د.علي حكمت شعيب ||
أستاذ جامعي/ الجامعة اللبنانية ـ بيروت
ما يدعو إلى الريبة والتساؤل هو تكرار مطالبة البعض في حمأة الخطابات والبرامج الانتخابية بمؤتمر دولي للبنان في ظل الإنقسام الدولي العميق الذي يشهده النظام العالمي والتحول التاريخي المصيري الذي ستحدثه فيه الحرب الأوكرانية.
فالنظام العالمي في حالة لا توازن وتباين حاد في الرؤى والمصالح والمواقف بين أقطابه وهو في حالة استقراره وتوازنه لم يكن ليحقق التوافق حول الملفات والقضايا الساخنة بل تبادلاً للمصالح والمنافع بين أقطابه تتمظهر في تجميد للخلاف والنزاع حولها وفيها إلى حين فكيف بحالته اليوم أم كيف يوجد التوافق من كان أقطابه شركاء متشاكسون.
إن هؤلاء الذين يحاولون جمع أنصارهم لخوض المعركة الانتخابية تحت شعار نزع سلاح المقاومة التي أعزّت لبنان واللبنانيين بعد أن كانوا أذلاء أمام طغيان إسرائيل أو المطالبة بمؤتمر دولي لذلك هم لاعبون صغار وعبيد أقزام قد باعوا أنفسهم للخارج وانحازوا إلى المحور الأمريكي في الصراع القائم مع محور المقاومة.
ننصحهم بالقراءة الهادئة لما يدور حولهم والتبصّر قليلاً بالتغيّرات المتسارعة على الصعيد الاقليمي والدولي لاستشراف المستقبل حيث لن يكون هيمنة للغرب فيه والكف عن المراهنة على الأمريكي التي أثبتت التجارب عقمها والتزام ما يدعون إليه من حياد عملياً إن كانوا صادقين لا الانخراط في حرب الغرب الاقتصادية والنفسية على المقاومة وحلفائها فذلك خير لهم وأبقى في منطقة وعالم يعيد تشكيل مراكز القوة فيه.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha