سوريا - لبنان - فلسطين

المقاومة داخل فلسطين عادَت كما بدأت والخوف الصهيوني يتجَدَّد، َ


د. إسماعيل النجار ||   منذ إن أعلَن بن غوريون قيام دَولَة كيانه في ١٥ أيار ١٩٤٨، إنطلقت شرارة المقاومَة ضد هذا الإحتلال، فكانت مقاومَة حُرَّة نابعَة من ضمير ووجدان الشعب الفلسطيني الذي شَرَّدَتهُ هجمات العصابات الصهيونية المجرمَة وارتكبت بحقه المجازر وحرمته أرضهُ جَنَّة الأوطان، وعندما هذه المقاومة أزعجَت وأربكت الإحتلال المدعوم من مؤسس المملكة السعودية عبدالعزيز آل سعود الذي كانت له اليد الطولَىَ في تنفيذ وعد بولفور وإحتلال فلسطين، فكان لا بُد من وضع ضوابط لهذه المقاومة الصاعدة حتى لا تمتد نيرانها إلى هشيم المستوطنات الحديثة والغير مُحَصَنَة، وكان لا بُد من إيجاد إطار يجمع في داخله كافة المجموعات الفدائية المسلحة، يتقيَّد بتعليمات وأوامر قائد مُحَدَّد يضمن ضبط إيقاع اللعبة من البداية حتى النهاية على طريقة صنع بَربَر آغا في لبنان أبان الإحتلال العثماني، برأيي الشخصي... حتى تكتمل فصول اللعبه كانت السعودية الدولة الغربية الأولىَ السبَّاقة في دعم ضرورة قيام فصيل فلسطيني مسلح ينظِم العمل السياسي والعسكري  َضد الإحتلال الصهيوني ومنع الفوضَىَ الفدائية، فتمَ تشكيل حركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح) بالإتفاق مع كافة القادة العرب وقدموا الدعم اللازم لها، قادة هذه الحركة لم يكُونوا على علم بمقصد السعودية من أصل تشكيل الحركة، التي تبعها إعلان ولادة فصائل عسكرية وأحزاب أُخرَىَ تَفَرَّدَت بالعمل الفدائي الفلسطيني ضد العدو الصهيوني،  كانَ لدى أميركا والسعودية هدفاً استراتيجياً من تشكيل حركة فتح وهوَ ضبط العناصر المتفلتة بالعمليات ضد الإحتلال، وكانَ الهدف  من صناعة ما أسموه منظمة التحرير الفلسطينية جمع ما تتمَكَن بين صفوفها كافة من المنظمات التي اقلقت راحة ذلكَ الكيان الغاصب، الفصائل الفلسطينية إضطَرَّت للإنضواء تحت لواء المنظمة من أجل تلقي الدعم المادي العربي وإلَّا لا أموال ستحصل عليها، سارت الرياح كما تشتهي سفينة العربان في تنظيم العمل الفدائي ثمَ تحويله إلى سياسي ومن ثمَ إنتقَل إلى تفاوضي إنتهى بدفن المقاومة مع إعلان عودة ياسر عرفات إلى فلسطين، الصحوة الفلسطينية جاءَت متأخِرَة بعدما قضت منظمة التحرير على أحلام الشعب الفلسطيني من خلال أوسلو،  فكانت ولادة حركتَي حماس والجهاد الإسلامي بمثابة الصعقَة التي نزلَت على رأس قادة الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير، وكالعادة لعبت السعودية دَور الداعم للحركة بغاية الإحتواء السياسي عن طريق الدعم المادي، لكن زواج المسيار بينهما لَم يَدُم طويلاً وأنقطع حبل الوداد بينهما وطردَت الرياض حماس من المملكة واعتقلت ممثلها ومؤيديها، التطبيع الأمني بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وأجهزة الأمن الصهيونية بلغَ ذروته، والغضب الشعبي الفلسطيني بلَغَ أيضاً ذروته من هذا التطبيع فكان الإنفجار الغير متوقع بعدما تواطئت أجهزة الأمن الفلسطينية على اعتقال المناضلين الفاريين من سجن جلبوع منذ أشهر، هذا الغضب تُرجِمَ على الأرض بعمليات طعن وضربات عسكرية للنقاط والحواجز العسكرية الإسرائيلية وكان آخرها عملية العاد بالفأس الفلسطيني القاطع، إتسعت رقعة العمليات في الضفه وأصبحت الأمور تغلي على صفيحٍ حار من المتوقع أن ينفجر ليشمل كامل القطاع الذي تسارع اسرائيل الخُطَىَ نحو إجتياح مخيم جنين الذي تعتبره المركز الرئيس والمحرك الأساس لكافة العمليات بهدف قطع دابر الفوضىَ العارمة على ارض البلاد، إذاً المقاومة عادت الى الواجهة كما بدأت من قبل، وأوسلوا الى مزبلة التاريخ هوَ ومؤيديه،   بيروت في...              13/5/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك