ولم يتفوَّه أيٌّ منهم بِبنت شَفَّة،وأصبحواجميعاً كالسمك المقلي: مفتوحي العيون والأفواه، بل حوْلٍ أو قُوَّة.
نهَض حينها الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله والرئيس نبيه برِّي لإنقاذه،ووصل الأمر بسماحة الأمين العام، إلى حَدِّ التهديد للمملكة إن لم تُطلِق سراحه، وبأقصى سرعة،
كما هدد الرئيس عون، باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية.
المجرم سمير جعجع كانَ عَرَّاب الِاعتقال والخطف، لرئيس وزراء بلاده،
وهوَ المحرِّض الرئيس للعملية برُمَّتها.
أمّا وليدجنبلاط، وكعادته، وقفَ بين بن سلمان وجعجع و زبد رغائه وصلَ حتى قدميه.
نواب تيارالمستقبل صمتوا، وكأن الطير حام فوق رؤوسهم،ودار الفتوى ذهبت حينها في غيبوبة.
جميعهم،دون استثناءٍابتلعوا ألسنتهم إلَّا أسوداً ثلاثةًأوفياءَ، شكلوا رأسَ حربةٍ في المطالبةِ برئيس حكومتهم، وهم: بعبدا، وعين التينة، وحارة حريك لاغير.
اليوم،بعدما صدر الحكم السعودي بإعدام الرئيس سعدالحريري المعتدل سياسياً،وبعدما نُفِّذَ الإعدام ببرودة أعصاب، وقفَ كُلُّ مَنْ حوله يتفرجون كيف لفظ آخرأنفاسه،من دارته في بيت الوسط، خلال إعلانه الِاستسلام للقرار السعوديّ الظالم،بحقه وبحق طائفته، واعتزاله.
وليد جنبلاط قامَ بنعيِه.
وأخوه بهاء تحركَ ليرثَهُ سياسياً،
وأشرف ريفي الذي تَرَبَّىَ في بيت آل الحريري، لعقَ شفتيه بشهية مفتوحة، لتقاسم الجبنة مع بهاء.
والميقاتي، استمَرَّ يمضي، وكأنّ شيئاً لَم يحصل حوله.
والمفتي دريان يقول للرئيس عون: الطائفة ولَّادة وفيها طاقات، في أكبر نعيٍ سُنِّيٍّ رسميٍّ للحريري الإبن، من دار الفتوَىَ.
قضىَ الحريري ذبيحاً سياسياً بين مَن كانوا يُعتَبَرون أنهم أهلُهُ وسياجه!
ذُبِحَ المعتدِلُ بسيفِ مَن وصلوا إلى العزِّ، بسلطانه وسلطان أبيه.
الَّلهَ الَّلهَ ما أعظم وفاءَكَ يا سيد حسن نصرالله.
عندما عَمَّ الإرهابُ الصهيوسعودي سوريا، وكان الرئيس الأسد يقاتلُ وحيداً، هَبَّ حفيدُ حيدر الكرار قائلاً: لبيكِ يا زينَب، ورفع شعار لَن تُسبَى زينبُ مَرَّتَين.
وذهب إلى دمشق، وقال لأخيه الرئيس بشار الأسد، لا تجزَع يا أخي إنّنا في مركبٍ واحد،فإمّا أن نَنْجُوَ معاً، أو نغرق سويآ.
هذا هوَ الوفاءُ أُّيها المنبطحون.!
هذا هوَ الوفاءُ يا عَبَدَةَ الرِّيال.
هذا هوَ الوفاء يا بهاء.
بالأمس كان أباك، واليوم أخاك، وغداً أنت.؟
إفهَم، إعقِلْ، فَكِّرْ، أنظرْ حولَك، دَقِّق جيداً، ماذا يريد مُشَغلوكَ منك،
وهل تظنُّ أنَّ مَن اِستغَلَّ أباك،
واستثمرَ على دمائه، وصنعَ شهود الزور، وباعَ أخاكَ، ووقفَ متفرجاً على إعدامه، من دون أن يرِفّ له جفن، أو تنزل له دمعة على ماضيهِ معه...
هل تظنُّ أنهم، معكَ، سيكونون أوفياء ؟
لا وألف لا يا بهاء.
مَن قتَل رفيق،واختطفَ سعد،سيُرْديك بسيفهِ، عاجلاً أم أجلاً.
أجل، الدَور قادمٌ إليك.
وإلى جمهور سعد الحريري نقول:
لا تكونوا معنا، ولكن، لا تكونوا خَوَنَةً جبناء،
لا تكونوا شهودَ زُورٍ على إعدامه سياسياً،
ولا تكونوا مرتزقةً عند بهاء،
لا تكونوا أداةً طَيِّعَةً لدى أشرف ريفي والسعودية.
كونوا أوفياء لخط الرفيق وولده سعد،
وانتفضوا، على قرار محمد بن سلمان، وعلى جُبْنِ الجبناءِ الذين صمتوا.
ارفعوا الصوت وقولوا للجميع: سعد الحريري يُمَثِّلُنا،
بهذا فقط،تكونون أوفياءَ وشجعان.
بيروت في.....
30/1/2022