د. إسماعيل النجار ||
ما نراهُ يحصل اليوم داخل فلسطين المحتلة من عمليات فدائية بطولية هوَ غَيض من فَيض ما سيرونه الصهاينة في المستقبل، لقد إنفجر بركان الغضب الفلسطيني في شوارع القدس وتل أبيب وكل مكان،
لقد طَفَح الكَيل مع بني صهيون وبلغَ السيل الزُبَىَ، وعادَ الرجال الأشداء إلى ساحات العمل الفدائي بهمَّة عالية ونشاط، عادوا ليذيقوا كلاب بَني صهيون مُر الموت الزُقام، بعدما خَدَّرتهم مفاوضات أوسلو إلى زمن، وبعدما تمادت السلطة الفلسطينية بالتطاول على كرامات المقاومين، وتمادت في مجال التطبيع الأمني مع الإحتلال،
عادوا وبيد كل واحدٍ منهم بندقية، وفي فوهتها مشروع إنتقام، تتحدثُ مع صدور الصهاينة بلغة الموت المفاجئ، لكي يفهم هذا العدو بأنهُ طَوَّعَ إرادة الجبناء وليسَ الشجعان، فإذا كان البعض إمتهن الخيانة وأختصر الحياة بالقصور والسيارات الفخمة، فأن آخرين خرجوا لملاقاة الموت كرمَىَ للعيش بكرامة، وبين هؤلاء وأولَئِك هناكَ فرقٌ كبير، لا تجتمع بالشكل فيه مبادئ الكرام، مع شهوات اللئام، من هنا كان القرار بالمقاومة على الطريقة الصحيحة التي يفهمها العدو وأدواته.
فلسطين بعد صبر لأربعة وسبعين عام من الجرح المفتوح نستطيع أن نقول أن هذا الجرح بدأ اليوم يندمل مع كل جثة صهيوني سقط برصاص الفدائيين، الذين سيستمرون بعملهم حتى تمتلئ تلك الفجوة وتصبحُ جثثهم العَفِنَة جسراً لعبور الأبطال نحو فلسطين في عملية التطهير الكُبرَىَ.
عملية الأمس وكل العمليات التي حصلت كانت عبارة عن بلسم يداوي جراح أهالي الشهداء والأسرىَ وعلاجاً حقيقياً صحيحاً سليماً ناجحاً لقضية فلسطين،
إلى أن نلتقي في ميادينها معلنين النصر نرفعُ أسمى آيات التهاني والتبريك لأبطالنا على ثراها الطاهر، وللشهداء المُضَحين،
وأنها لعملياتٌ مباركة حتى بلوغ النصر.
بيروت في....
9/4/2022
https://telegram.me/buratha