نبيل صافية ||
كنت قد أشرت في الجزء الأوّل لتقديم البحث الجديد لتطوير الدولة ضمن إطار مشروع الإصلاح الإداريّ الذي وجّه له السّيّد الرّئيس الدّكتور بشّار الأسد ، والذي جاء تحت عنوان : " رؤى وفِكَرٌ تطويريّة لعمل الجبهة الوطنيّة التّقدميّة " ، وتمّ تقديمه لمقام سيادة اللواء محمّد الشّعّار نائب رئيس الجبهة الوطنيّة التّقدميّة ، ونوهّت في الجزء السّابق لبحث سابق عن دراستين لتطوير وزارة التّربية منذ عام 2017، كما أُشيرَ في اللقاء لبحث آخر ضمن مجال تطوير وزارة الإعلام ، وهو بعنوان : " الإعلام في سورية .. استراتيجيّاته وتطويره في ضوء الإصلاح الإداريّ في سورية " ، والذي تمّ تسجيله رئاسة الوزراء والمحال من رئاسة الوزراء للسّيّد وزير الإعلام برقم 1936/ م. خ/ق تاريخ 6/8/2017 م ، وجرت لقاءات تلفزيونيّة عديدة في الإعلام الرّسميّ السّوريّ عام ألفين وثمانية عشرة عن رؤيتي أو دراستي لتطوير الإعلام السّوريّ ، كما أشرت للقاءاتي بالسّادة الوزراء في مجال الإعلام بعد إحالتها للوزارة عام 2017 منذ أيّام السّيّد محمّد رامز ترجمان والسّيّد عماد سارة ، ولم يكن بعد قد جرى لقاء بالسّيّد الوزير الدّكتور بطرس الحلّاق ، فقد تمّ اللقاء بتاريخ السّابع عشر من الشّهر الثّاني الماضي ، وبيّنت لسيادة النّائب الشّعّار أنّ الدّراسة اكتسبت أهمّيّتها كونها تسعى لتطوير الإعلام السّوريّ والخطاب الإعلاميّ والارتقاء به ، ليغدو الإعلام والخطاب الإعلاميّ أكثر شمولاً وشفافية وجرأة ومنطقيّةً ومعبّراً عن هموم الشّعب وتطلّعاته ، وليس تطلّعات الحكومة ، وتأتي تنفيذاً لتوجيهات السّيّد رئيس الجمهوريّة أمام السّادة الوزراء في اجتماعه بهم في جلستهم الأسبوعيّة الدّوريّة لمجلس الوزراء ، فقد طرح سيادته مشروع الإصلاح الإداريّ ودعا لتطوير مختلف الوزارات ، وكانت الدّراسة تسعى لتسليط الضّوء على الإعلام في سورية لتحقيق الأهداف الآتية :
الارتقاء بالإعلام السّوريّ والخطاب الإعلاميّ ليغدو جرئياً شاملاً شفّافاً معبّراً عن هموم الشّعب وتطلّعاته المختلفة بتعدّد اتّجاهاته ، وليس عن هموم الحكومة وتطلّعاتها ذات اللون الواحد ، والارتقاء بالمستوى الإعلاميّ لبناء الوطن ، كي يصبح الشّعب واعياً محيطه ، وفاعلاً في خدمة مجتمعه ، والهدف الثّالث دعا لضرورة التّمييز في الإعلام بين المصطلحات السّياسيّة التي يعتمدها الخطاب الإعلاميّ ، وجاء الهدف الرّابع ليشير إلى ضرورة اعتماد وكالة سانا في التّصريح الإعلاميّ ، وليس نقله من مصادرَ غربيّة أو أجنبيّة أو صهيونيّة كما الحال في أمثلة كثيرة ضمن الإعلام الرّسميّ ، والهدف الخامس تميّز بالدّعوة للارتقاء بالبحث الإعلاميّ واعتماد علم النّفس الإعلاميّ في التّحليل السّياسيّ والإعلاميّ ، وسادس الأهداف دعا لإعادة قوننة وزارة الإعلام وإعادة هيكليّتها وبنائها على أسس وقواعد استراتيجيّة صحيحة تتيح المجال لمشاركة مختلف الأحزاب الوطنيّة والفعاليات الشّعبيّة في العمل الإعلاميّ ، وأُشيرَ لمجالات التّطوير في الإعلام ، وتمّت الإشارة إلى أنّ وزارة الإعلام أفادت من الدّراسة منذ أن كان السّيّد رامز ترجمان وزيراً مروراً بفترة تكليف السّيّد عماد سارة وأخيراً السّيّد الدّكتور بطرس الحلّاق الذب أفاد من البحث وهذا ما سعى له السّيّد الوزير الدّكتور بطرس في قانون الإعلام الجديد الذي تمّت مناقشته في نهاية العام الماضي تحت قبّة المجلس ، وننتظر التّوجيه المناسب لذلك ، كما وعد السّيّد الوزير في لقائي به الذي تمّ كما قلت قبل قليل في السّابع عشر من الشّهر الثّاني الماضي بإجراء لقاءين تلفزيونيين جديدين في الفضائيّة السّوريّة وغيرها بعد صدور قانون الإعلام الذي يمثّل تنفيذاً لما قدّمتُه لرئاسة الوزراء بأفكار جريئة ومميّزة وخصوصاً لجهة أن يكون الإعلام فاعلاً لا منفعلاً بالأحداث وأن يكون إعلام الدّولة وليس إعلام السّلطة ، وأن يكون قائماً على مبدأ الحلول وليس عرض المشكلات فقط وضرورة الانتقال من الإعلام الحربيّ إلى التّنمويّ واعتماد نهج اللامركزيّة في عمل المؤسّسات الحكوميّة ودعم المراكز الإعلاميّة في المحافظات للخروج بخطاب إعلاميّ متكامل جديد قائم على تقديم الحلول للمشكلات والأزمات المجتمعيّة ، إضافة لتنشيط عمل المكاتب الصّحفيّة وتأهيل كوادرها ، وأُشير أيضاً إلى تقديم ذلك البحث للمكتب الخاص بالسّيّد الرّئيس الدّكتور بشّار الأسد في وقت سابق ، وبعد لقائي بالسّيّد الوزير الحلّاق نشرت مقالة عمّا أفادت منه وزارة الإعلام في مجال تطويرها وتحسين الخطاب الإعلاميّ في مختلف مجالات عمل وزارة الإعلام _ رغم أنّي نشرتُ قبلاً مجالات تطوير وزارة الإعلام في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيّة في الإعلام الرّسميّ السّوريّ _ وبيّنت في المقالة الجديدة كيف أفادت ضمن المقالة التي تمّ نشرها بتاريخ 27/2/2022 ، ونشرتُه في وكالات إخباريّة ومواقع عديدة
تحت عنوان : " بمَ أفادت وزارة الإعلام السّوريّة من أفكاري الاستراتيجيّة في تطوير الإعلام ؟!" ، وحمل ذات العنوان لقاء إذاعيّ بتاريخ 7/3/2022م ، وأكّد أنّي قمت بدورات تأهيليّة للإعلاميين في المركز الإذاعيّ والتّلفزيونيّ في اللاذقية وتخصّ جوانب إعلاميّة ضمن إطار استعمال المصطلحات السّياسيّة المغلوطة التي يستعملها الإعلاميّون في خطابهم الإعلاميّ وربطها باللغة العربيّة لبيان الدّقة في الاستعمال لها ضمن الخطاب الإعلاميّ .
ونوّهت أنّ مختلف دراساتي وأبحاثي الاستراتيجيّة التّطويريّة السّابقة سجلّتها لدى رئاسة الوزراء وفي وزارة الثّقافة ضمن مديرية الحماية الفكريّة ، وحصلتُ على شهادة إبداع من مديرية حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في وزارة الثّقافة عن دراستي بعنوان :
" آراء تطويرية لبعض وزارات الدّولة في الإعلام والتّربية والمصالحة الوطنيّة في ضوء مشروع الإصلاح الإداريّ في سورية " ، برقم ( 3911 ) لعام 2018م ..
وسأفرد في الجزء الثّالث من البحث لما تمّت الإشارة إليه من رؤى وفِكَرٌ تطويريّة لعمل الجبهة الوطنيّة التّقدميّة في مختلف المجالات ، وهي تحمل أفكاراً جريئة ومميّزة ، فكونوا معنا للمتابعة ..
بقلم الباحث والمحلّل السّيّاسيّ : نبيل أحمد صافية
وعضو اللجنة الإعلاميّة لمؤتمر الحوار الوطنيّ في سورية